ألترا صوت - فريق التحرير
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في اتحاد المعلمين في ميانمار قوله أن المجلس العسكري قام بإيقاف أكثر من 125 ألف معلم عن أداء مهامهم في المدارس، كما تم إيقاف حوالي 19.500 موظف جامعي بالتزامن، وذلك بسبب انضمامهم إلى حركة عصيان مدني لمعارضة الانقلاب العسكري الحاكم للبلاد منذ شهر شباط/فبراير 2021 بعد الإطاحة بالحكم المدني برئاسة الزعيمة المنتخبة أونغ سان سو كي ووضعها قيد الاعتقال.
تهدد خطوة السلطة العسكرية في ميانمار بإيقاف أكثر من 125 ألف معلم عن العمل بشل النظام التعليمي في البلاد بالكامل
ومن ضمن هذه اللائحة المطولة توجد أسماء للمعلمين المطلوبين للمجلس العسكري بتهمة التحريض على السخط وإثارة البلبلة في الدولة التي تضم حوالي 430 ألف معلم في المدارس. وضمن هذا السياق، قال المسؤول في اتحاد المعلمين لرويترز، والذي رفض الكشف عن هويته بسبب الخوف من الفصل من العمل، "إذا فصلوا بالفعل هذا العدد الكبير من المعلمين فسيتوقف النظام التعليمي بأكمله في البلاد".
اقرأ/ي أيضًا: جهد متصاعد عبر السوشيال ميديا لفضح كذب الدعاية الإسرائيلية
وقالت رئيسة إحدى الجامعات، وتبلغ من العمر 37 عامًا، وفضلت عدم الكشف عن هويتها أيضًا، لذات السبب الموضح أعلاه،"أشعر بالضيق للتخلي عن وظيفتي التي أحبها كثيرًا، لكنني أشعر بالفخر لوقوفي ضد الظلم واللاعدالة"، وأضافت "استدعتني وزارتي اليوم للمساءلة، لكني لن أذهب. فلا يجب أن نتبع أوامر المجلس العسكري". كما أفادت أستاذة حاصلة على زمالة في الولايات المتحدة إنه قيل لها إنها ستضطر إلى إعلان معارضتها للإضرابات وإلا ستفقد منحتها. في حين أخبرتها سلطات جامعتها أنه سيتم تعقب كل باحث وإجباره على الاختيار، كما أوردت النيويورك بوست.
وتجدر الإشارة إلى أن التسجيل للعام الدراسي يبدأ الأسبوع المقبل في ميانمار، فيما من المفترض أن يبدأ الطلاب بالتوافد إلى المدارس في شهر حزيران/يونيو. ويذكر أن الطلاب كانوا في طليعة المتظاهرين في الاحتجاجات اليومية التي سادت ميانمار والتي قتل فيها مئات الأشخاص على أيدي قوات الأمن. لكن بعض الآباء قالوا إنهم يخططون أيضًا لإبقاء أطفالهم خارج المدرسة، إذ قالت إحدى الأمهات "ابنتي عمرها 14 سنة، ولا أريدها أن تتلقى التعليم عن طريق نظام دكتاتوي، كما أنني قلقة على سلامتها". وكذلك يعتزم الكثير من الطلاب مقاطعة الفصول الدراسية، وبهذا الصدد قالت الطالبة لوين، "سأعود إلى المدرسة فقط إذا استعدنا الديمقراطية" بحسب ما نقل موقع شبكة CNA.
بينما قالت حكومة الوحدة الوطنية، التي شكلها معارضو المجلس العسكري في السر، بأنها ستفعل كل ما في وسعها لدعم المعلمين والطلاب، ودعت المانحين الأجانب إلى التوقف عن تمويل وزارة التعليم التي يسيطر عليها المجلس العسكري. وقال المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية السرية "سنعمل مع المعلمين في ميانمار الذين يرفضون دعم الجيش المستبد". "هؤلاء المعلمون العظماء والمعلمون الشجعان لن يتركوا لوحدهم" بحسب ما نقل موقع صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد.
هذا ويعد نظام التعليم في ميانمار أحد أفقر الأنظمة إقليميًا حتى حين كانت الدولة تحت حكم مدني طيلة عشر سنوات، وقد احتلت المرتبة 92 من أصل 93 دولة في استطلاع عالمي بخصوص مستوى التعليم العام الماضي، حيث لم يتجاوز الإنفاق على التعليم أكثر من 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، فيما يعتبر أحد أدنى المعدلات في العالم وفقًا لأرقام البنك الدولي. وتجدر الإشارة إلى أن هناك ما يقرب من 10 ملايين طالب وطالبة في ميانمار، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 53 مليون نسمة، وأكثر من 26 ألف مدرس في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الأخرى. وقد قتل العديد من الطلاب على أيدي قوات الأمن منذ نشوب الإنقلاب الحالي الذي أودى بحياة ما يقارب 780 شخصًا وحوالي 3800 رهن الأحتجاز. وكان من بين المعتقلين ما لا يقل عن 47 مدرسًا بينما صدرت أوامر اعتقال بحق حوالي 150 مدرسًا بتهمة التحريض، بحسب ما نقل موقع MSN NEWS.
اقرأ/ي أيضًا:
"غزة تنتصر" يتصدر منصات التواصل الاجتماعي
الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة في القدس وحملات الناشطين متواصلة