29-أغسطس-2024
اليوم الـ328

جنود الاحتلال يداهمون مدينة جنين يالضفة المحتلة (رويترز)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة لليوم الـ328 على التوالي، مما أسفر عن سقوط تسعة شهداء فلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك بالتزامن مع دخول اجتياح جيش الاحتلال لشمال الضفة الغربية المحتلة اليوم الثاني، والذي من المتوقّع أن يستمر لعدة أيام أخرى، وفقًا لما نقلت وسائل إعلام عبرية.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، باستشهاد ثمانية مواطنين، بينهم طفلة، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، جراء قصف طائرات الاحتلال مبنى سكنيًا في محيط فندق الأمل غرب مدينة غزة.

كما استشهد مواطن وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلًا في مخيم الشاطئ، فيما استهدفت نيران الرشاشات الثقيلة لزوارق الاحتلال شاطئ القرارة شمال غرب خانيونس، وشاطئ حي تل الهوا غرب مدينة غزة.

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة لليوم الـ328 على التوالي، وذلك بالتزامن مع دخول اجتياح جيش الاحتلال لشمال الضفة الغربية المحتلة يومه الثاني

وقالت وكالت وكالة "وفا" إن جيش الاحتلال يواصل القصف المدفعي للمناطق الشرقية لمدينة دير البلح، وسط القطاع، وشمال غرب مدينة رفح جنوبًا.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 40534 فلسطينيًا وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 93778 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وفي السياق، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، أمس الأربعاء، إن نحو 20 جنديًا في لواء المشاة الإسرائيلي طلبوا عدم العودة إلى القتال في غزة هذا الأسبوع، وأضافت أن نحو عشرة جنود تلقوا إخطارًا بأنهم سيقدمون للمحاكمة لرفضهم أمرًا عسكريًا إذا لم يوافقوا على العودة إلى القطاع.

ونقلت الهيئة عن بعض الجنود قولهم إنهم بعد عشرة أشهر من القتال في غزة، لم يعودوا قادرين على العودة لكنهم مستعدون للقيام بمهام أخرى، وبحسب الهيئة، فإن "أصواتًا مماثلة حول الصعوبات تأتي من كتائب إضافية في ألوية أخرى تقاتل في القطاع".

وكانت القناة الـ12 العبرية، قد ذكرت أن نتنياهو طلب عقد اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، لكن رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، رفض ذلك لاعتبارات أمنية.

وأوضحت القناة العبرية أن الطلب غير المعتاد لنتنياهو "جاء بهدف إقناع وزرائه من خلال معاينتهم للوضع عن كثب بأهمية البقاء في فيلادلفيا ضمن أي صفقة مع حماس"، مشيرة إلى أن بار رفض طلب نتنياهو "لاعتبارات أمنية، ولأن جلب الوزراء سيتطلب إعدادًا وتأمينًا غير مسبوقين في منطقة حرب".

اجتياح شمال الضفة يتواصل لليوم الثاني

وفي الضفة الغربية، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن عدد الشهداء جراء الاجتياح الإسرائيلي لشمال الضفة لليوم الثاني على التوالي، ارتفع إلى 18 شهيدًا، بعد إعلان جيش الاحتلال اغتيال قائد كتيبة طولكرم، محمد جابر "أبو شجاع"، وأربعة آخرين من رفاقه.

إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال اقتحام مدينة ومخيم جنين، ومدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، ومخيميها نور شمس وطولكرم شرق المدينة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة، وتنفيذ مداهمات، في ظل حصار مشدد.

وأشار رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، نهاد الشاويش، لـ"العربي الجديد"، إلى أن قوات الاحتلال تحاصر مخيمي نور شمس وطولكرم وتعزز من قواتها بشكل مكثف، فيما لم يتمكن المواطنون من الخروج من منازلهم.

في غضون ذلك، انسحبت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، من مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، وأكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة، عاصم منصور، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال انسحبت من المخيم بعد نحو 24 ساعة من الاقتحام، الذي تخلله مداهمات واعتقالات وتحقيقات ميدانية، فيما أبقى الاحتلال على اعتقال أحد الذين طاولتهم الاعتقالات.

وقالت كبيرة مديري البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات، إريكا جيفارا روساس، إن: "إطلاق إسرائيل هجومًا عسكريًا منسقًا كبيرًا على المدن والبلدات في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، يأتي عقب تصاعد عمليات القتل غير المشروع على أيدي قواتها في الأشهر الأخيرة، وهذا سيعرض مزيدًا من الفلسطينيين للخطر".

وأشارت روساس إلى أنه: "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حدث ارتفاع مروع في القوة القاتلة التي تستخدمها القوات الإسرائيلية، والهجمات العنيفة التي ينفذها المستعمرون بدعم من الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث قتلت القوات الإسرائيلية والمستعمرون ما لا يقل عن 622 فلسطينيًا، من بينهم 142 طفلًا".

وحذرت روساس، من أن العدوان على الضفة قد يؤدي "إلى زيادة النزوح القسري وتدمير البنية التحتية الحيوية والعقاب الجماعي، والتي كانت الركائز الأساسية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، واحتلال إسرائيل غير القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة".

برنامج الأغذية العالمي يعلق انشطته في غزة

إنسانيًا، علق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطته في قطاع غزة "حتى إشعار آخر"؛ بعد تعرض مركبة تابعة له لإطلاق نار قرب نقطة تفتيش إسرائيلية في جسر وادي غزة، أول أمس الثلاثاء، مضيفًا أن "المركبة أُصيبت بعشر رصاصات على الأقل، فيما لم يصب أي من الموظفين الذين كانوا على متنها".

وأوضح البرنامج الأممي أن "الفريق كان عائدًا من مهمة إلى (معبر) كرم أبو سالم مع مركبتين مدرعتين تابعتين لبرنامج الأغذية، بعد مرافقتهم قافلة من الشاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى المنطقة الوسطى في غزة".

وتابع أنه رغم أن مركبة الفريق كان يظهر عليها بوضوح شعار المنظمة، ورغم حصولها على تصاريح عدة من السلطات الإسرائيلية للاقتراب، فإنها تعرضت بشكل مباشر لإطلاق نار، بينما كانت متجهة نحو نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي.

وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد نفى ما نقلته القناة الـ13 العبرية بشأن موافقة الاحتلال الإسرائيلي على مقترح أميركي بوقف مؤقت لإطلاق النار بقطاع غزة، بغرض السماح بإعطاء تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع.

وقال مكتب نتنياهو إن "التقرير حول الهدنة غير صحيح، والحديث يدور عن تخصيص أماكن معينة في القطاع (لإعطاء اللقاحات)"، مضيفًا أنه "تم عرض الأمر على الكابينت وحظي بتأييد الوزراء".

الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين

إلى ذلك، قالت القناة الـ12 العبرية، إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون، اليوم الخميس، فرض عقوبات على وزيري الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، والمالية، بتسلئيل سموتريتش، على خلفية "التحريض على ارتكاب جرائم حرب".

وأضافت القناة العبرية أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 سيجتمعون في العاصمة البلجيكية بروكسل، في اجتماع تم تعريفه على أنه غير رسمي، لبحث فرض عقوبات على الوزيرين سموتريتش وبن غفير".

ونقلت القناة عن مصدر أوروبي مطلع لم تسمه، قوله إن الاقتراح المتعلق بفرض العقوبات أرسل إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل أيام، وبحسب المصدر فإنه "في الوقت الحالي ليس من الواضح ما هي العقوبات، لكن التقييم هو بين حظر دخول الوزيرين إلى أراضي الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول إن وجدت".

من جانبه، أكد وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، في منشور على منصة "إكس"، أن "إسرائيل" تعمل مع حلفائها الأوربيين على "منع صدور قرارات ضد إسرائيل في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدًا (اليوم الخميس)، بمبادرة من عناصر مناهضة لإسرائيل".

وأضاف كاتس أن: "الرسالة التي ننقلها واضحة: في واقع تواجه فيه إسرائيل تهديدات إيران والمنظمات الإرهابية التابعة لها، يجب على العالم الحر أن يقف إلى جانب إسرائيل، وألا يتحرك ضدها".