12-سبتمبر-2024
الضفة الغربية

شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة (الأناضول)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة ومخيم طولكرم ومخيم نور شمس، شرقي المدينة، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة وبلدة طمون، جنوبي طوباس، في الضفة الغربية المحتلة، يرافقها عمليات تجريف واسعة للشوارع والبنية التحتية، وإجراء مداهمات وعمليات تفتيش وتحقيق ميداني واعتقالات.

وقال "نادي الأسير الفلسطيني"، عبر قناته على تطبيق "تليغرام" إن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة خلال الـ24 الماضية طالت 40 مواطنًا على الأقل من الضفة، بينهم مريض كان يعالج في المستشفى، بالإضافة إلى أسرى سابقين.

تجريف وتدمير وحرق للمتلكات

ونقل موقع "العربي الجديد"، عن رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، فيصل سلامة، أن قوات الاحتلال دمرت وأحرقت خلال الساعات الـ24 الماضية ما يزيد عن 20 منزلًا في المخيم، مضيفًا أن "كل ما يعترض طريق الجرافات يتم تجريفه دون اعتبار لحقوق الأهالي أو ممتلكاتهم، وحجم الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال كبير جدًا".

شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة خلال الـ24 الماضية طالت 40 مواطنًا على الأقل من الضفة، بينهم مريض كان يعالج في المستشفى، بالإضافة إلى أسرى سابقين

من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، نهاد الشاويش، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اقتحمت مجددًا المخيم منذ ساعات الصباح الأولى ونشرت قناصتها، وأضاف أن الأهالي في المخيم وجدوا أنفسهم محاصرين في منازلهم، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال فجرت، اليوم الخميس، عبوة ناسفة محلية الصنع كجزء من عمليات تمشيط المنطقة وتأمينها أمام جنودها.

من جهته، أكد أمين سر حركة فتح في طوباس، محمود صوافطة، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اقتحام المدينة وبلدة طمون الواقعة جنوبها لليوم الثاني على التوالي، مضيفًا أن قوات الاحتلال تواصل تجريف البنية التحتية والشوارع، بينما تقتحم المنطقة المحيطة بمستشفى "طوباس الحكومي التركي" بشكل متكرر.

وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قد حذرت المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت" من أن الوضع في الضفة إذا وصل إلى حد الانفجار، فسيؤدي ذلك إلى "سقوط العديد من الضحايا جراء عمليات انتحارية أيضًا"، مشيرةً إلى أن احتمال اشتعال الضفة الغربية يثير قلقًا كبيرًا في أوساط المؤسسة الأمنية، بحسب القناة الـ13 العبرية.

وأضافت القناة ذاتها، أنه ليس لدى جيش الاحتلال قوات كافية لتعزيز وجودها في الضفة، لصعوبة نقل قوات من الجبهة الشمالية، وأن أي تصعيد واسع النطاق في الضفة، ستتم مواجهته على حساب استمرار القتال في قطاع غزة، وبالتالي "لن يتمكن الجيش الإسرائيلي من القيام بجميع المهام المنوطة به في مثل هذا الوضع".

"هندسة المجتمع ديموغرافيًا وجغرافيًا"

وعلى ضوء تصعيد الاحتلال عسكريًا في الضفة الغربية، والذي بدء منذ الـ28 من آب/أغسطس الماضي، قال الكاتب والخبير السياسي الفلسطيني، أحمد أبو الهيجا، لوكالة "الأناضول" التركية، إن: "إسرائيل تنفذ عملية إعادة هندسة للمجتمع الفلسطيني ديموغرافيًا وجغرافيًا ليتقبل شروط الهزيمة".

ورأى أبو الهيجا، أن "القرار الرسمي الواضح للصهيونية الدينية في إسرائيل هو الحسم الجغرافي والديموغرافي للضفة الغربية، أي حسم الصراع في الضفة"، مضيفًا أنه "على الصعيد الديموغرافي، انتقل المستوطنون والحركة الصهيونية والصهيونية الدينية من عملية الزحف البطيء وتقييد حرية الحركة والبناء في مناطق المصنفة (ج ) إلى التعامل وكأنها أراضٍ إسرائيلية، أي يحظر على الفلسطينيين دخولها".

وأكد أن "هذا الحديث يعني حسم ديموغرافي في مناطق واسعة في الضفة الغربية يحظر على الفلسطيني دخولها"، ولفت إلى أن "أراض واسعة في الأغوار الفلسطينية شرقي الضفة وضواحي القدس، وبينها مراعٍ، بات محظورًا على الفلسطينيين الوصول إليها، وباتت تلك الأراضي ذات المساحة الشاسعة وكأنها إسرائيلية".

وأشار أبو الهيجا إلى أن "نحو نصف أراضي الضفة الغربية باتت محرمة على الفلسطينيين، وهذا هو الحسم الجغرافي الذي يقود إلى الحسم الديموغرافي"، وتابع حديثه موضحًا أن "المستوطنين غير قادرين على الحسم الديموغرافي في الضفة، لذلك يحولون حياة السكان لكابوس، بحيث يصبحون غير قادرين على العيش فيها ودفعهم للهجرة، الأمر الذي يقودهم للحسم الديموغرافي".

وأضاف أبو الهيجا أن "جزء من النقاش في إسرائيل اليوم يدور حول كيفية جعل حياة الفلسطيني لا تطاق، عبر جعله غير مرتاح اقتصاديًا دون عمل ونسبة بطالة مرتفعة، وكلها عوامل ضاغطة لدفعه للهجرة".

وأوضح أبو الهيجا أن "المخيمات تعد رمز للوجود الفلسطيني وقضية النكبة وحق العودة، لذلك تعمل إسرائيل على إنهاء (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين) أونروا التي تعد أحد شواهد النكبة، وتدمر المخيم الرمز الأقوى للقضية".

ورأى الخبير السياسي أن الاحتلال يدفع "عبر عملياته، وخاصة ما شهده شمال الضفة الغربية (مؤخرًا) من تدمير ممنهج للمخيمات، إلى مسح هذه التجمعات السكانية وانصهار السكان في المجتمع أو دفعهم للرحيل".

وختم أبو الهيجا حديثه لـ"الأناضول" بالقول، إن: "ما يجري هو مخطط يُسمى إعادة هندسة المجتمع الفلسطيني ديمغرافيًا وجغرافيًا ليتقبل الفلسطيني شروط الهزيمة وكأن إسرائيل منتصرة في قضية الحسم التاريخي للصراع".

وكان مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي قد كشف في أيار/مايو الماضي عن مخطط لحكومة الاحتلال برئاسة، بنيامين نتنياهو، لتهجير الرعاة والفلسطينيين من أراضيهم بالضفة، بالتعاون مع المستوطنين، وشدد المركز على أن هذا المخطط جزء من "نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي".