13-أغسطس-2024
اليوم 312

الاحتلال يواصل قصف مختلف أنحاء القطاع لليوم الـ312 على التوالي (وكالة الأناضول)

يواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة لليوم الـ312 على التوالي مستهدفًا المربعات السكنية المكتظة بالسكان المدنيين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في الوقت الذي تشهد حكومة الاحتلال انقسامًا حادًا بعدما وصف وزير الأمن، يوآف غالانت، شعار "النصر المطلق" الذي تبناه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لإنهاء العدوان على غزة بـ"الهراء".

وفيما قال موقع "أكسيوس" الأميركي نقلًا عن مراسله، باراك رافيد، إنه من المقرر أن يسافر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة، اليوم الثلاثاء، دون أن يضيف المزيد من التفاصيل، حمّلت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حكومة الاحتلال مسؤولية سلامة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

الاحتلال يواصل قصف مدن القطاع

ميدانيًا، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال منزلًا في محيط دوار الشهداء في "بلوك 5"، فيما أسفر قصف الاحتلال لمنزل في "بلوك 9" عن استشهاد فلسطينيين، وكلا البلوكين يقعان في مخيم البريج، وسط قطاع غزة.

حمّلت كتائب "عز الدين القسام"حكومة الاحتلال مسؤولية سلامة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة

وأكد الدفاع المدني في غزة، استشهاد شخصين، وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي منزلًا شرق مخيم المغازي، وسط قطاع غزة، فضلًا عن استهداف الاحتلال منزلًا آخرًا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

وقال موقع "العربي الجديد" إن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية غرب مدينة رفح، بالإضافة إلى استهداف غارة جوية إسرائيلية منطقة المحطة، وسط مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

وأفاد "التلفزيون العربي" في وقت لاحق من، اليوم الثلاثاء، بأن جيش الاحتلال قصف منزلًا في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خانيونس، ما أدى إلى استشهاد عشرة فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد نحو 39.897 فلسطينيًا، وإصابة 92.152 آخرين.

إلى ذلك أعلنت "كتائب القسام"، أمس الاثنين، مقتل أسير إسرائيلي، وإصابة إسرائيليتين اثنتين بجراح خطيرة، في حادثين منفصلين أطلق فيها مجندان مكلفان بالحراسة النار عليهم.

وقال المتحدث باسم الكتائب، أبو عبيدة، في بيان: "في حادثتين منفصلتين، قام مجندان من المكلفين بحراسة أسرى العدو (الإسرائيلي) بإطلاق النار على أسير صهيوني وقتله على الفور، بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجراح خطيرة".

وأضاف بأنه: "تجرى محاولات لإنقاذ حياة الأسيرتين المصابتين"، محملًا الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن المجازر (المرتكبة بحق الفلسطينيين)، وما يترتب عليها من ردات فعل تؤثر على أرواح الأسرى الصهاينة"، مشيرًا إلى "تشكيل لجنة لمعرفة التفاصيل، وسيتم لاحقا الإعلان عنها".

وتعليقًا على بيان "القسام"، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، في بيان نشره على منصة "إكس": "في الدقائق القليلة الماضية، قامت حماس بنشر بيان على تليغرام تدعي فيه أنه في حادثتين منفصلتين قُتل مختطف (محتجز) وأصيبت مختطفان (محتجزتان) على يد عناصر الحركة".

وأشار هاغاري في البيان إلى أنه "في هذه المرحلة، ليس لدينا أي دعم استخباراتي يسمح لنا بدحض أو تأكيد مزاعم حماس"، مضيفًا "نواصل التحقق ومعرفة مدى موثوقية البيان، وسننشر أي معلومات لدينا في أقرب وقت ممكن".

المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى

وفي سياق التطورات التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة منذ بدء العدوان على غزة، قال جيش الاحتلال إن مستوطنًا أصيب بجروح خطيرة عقب علمية إطلاق نار قرب قلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

من جانبها، قالت إذاعة الجيش إن مستوطنًا "أصيب بجروح خطيرة جراء إطلاق نار في قلقيلية"، وأضافت: "بعد وقت قصير من إطلاق النار قتل مُخرب في المنطقة، وسيتم التحقق مما إذا كان هذا هو نفسه الذي نفذ الهجوم، وأصاب المواطن الإسرائيلي بجروح خطيرة".

وفي وقت لاحق، نعت "كتائب القسام" في الضفة الغربية "الشهيد القسامي طارق داود من قلقيلية الذي استشهد بعملية اغتيال نفذتها قوات خاصة قرب عزون".

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، فلسطينيين اثنين من مدينة قلقيلية، بالإضافة إلى اعتقال فلسطينيين آخرين من محافظة طولكرم في الضفة الغربية.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن فلسطينيًا استشهد متأثرًا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مدينة رام الله، فيما قال مراسل "التلفزيون العربي" إن الاحتلال فجر منزلي الأسيرين، أيسر البرغوثي، وخالد الخاروف، في البيرة.

إلى ذلك، قال مكتب "حراس الأقصى" لـ"التلفزيون العربي" اليوم الثلاثاء، إن 550 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال ساعة تزامنًا مع ما يسمى بـ"ذكرى خراب الهيكل"، فيما قالت الأوقاف الإسلامية إن أكثر من 1200 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة تأدية المستوطنين رقصات داخل الحرم.

نتنياهو وغالانت يتبادلان الاتهامات

وفي السياق، أفادت وسائل إعلام عبرية بدخول الأزمة بين نتنياهو وغالانت منعطفًا جديدًا، إثر هجوم متبادل بينهما، بعد وصف غالانت خلال جلسة في مكتبه، حضرها أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، شعار "النصر المطلق" الذي يتبناه نتنياهو بـ"الهراء".

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مشاركين في الجلسة، لم تكشف عن هويتهم، أن غالانت اقترح في تشرين الأول/أكتوبر الماضي شن حرب على لبنان، لكن نتنياهو عارض ذلك حينها، وتابع ساخرًا: "أسمع كل الأبطال يقرعون طبول النصر المطلق وهذا الهراء. رأيت الشجاعة عندما طُرح الموضوع للنقاش".

وأضافت وسائل الإعلام التي تناقلت الخبر أن عضو الكنيست، تالي غوتليب، اعترضت على أقوال الوزير قائلة: "كيف تجرؤ على الحديث عن رئيس الوزراء بهذه الطريقة؟"، ليرد عليها غالانت بالقول: "في الأمن، أعرف ما أقول".

وشدد غالانت على ضرورة إنجاز صفقة تبادل الأسرى خلال الجلسة، مشيرًا إلى ذلك بقوله: "نحن في مفترق طرق. هناك إمكانية لصفقة تقود إلى تسوية في الشمال والجنوب، والإمكانية الأخرى هي التصعيد للحرب. أنا والمؤسسة الأمنية نؤيد البديل الأول، وسنعرف كيف نتعايش مع الثمن".

ولاحقًا، رد مكتب نتنياهو على تصريحات غالانت بالقول: "عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض لإسرائيل فإنه يضر بفرص التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين... كان عليه أن يهاجم السنوار الذي يرفض (على حد زعم نتنياهو) إرسال وفد إلى المفاوضات، والذي كان وما زال، العائق الوحيد أمام التوصل إلى صفقة بشأن المختطفين".

وأضاف البيان الصادر عن مكتب نتنياهو "ليس أمام إسرائيل إلا خيار واحد: تحقيق النصر المطلق، وهو ما يعني القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية، وتحرير المختطفين، وهذا النصر سيتحقق. هذه هي التوجيهات الواضحة لرئيس الوزراء نتنياهو والكابينت، وهي ملزمة للجميع، بما في ذلك غالانت".

بلينكن إلى الشرق الأوسط

إلى ذلك طالبت دول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا، في بيان مشترك، أمس الاثنين، بـ"تخفيف التوتر في الشرق الأوسط وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة"، وشدد البيان على دعوة الرئيسين الأميركي، جو بايدن، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ، تميم بن حمد آل ثاني، إلى استئناف المفاوضات هذا الأسبوع لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء في البيان: "نؤكد أنه لم يعد هناك وقت لنضيعه، ويجب على جميع الأطراف الوفاء بمسؤولياتها"، مؤكدًا مواصلة تقديم الدعم لـ"إسرائيل" من أجل "الدفاع عن نفسها ضد إيران"، ودعا البيان إيران "إلى إنهاء تهديداتها بشن هجوم عسكري ضد إسرائيل"، مشددًا على أن الهجوم "سيكون له عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي".

وردت الخارجية الإيرانية على بيان الدول الخمس داعية "الترويكا الأوروبية إلى معارضة الحرب في غزة"، وأضافت الخارجية في بيانها أن "بيان الترويكا الأوروبية الذي يدعو طهران إلى الامتناع عن الرد على إسرائيل يفتقر للمنطق"

ومن المتوقع أن يصل، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط، وبحسب ما نقل موقع "أكسيوس" فإن بلينكن يخطط لزيارة قطر ومصر و"إسرائيل"، وتأتي هذه الزيارة في أعقاب التوتر الذي تشهده المنطقة، وترقب الرد الإيراني على "إسرائيل"، فضلًا عن تشديد الدوحة والقاهرة وواشنطن في بيان مشترك، نهاية الأسبوع الفائت، على أنه حان الوقت لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.

ورأى القيادي في "حماس"، عزت الرشق، في بيان صادر عنه، أمس الاثنين، أن "اعتراف غالانت وزير حرب الاحتلال بأن (إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين) يؤكد ما قلناه دومًا بأن نتنياهو يكذب على العالم وعلى ذوي الأسرى".

وتابع في بيانه: "تلك التصريحات تؤكد أن نتنياهو لا يأبه لحياة الأسرى ولا يريد التوصل لاتفاق، وأن كل ما يهمه هو استمرار الحرب وتوسعها"، مؤكدًا على أن "كل ما قدمته حماس من مرونة وإيجابية بموافقتها على ما ورد في مقترح بايدن وقرار مجلس الأمن لتسهيل التوصل لاتفاق، اصطدم بتعنت نتنياهو وتهربه من هذا الاستحقاق".

وطالب الرشق العالم بـ"الضغط على نتنياهو وحكومته لوقف العدوان وحرب الإبادة بغزة، والتوصل إلى صفقة تبادل".