يبدو أنّ مشكلات الذكاء الاصطناعي واستخداماته الضارة تتفاقم يومًا إثر يوم! ففي تطور لافت أعلن الممثل الأمريكي توم هانكس أنه انضم إلى ضحايا هذه التكنولوجيا الحديثة، إذ ظهر فيديو إعلاني زائف يعتمد تكنولوجيا التزييف العميق لعرض وجه شبيه بوجه الممثل.
وكتب هانكس في منشور على منصة إنستغرام: "تحذير! يتداول الناس مقطع فيديو تظهر فيه نسخةٌ عني منشأة بالذكاء الاصطناعي، وهي تروج لإحدى الخطط العلاجية لأمراض الأسنان. لذلك أود التنبيه بأنّ لا صلة لي بتاتًا بذلك الفيديو".
وأتبع هانكس كلامه هذا بنشرِ لقطةِ شاشةٍ من الفيديو تلاعب بتصميمها الذكاء الاصطناعي، لكن الوسائل الإعلامية والمواقع الإخبارية لم يسعها حتى الآن العثور على الفيديو الزائف الأصلي. وتبدو الصورة التي عرضها هانكس قديمة بعض الشيء، وهي إلى ذلك مملوكة من صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية.
وعلى العموم لا يعد هانكس المشهور الوحيد الذي يحذر من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المدة الماضية، إذ سبقته زيلدا ويليامز، ابنة الممثل الراحل روبن ويليامز، التي نشرت قصةً في حسابها الإنستغرام، وأبدت امتعاضها واستهجانها لهذا الاستخدام المرفوض لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وكتبت زيلدا في منشورها: "شهدت الأعوام الماضية تدريب عدد من نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء نسخ اصطناعية عن ممثلين وفنانين لا يستطيعون معارضة هذا التصرف، كحال أبي المتوفى. لكن الممثلين الأحياء يستحقون فرصًا عادلة لاستحداث شخصيات من إبداعاتهم واختياراتهم، وأن يؤدوا بأصواتهم أدوار الشخصيات في عروض الرسوم المتحركة، وأن يكرسوا جهدهم البشري ووقتهم لتحقيق ذلك".
وصحيح أنّ توم هانكس رحبّ سابقًا باحتمال اعتماد نسخة ذكاء اصطناعي مطابقة لشكله، على أنْ تستخدم في الأفلام عقب وفاته، لكنه يبدو قلقًا هذه المرة جرّاء التهديدات الوجودية التي تسببها هذه التكنولوجيا للمبدعين في صناعة السينما، إذ قال في مقابلة سابقة مع قناة CBS Mornings:
"لا بدّ من إعادة تحديد المحرك المالي في هذا المجال، إذ ينبغي توزيع حصة معتبرة من الإيرادات على الأفراد الذي ينشئون هذا المحتوى. فالواجب يقتضي أن يتلقى صانعو المحتوى تلك الأموال، لا أن يحصل عليها الإداريون المسؤولون عن عقد الصفقات".