07-أغسطس-2024
حرب إسرائيل وإيران

حجم الرد الإيراني على إسرائيل غير معروف (رويترز)

تواجه إسرائيل وحزب الله اللبناني وإيران معضلة الحرب بكثيرٍ من الحذر غير المتعقّل، وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن محاولة الموازنة بين الردع والانتقام وتصفية الحسابات قد تؤدي إلى الدخول في حربٍ شاملة يدّعي الجميع أنهم لا يريدونها، لكنهم قد يخوضونها مضطرين بسبب سوء التقدير والحسابات.

على صعيد الحسابات الإيرانية، يرى مقال الكاتب الإسرائيلي، زيفي بارئيل، أنّ على طهران أن تأخذ في الحسبان، بجانب سلامتها الاقتصادية والسياسية، الأضرار التي قد تلحق بحلفائها في المنطقة جرّاء ردّها المرتقب على إسرائيل انتقامًا "لشرفها وكبريائها" المجروح بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على أراضيها.

وبحسب القراءة التحليلية لهآرتس، قد ترد الولايات المتحدة، التي وعدت بحماية إسرائيل، على طهران باستهداف الفصائل العراقية الموالية لإيران في العراق، مما قد يضعف النفوذ الإيراني في البلاد على المدى البعيد ويزيد من التوترات الداخلية.

بات واضحًا أنّ أحد أهداف إيران من "الحرب" هو رد الإهانة عن نفسها، والرد على الاغتيالات التي اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أنّها "ردت لإسرائيل شرفها ورفعت رأسها"

كما قد تدفع الحرب بحزب الله للانخراط في القتال، مما قد يؤدي إلى دمارٍ كبير في لبنان وتصعيد الصراع الإقليمي، ما سيؤثر سلبًا على المجتمع اللبناني، ويزيد من معاناته الاقتصادية والسياسية.

وبالنسبة للحوثيين في اليمن، قد يدفع أي هجومٍ إيراني إلى ردودٍ من التحالف الذي تقوده السعودية، مما سيزيد من معاناة الشعب اليمني ويزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.

ويضيف مقال هآرتس أنّ على إيران أيضًا "أخْذ ردة فعل الدول العربية المحيطة بها في الحسبان، إذ قد تشعرهم حربٌ من هذا النوع والحجم بالتهديد، مما قد يسيء للعلاقات ويقلل من فرص التعاون في المستقبل عكس هدف الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".

لكن في المقابل تسكت هذه القراءة التحليلية الإسرائيلية عمّا قد يلحق بإسرائيل من أضرار جراء الانزلاق للحرب الشاملة مع إيران وحلفائها.

فعلى ذات المنوال قد تتضرر مصالح حليفها الأميركي في المنطقة، لا سيما وجوده في العراق وسوريا حال استهداف القواعد الأميركية هناك، وهو ما بدأت مؤشراته فعلًا بعد الهجوم الأخير على قاعدة عسكرية أميركية في العراق.

كما أنّ أي حربٍ شاملة قد تلحق الأذى بعلاقات إسرائيل "العربية"، لا سيما مع مصر الممتعضة أصلًا من احتلالها محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح ومنع فتح المعبر أمام المساعدات الانسانية.

اغتيالات غير مدروسة وحرب إهانات قد لا تنتهي

بات واضحًا أنّ أحد أهداف الجمهورية الإسلامية من "الحرب" هو رد الإهانة عن نفسها، والرد على الاغتيالات التي اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أنّها "ردت لإسرائيل شرفها ورفعت رأسها".

إذن مفردات القاموس، على الجانبين متشابهة، مسائل شرف وإهانة تذكّر بحروب القبائل أكثر ما تذكّر بحروب الدول والمحاور.

فهدف إسرائيل الرئيسي من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، حسب مقال هآرتس، هو الرد على الإهانة الكبيرة التي تحملتها إسرائيل إثر الهجوم الإيراني في نيسان/إبريل الماضي.

إذ كشف تقرير لتليغراف عن خطط لاغتيال هنية في جنازة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، ويجمع بين الحدثين: الجنازة وحفل تنصيب الرئيس الإيراني، كونهما مناسباتٍ وطنية، مما يشير إلى رغبةٍ إسرائيلية في أن يتم الاغتيال في يومٍ مهم لإيران رمزيًا.

ووفق مقال هآرتس، يصعب توقع المعايير التي تحكم حرب الإهانات أو حجم ردود الفعل المتوقعة، فعندما تكون مشاعر الشرف والذل منخرطةً في السياسة لا تكون هناك فسحةٌ كبيرة للمنطق.

ومن جهة إسرائيل، تصبح غزة وصفقة تبادل الأسرى في حرب الإهانات، وفق مقال هآرتس، أمورًا ثانويةً مقارنةً بالحرب الكبرى مع إيران وحلفائها.