بث التلفزيون العربي مساء الاثنين وثائقيا من إنتاجه يروي قصة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وكيف ترجم هذا المشروع الكبير حلم الأمة العربية ولاسيما اللغويين العرب بالوصول إلى معجم يؤرخ للغة العربية أسوة باللغات الحية حول العالم .
يرصد الفيلم ولادة فكرة المعجم التاريخي والتي تبناها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وتلقت دعما من الدولة القطرية ممثلة في أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منذ أن كان وليا للعهد عام 2011.
ويقول الدكتور عزمي بشارة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إنه لا توجد أمة حية ذات تراث عميق إلا ولديها معجم تاريخي مشيرا إلى أن إعداد هذه المعاجم امتد أحيانا لقرن كامل. ويقول الدكتور بشارة إن توفر الرؤية العربية لأمير دولة قطر إلى جانب إدراكه تحديات المشروع والمدى الزمني له ساهما في نجاح معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
ومن بين عوامل النجاح التي عددها أيضا مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وجود عدد من أفضل اللغويين العرب ضمن المجلس العلمي للمعجم ووجود كوادر إدارية ناجحة إضافة لعامل توفر التقنيات الحديثة.
يشرح الفيلم على لسان الدكتور رمزي البعلبكي، رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، الفرق بين المعاجم اللغوية والمعجم التاريخي الذي يوثق ذاكرة كل مفردة عربية ويحكي قصتها وموضع استخدامها للمرة الأولى بل يذكر مستخدمها وقد يؤرخ لها بسنة محددة قبل أن يقتفي أثر تطورها الدلالي واستخداماتها عبر التاريخ كي يصبح المعجم التاريخي ذاكرة للأمة العربية جمعاء.
ويرصد الفيلم تاريخ المحاولات العربية للوصول إلى معجم تاريخي والتي لم تكلل بالنجاح نظرا لصعوبة وتعقيد المشروع. ويقول محمد العبيدي نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي إن المعجم كان حلما للغويين عبر الزمن مشيرا إلى أن من بين الصعوبات التي تواجه المعجميين غياب التدوين في المراحل التاريخية القديمة التي يعالجها المعجم مقتفيا أثر أول نقش لنص عربي.
عشرة قرون كاملة من الرصد تنتهي بانتهاء المرحلة الحالية ينتقل بعدها المعجم ومدونته اللغوية لتغطية النصوص العربية حتى زمننا الحاضر. ويشير الوثائقي إلى أن تبني المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات لمشروع المعجم يعود لرؤية المركز للغة كأحد أهم عوامل نهضة الأمة العربية.
ويقول عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة إن الفريق العامل يتبع نهجا علميا مع الحرص على التوثيق والتثبت من النصوص من حيث الصحة والنسبة والتاريخ.
ويقول الدكتور عزمي بشارة إن للمعجم التاريخي أهمية كبيرة في فهم تاريخ الأمة العربية من خلال فهم أصل الكلمات وتطور معانيها عبر التاريخ لكي لا نسقط معاني الألفاظ الحالية على التاريخ ما يعيق فهمنا له بلغة زمانه. ويشير مدير المركز العربي للدراسات إلى أن متصفح معجم الدوحة التاريخي سيرى كلمات عربية تعود إلى عصر ترجمة العرب للعلوم سواء كانت مصطلحات عربية أصيلة أو حتى مصطلحات عربوها ودخلت للغة نظرا لثقتهم بقوة اللغة وقدرتها على استيعاب تلك الألفاظ دون خوف من التشوه .
يثبت المعجم التاريخي للغة استعدادها لاستيعاب مصطلحات جديدة من خلال الترجمة أو التعريب ما يدعم تعامل اللغة مع العلوم الحديثة
وإلى جانب إحياء العربية يقدم معجم الدوحة التاريخي للغة العربية حسب الوثائقي خدمة أخرى للغة من خلال إثبات استعدادها لاستيعاب مصطلحات جديدة من خلال الترجمة أو التعريب ما يدعم تعامل اللغة مع العلوم الحديثة.
اقرأ/ي أيضًا:
البوشيخي: معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يؤسس لنهضة لغوية حقيقية