ألترا صوت – فريق التحرير
وصل كتاب "تاريخ فلسطين الحديث" للكاتب الفلسطيني الراحل عبد الوهاب الكيالي (1939 - 1981) إلى الطبعة الثانية عشرة. الكتاب الذي صدر لأول مرة عام 1970 عن المؤسسة العربية للدراسات في بيروت، الدار التي أسّسها المؤلف قبل اغتياله؛ يؤرخ لفلسطين منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية ثورة 1936، وكان يطمح أن يكون الجزء الثاني من كتابه مخصصًا للفترة الواقعة بين عامي 1940 و1970، لكنه استشهد قبل تحقيق أمنيته.
طمح عبد الوهاب الكيالي أن يكتب الجزء الثاني من كتاب "تاريخ فلسطين الحديث"، لكنه استشهد قبل تحقيق أمنيته
يقدم الكتاب الذي يضم ثمانية فصول في الفصل الأول لمحة جغرافية وتاريخية، تعطي صورة شاملة عن فلسطين في المكان والزمان. ويركز على نشوء الحركة الصهيونية واتخاذ الاطماع الاستعمارية شكلًا عمليًّا.
اقرأ/ي أيضًا: مكتبة فلسطين: طبريّة.. تاريخ موسوعي
أما في الفصل الثاني فيتحدث عن المقاومة العربية الفلسطينية قبل الحرب العالمية الأولى، بدءًا منذ أواخر القرن التاسع عشر الذي شهد بدايات اليقظة العربية ضد الأتراك، وتصاعد المقاومة ضد الهجرة اليهودية الأمر الذي أدى إلى مقاومتها، والتفكير والنشاط المناوئ لها حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وفي الفصل الثالث الذي حمل عنوان "الحرب العالمية الأولى المؤامرات الاستعمارية ضد الوحدة العربية وعروبة فلسطين"، قام المؤلف بتقديم سرد تاريخي لنهايات الوجود العثماني في المنطقة العربية، وما تبع ذلك من أحداث كاتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور.
في الفصل الرابع، "من الاحتلال البريطاني إلى ثورة العشرين"، يقول الكاتب: "تعتبر هذه المرحلة أدق مراحل القضية الفلسطينية، إذ تعددت خلالها مواقف جميع الفرقاء المعنيين، كما برزت فيها الملامح الواضحة لطبيعة التمركز الاجتماعي الفلسطيني في الصراع العربي الصهيوني، في ظل الحكم البريطاني المباشر الملتزم بدعم المطامع الصهيونية". يتحدث هذا الفصل عن المؤتمر العربي الفلسطيني عام 1919، وبداية الاحتكاك العربي البريطاني، وفرض البرنامج الصهيوني بالقوة.
الفصل الخامس، "مرحلة التبلور 1920 - 1923"، حيث منح مؤتمر سان ريمو لبريطانيا حق الانتداب على فلسطين، ومع بدء تطبيق بنود الانتداب راح الانسجام البريطاني الصهيوني يغدو، بتعبير المؤلف "من مشروع حب" إلى "زواج كاثوليكي".
ويذهب الفصل السادس، "جدوى وركود 1923 - 1929"، إلى معاينة المأزق الذي بات واضحًا على الأرض، حيث لم يحقق مشروع الوطن القومي اليهودي قدرًا كبيرًا من النجاح، وفي عام 1923، عقد اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي اجتماعين هامين انبثق عنها خطان سياسيان واضحان، معتدل وثوري، وظل الأمور في تصاعد حتى آب/أغسطس 1929 حيث اندلعت أحداث ثورة البراق.
في الفصل السابع، ما قبل العاصفة 1930 - 1935، بدأت بوادر العمل المسلح من خلال عصابة الكف الأخضر، واستعر اضطهاد الفلاحين من أجل دفعهم لمغادرة أرضهم، وأدى ذلك إلى الأحداث المعروفة التي قادت إلى "الكتاب الأبيض" ومن ثم "الكتاب الأسود"، وإلى اقتراح وايزمان ترحيل الفلسطينيين إلى شرق الأردن، وصولًا إلى الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.
الفصل الثامن "الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 - 1939" مخصص، كما هو واضح من عنوانه، لهذه الثورة المفصلية في التاريخ الفلسطيني المعاصر.
تعد الثورة الفلسطينية الكبرى التي قامت بين عامي 1936 - 1939" حدثًا مفصليًا في التاريخ الفلسطيني المعاصر
يضم الكتاب مجموعة من الملاحق الخاصة جاءت تحت عنوان: ملحق إحصائي، ملحق وثائقي فهارس؟". وباب بعنوان "تقويم" وهو بمثابة الخلاصة.
اقرأ/ي أيضًا: مكتبة فلسطين: تاريخ الناصرة
يذكر أن عبد الوهاب الكيالي (1939 – 1981) من مواليد يافا في فلسطين. نال درجة الدكتوراه من جامعة لندن سنة 1970. كان عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، وفي اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان. انتخب سنة 1972 أمينًا عامًا لجبهة التحرير العربية وعضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الفترة 1974 - 1977. أسّس في بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر ومركز العالم الثالث للدراسات والنشر في لندن. تم اغتياله من قبل الموساد الإسرائيلي وهو في قمة عطائه الفكري والثقافي والنضالي عام 1981 في بيروت.
اقرأ/ي أيضًا:
6 كتب لا بد منها لمعرفة فلسطين
ركن الورّاقين: موسوعة رحلات العرب والمسلمين إلى فلسطين (1/2)