04-سبتمبر-2024
يعد وادي الموت في كاليفورنيا من أكثر المناطق سخونة بالعالم (رويترز)

يعد وادي الموت في كاليفورنيا من أكثر المناطق سخونة بالعالم (رويترز)

سلطت موجة الحر الشديدة، التي اجتاحت العالم خلال عام 2024، الضوء على مدى تأثير الاحتباس الحراري على تغير المناخ، وهو ما يستدعي الحاجة إلى جهد فوري ومستمر لمنع الضرر الذي لا رجعة فيه من موجات الحر في المستقبل.

ولم يقتصر الأمر على الأماكن الصحراوية الوعرة، مثل وادي الموت في كاليفورنيا، بل شمل العديد من المدن الحضرية، مثل فينيكس بولاية أريزونا التي قد تصبح غير صالحة للسكن قريبًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

كما تراجعت مستويات المياه المنخفضة بالفعل في بحيرة "ميد" بولاية نيفادا الأميركية، بشكل أكبر، بينما اجتاحت الحرائق والفيضانات والسيول غير المسبوقة مناطق أخرى حول العالم، كما أثرت هذه التغييرات على الحياة البحرية في المحيطات.

ارتفاع درجات حرارة المياه في "الحاجز المرجاني العظيم"، ومحيطه في أستراليا، إلى أعلى مستوياتها منذ 400 عام يعرض أكبر شعاب مرجانية في العالم للخطر

كما أن ارتفاع درجات حرارة المياه في "الحاجز المرجاني العظيم" ومحيطه في أستراليا، إلى أعلى مستوياتها منذ 400 عام، يعرض أكبر شعاب مرجانية في العالم للخطر.

وقد رصد موقع "ذا ترافل"، ستة أماكن حول العالم تأثرت بشدة بموجة الحر الشديدة خلال عام 2024، ما أدى إلى تغييرات كبيرة ستستمر على المدى الطويل، ما يرجح بشكل متزايد أن يكون هذا العام الأكثر حرًا على الإطلاق.

والأماكن الستة هي:

الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا

يُعدّ الحاجز المرجاني العظيم في استراليا، أكبر نظام بيئي حي في العالم، يمتد لمسافة 2400 كلم قبالة ساحل ولاية كوينزلاند في شمال أستراليا، ولكنه يواجه تهديدًا بسبب موجات الحرارة السنوية وتغيّر المناخ.

وسجلت منطقة الشعاب المرجانية أعلى درجات حرارة للمياه منذ 400 عام، وسجلت المنطقة في كانون الثاني/يناير الماضي درجة حرارة 36.3 درجة مئوية، أي أعلى بثلاث درجات من متوسط درجة الحرارة في الصيف، وأدى ارتفاع درجة الحرارة إلى أبيضاض المرجان في العديد من مناطق الشعاب المرجانية، وتغييرات على التنوع البيولوجي، والبيئة البحرية.

وادي الموت في كاليفورنيا

يعد وادي الموت في كاليفورنيا، المكان الأكثر سخونة في العالم، حيث تصل درجات الحرارة المرتفعة في الصيف إلى حوالي 48 درجة مئوية، وسجل الوادي في السابع من تموز/يوليو الماضي، أعلى درجة حرارة على الإطلاق بلغت حوالي 54 درجة مئوية، وأدى ارتفاع درجة الحرارة في الوادي إلى وفاة أحد السياح، وإصابة عدد آخر منهم بأمراض مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.

العاصمة اليونانية أثينا

تعاني اليونان من موجة حر شديدة، أدت إلى اندلاع الحرائق في الغابات المجاورة للمناطق السكنية، وكانت قاتلة. كما عرّضت الحرارة الشديدة السكان لمخاطر صحية متزايدة، وأثرت على المحاصيل الزراعية.

وأجبرت درجات الحرارة المرتفعة بشكل قياسي هذا الصيف، السلطات على إغلاق المواقع الأثرية الأكثر شعبية للزيارة في اليونان لبضع ساعات لحماية السياح من موجة الحر، فقد سجلت درجة الحرارة في العاصمة أثينا 40 درجة مئوية في حزيران/يونيو الماضي، ما جعل السكان والسياح يبحثون عن أماكن أكثر برودة.

 إسبانيا

رغم أن إسبانيا تعتبر من الأماكن الحارة في العالم، إلا إنها شهدت هذا الصيف فترات حرارة أطول وأكثر شدة، ورفعت درجات الحرارة من سخونة مياه البحار، وزادت من خطر حرائق الغابات، ومستويات الجفاف.

وفي 24 تموز/يوليو الماضي، سجلت منطقة قرطبة أعلى درجة حرارة لها هذا العام، حيث بلغت 42.9 درجة مئوية، ما دفع الناس إلى البقاء في منازلهم.

وتوقّع مكتب الأرصاد الجوية الإسباني "AEMET"، أن تشتد حرارة البحر الأبيض المتوسط ​​مرة أخرى هذا العام، بحيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في المنطقة القريبة من قرطبة.

ولاية كاليفورنيا

أدت حرائق الغابات الناجمة عن درجات الحرارة القصوى إلى تدمير مناطق واسعة في ولاية كاليفورنيا الأميركية خلال العام الجاري، وكانت شمال كاليفورنيا هي المنطقة الأكثر تضررًا من حرائق الغابات، التي أدت إلى خسائر كبيرة في المنازل والغابات وموائل الحياة البرية.

وفي 20 أغسطس/ آب، التهم أكثر من 5000 حريق غابات، أكثر من 800 ألف فدان من الأراضي في كاليفورنيا، وتسببت حرائق الغابات في مقتل شخص واحد، وتدمير أكثر من ألف مبنى في الولاية، وتجاوز عدد حرائق الغابات والأراضي المحترقة متوسط الأضرار التي سجّلت خلال السنوات الخمس الماضية.

مقدونيا الشمالية

أدى الطقس الجاف ودرجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة خطر حرائق الغابات في جميع أنحاء مقدونيا الشمالية التي تغطي الغابات حوالي 40 بالمئة من مساحتها، فقد اندلع عدد كبير من الحرائق في جميع أنحاء مقدونيا الشمالية، ما أدى إلى أضرار غير مسبوقة.

ونتيجة تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة، تعرضت مناطق في مقدونيا الشمالية إلى موجه جفاف وفيضانات، ويعد متوسط ​​درجة حرارة في مقدونيا الشمالية حوالي 35.5 درجة مئوية، لكن الشهر الماضي وصلت درجات الحرارة إلى 42.7 درجة مئوية.