04-سبتمبر-2024
اليوم الـ334

فلسطينيون ينزحون من مدينة حمد هقب أوامر الإخلاء الإسرائيلي منتصف الشهر الماضي (رويترز)

دخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة يومه الـ334 على التوالي، والذي يستهدف من خلاله عبر القصف البري والجوي أماكن سكن المدنيين، بالإضافة إلى مساكن إيواء النازحين في مختلف أنحاء القطاع، في الوقت الذي أعلن جيش الاحتلال تمديد العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية المحتلة لليوم الثامن على التوالي.

وفي التفاصيل، استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون بجروح، إثر استهداف الاحتلال لمنزل، مما أدى إلى اندلاع النيران فيه، في حي الدرج في مدينة غزة، وفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات "وفا".

كما أصيب أربعة فلسطينيين بجروح جراء قصف الاحتلال لبركس يأوي عائلة في منطقة الصحابة بمدينة غزة، فيما نسف الاحتلال مبان سكنية في حي الزيتون جنوب شرق غزة.

دخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة يومه الـ334 على التوالي في ظل مواصلة قوات الاحتلال القصف البري والجوي لأماكن سكن المدنيين

وأطلقت آليات عسكرية للاحتلال النار على منازل المواطنين في محيط شارع ثمانية بحيي تل الهوا والزيتون في مدينة غزة، وسط إطلاق نار من طائرات مسيرة وقصف مدفعي.

كذلك، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها نحو المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والمناطق الشرقية غرب مدينتي خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 40819 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 94291 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد ذكرت، أمس الثلاثاء، أن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاثة ضد العائلات في قطاع غزة  وصل منها للمستشفيات 33 شهيدًا وشهيدة، فضلًا عن إصابة 67 آخرين.

تمديد العملية العسكرية في جنين

وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، وهو الأوسع منذ عام 2002 في شمال الضفة، وفقًا لما ذكرت وكالة "وفا".

وأسفر العدوان الذي بدأ، الأربعاء الماضي، عن استشهاد 19 فلسطينيًا، وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.

وداهمت قوات الاحتلال منازل المدنيين في حي الهدف على أطراف مخيم جنين وعبثت بمحتوياتها وخربت أثاثها، كما جرفت آليات الاحتلال شارع وادي برقين، الذي يربط المدينة ومخيمها في بلدات وقرى برقين وكفرقود والهاشمية ويعبد.

وقال موقع "واللا" العبري، اليوم الأربعاء، إنه "كان من المفترض أن ينتهي القتال في مخيم جنين أمس (الثلاثاء)، لكن الجيش الإسرائيلي قرر مواصلة العملية طالما توافرت معلومات استخباراتية"، وأضاف "كانت هناك عمليات إضافية على جدول الأعمال".

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال حي الزهراء في المدينة وجرفت البنية التحتية والشوارع، فيما يتواصل انقطاع المياه عن غالبية احياء المدينة والمخيم، ما تسبب بتفاقم معاناة المواطنين.

وقالت "وفا" إن قوات الاحتلال دفعت، اليوم الأربعاء، بتعزيزات عسكرية عبر حاجز الجلمة باتجاه المدينة ومخيمها، فيما واصلت آلياتها حصار مستشفى جنين الحكومي، وإغلاق الشوارع الواصلة إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وإعاقة عمل الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف.

وذكر موقع "العربي الجديد" أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات إضافية إلى مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، في اليوم الثاني لتجدد عدوانه على المخيم.

كذلك، تواصل قوات الاحتلال اقتحام مخيم الجلزون شمال رام الله وسط مداهمة لعدد من المنازل وإجراء تحقيق ميداني مع الشبان، بعد أن حولت مقر إحدى الجمعيات إلى مركز تحقيق.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على الضفة الغربية في الـ28 من آب/أغسطس الماضي إلى 34 شهيدًا، وهو ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 685 شهيدًا.

دعوى أميركية ضد السنوار وخمسة قادة من "حماس"

دبلوماسيًا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، إن "الوقت حان لإتمام مفاوضات وقف إطلاق النار" في قطاع غزة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وأضاف: "ما زال هناك عشرات (المحتجزين) الرهائن في غزة، وهم ينتظرون التوصل لاتفاق لإعادتهم إلى منازلهم، حان الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق"، لافتًا إلى أنه "خلال محادثات الأسبوع الماضي، أحرزنا تقدما في التعامل مع العقبات المتبقية، لكن وضع اللمسات النهائية على الاتفاق يتطلب مرونة من الجانبين".

من جانبه، اعتبر القيادي في "حماس" أسامة حمدان، أن أي مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى "سيهدف إلى امتصاص الغضب في الشارع الإسرائيلي" وكسب وقت لـ"مزيد من قتل الشعب الفلسطيني".

وتابع حمدان مضيفًا وفقًا لقناة الحركة على "تليغرام" أن "لا شيء جديد سوى ما نسمعه في الإعلام وما يجري الحديث به مع الوسطاء حول نية الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم مقترح جديد".

وفي السياق، قال مبعوث سلوفينيا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي خلال أيلول/سبتمبر الجاري، صامويل زبوغار، إن "هناك قلق متزايد في المجلس إزاء ضرورة التحرك بشكل أو آخر، إما أن يكون هناك وقف لإطلاق النار أو أن يدرس المجلس ما يمكننا فعله لتحقيق وقف إطلاق النار".

وتابع زبوغار في حديثه للصحافيين مؤكدًا أنه خلال الشهر الجاري "سيتعين أن تسير الأمور بطريقة أو بأخرى، ليس لأننا نريد ذلك، لكن لأنني أعتقد أن الصبر نفد"، مشددًا على "أن الأمر يتطلب التأكيد على أننا يجب أن نمضي قدمًا من (القرار) 2735 لأن المجلس كان ينتظر طوال الأشهر الثلاثة الماضية تنفيذ هذا القرار".

وأمس الثلاثاء، قالت وزارة العدل الأميركية، إنها رفعت دعوى قضائية ضد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، يحيى السنوار، إلى جانب خمسة قادة آخرين بالحركة على خلفية عملية "طوفان الأقصى" التي استهدفت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

وتتضمن الدعوى المرفوعة أمام محكمة فيدرالية في مدينة نيويورك اتهامات مزعومة بـ"التآمر لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية؛ مما أدى إلى وقوع وفيات"، فيما أكد المدعي العام الأميريكي، ميريك غارلاند، في بيان مصور، أن "هذه الإجراءات لن تكون الأخيرة بالنسبة لنا".