27-سبتمبر-2024
الضاحية الجنوبية

الهجوم هو الأعنف منذ بدء العدوان الشامل على لبنان (رويترز)

شن طيران الاحتلال الإسرائيلي هجومًا هو الأعنف على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء الهجوم الشامل على لبنان مطلع الأسبوع، إذ هزت سلسلة من الانفجارات عددًا من المباني، وقالت مصادر إعلامية لبنانية إن 10 مبانٍ سويت بالأرض.

وتحدثت مصادر أخرى عن أن الهجوم كان عبارة عن حزام ناري امتد من أطراف مخيم برج البراجنة مرورًا بمحيط مطعم الساحة على طريق المطار وصولًا إلى حارة حريك، حيث انهارت العديد من المباني. وإلى حين كتابة هذه السطور، لم يتم إعلان عدد الشهداء والجرحى، لكن من المتوقع أن تكون الأعداد كبيرة نظرًا إلى حجم الهجوم والدمار الذي خلفه.

الهجوم كان عبارة عن حزام ناري امتد من أطراف مخيم برج البراجنة مرورًا بمحيط مطعم الساحة على طريق المطار وصولًا إلى حارة حريك

وعقد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، مؤتمرًا صحفيًا كشف فيه أن الهجوم استهدف المقر الرئيسي لقيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن الهدف من القصف على الضاحية الجنوبية هو اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم استخدام قنابل تزن طنًا خارقة للتحصينات في قصف الضاحية الجنوبية.

بدورها، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عن مصادر أمنية، أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مكان آمن وما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح. ونقلت مراسلة "التلفزيون العربي" ، عن  مصادر مقربة من الحزب، أن حسن نصر الله بخير.

ولليوم الخامس على التوالي، واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي حملة القصف الدموية على قرى وبلدات جنوب وشرق لبنان، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن القصف تركز على البقاع.

ومساءً، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن غارتين استهدفتا بلدة كفركلا، وألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة على منتزهات الوزاني، وتم التبليغ عن سقوط شهيد في غارة على مبنى في قرية رومين بالنبطية جنوبي لبنان. وكانت الوكالة قد أشارت إلى سلسلة غارات إسرائيلية على جبل الريحان وبلدات مليخ واللويزة وعيتا الشعب وزبدين جنوبي لبنان.

إنسانيًا، بدأت الأزمة في التفاقم خلال الأيام الأربعة الماضية، حيث ارتفع عدد مراكز الإيواء في بيروت إلى 600 مركز نصفها لم يعد قادرًا على استقبال أي نازح بعد أن امتلأت بشكل تام. أما النصف الثاني، فسيكون مستعدًا لاستقبال المزيد من النازحين خلال الفترة القادمة، بينما وصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 700 شهيد، وفق آخر الإحصائيات.

ميدانيًا، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله عن عدة عمليات نفذها اليوم، إذ تم استهداف مستعمرة "كريات موتسكين" ‏بصليات من الصواريخ، ومجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة "رفائيل" في منطقة ‏"زوفولون" شمال مدينة حيفا بصليات من الصواريخ. كما تم استهداف مستعمرة "كريات شمونة" ‏بصواريخ "فلق 2".

إضافةً إلى استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية ‏في قاعدة "دادو" بصليات من الصواريخ، والمقر الاحتياطي للفيلق ‏الشمالي، وقاعدة تمركز إحتياط فرقة "الجليل ومخازنها" اللوجستية في "عميعاد"، وقاعدة ميشار (مقر ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية) بصلية صاروخية.‏

وقصف الحزب مدينة صفد بـ80 صاروخًا، ومستعمرة "أحيهود" بـ50 صاروخًا، ومستعمرة "كريات آتا" بـ50 صاروخًا. وشن حزب الله هجومًا جويًا بسرب من ‏المسيرات الانقضاضية على قاعدة "شمشون" (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية)، مُستهدفةً ‏أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة بحسب بيان الحزب. كما تصدت وحدات الدفاع الجوي لحزب الله لطائرتين ‏حربيتين معاديتين، وأجبرتهما على مغادرة ‏الأجواء اللبنانية.

ويواصل جيش الاحتلال حشد مزيد من الدبابات والقوات على الشريط الحدودي تزامنًا مع تهديدات متكررة من قادته بشن عملية برية في لبنان. وقال مسؤول أمني إسرائيلي، اليوم الجمعة، إن: "أي عملية برية في لبنان ستكون أقصر ما أمكن"، وأضاف للصحفيين، طالبًا عدم الكشف عن اسمه: "أعتقد أننا نعد لذلك كل يوم، ومن المؤكد أن هذه الوسيلة في متناولنا".