11-سبتمبر-2024
رفع قيود الأسلحة

جنود أوكرانيون يجهزون قذائف مدفعية في مارينكا بدونيتسك (رويترز)

وصل وزيرا الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيره البريطاني، ديفيد لامي، إلى أوكرانيا، اليوم الأربعاء/ لإجراء مناقشات حول تخفيف القيود المفروضة على استخدام بعض أنواع الأسلحة الغربية ضد روسيا المتهمة بشراء صواريخ باليستية من إيران، وفقًا لوكاالة الأنباء الفرنسية.

وقام بلينكن برحلة طويلة بالقطار من بولندا إلى كييف برفقة نظيره البريطاني الذي تعهدت حكومته العمالية أن تبقى أحد الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا، وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يواصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مطالبة الغرب بأسلحة أقوى وقيود أقل.

بايدن يدرس رفع قيود استخدام كييف لأسلحة بعيدة المدى

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، ردًا على سؤال حول إمكان رفعه قيودًا مفروضة على استخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، "نحن ندرس الأمر حاليًا"، ويريد بايدن، رغم دعمه الثابت لأوكرانيا، تجنب صراع مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم.

قام بلينكن برحلة طويلة بالقطار من بولندا إلى كييف برفقة نظيره البريطاني الذي تعهدت حكومته العمالية أن تبقى أحد الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا

وفي لندن، وعد بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع لامي، أمس الثلاثاء، بأن توفر الولايات المتحدة لأوكرانيا "ما تحتاج إليه (…) لتكون قادرة على مواجهة العدوان الروسي"، ومع ذلك، يريد بلينكن الذي يقوم برحلته الخامسة إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، أيضًا التحقق من أن القوات الأوكرانية قادرة على استخدام بعض الأسلحة وصيانتها.

وردا على سؤال حول الضوء الأخضر المحتمل من واشنطن لحصول كييف على أسلحة بعيدة المدى، قال بلينكن: "نحن لا نستبعد القيام بذلك، لكن عندما نفعل ذلك، نريد أن نكون متأكدين أن ذلك يتم بطريقة تحقق الأهداف التي يحاول الأوكرانيون تحقيقها".

من جهته، قال الكرملين الأربعاء إنه سيرد "بشكل مناسب" إذا رفعت الولايات المتحدة القيود التي تفرضها على أوكرانيا بشأن استخدام الصواريخ التي زودتها إياها، لضرب أهداف داخل روسيا، بعدما قال الرئيس بايدن إنه "يدرس ذلك".

وأكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين أن الرد "سيكون مناسبًا"، مضيفًا أن الهجوم الروسي على أوكرانيا كان في حد ذاته "رداً" على دعم الغرب لكييف.

تسليم صواريخ إيرانية

وتلقت أوكرانيا بعض الأخبار المالية السارة مع إعلان صندوق النقد الدولي اتفاقًا يفتح الباب أمام إطلاق حزمة جديدة من المساعدات مقدراها 1.1 مليار دولار.

لكن على الصعيد العسكري، قالت واشنطن إن إيران سلمت روسيا شحنات صواريخ قصيرة المدى قد تستخدمها موسكو لضرب أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، وأثارت عمليات التسليم هذه مخاوف من أن تستخدم موسكو صواريخها بعيدة المدى ضد مناطق سلمت حتى الآن نسبيًا من الحرب في غرب أوكرانيا.

وأعلن الغرب فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب عمليات التسليم، وفي المقابل توعدت إيران بالرد على هذه العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تدوينة على منصة "إكس"، اليوم الأربعاء: "مجددًا، تتصرف الولايات المتحدة ودول الترويكا الأوروبية بناء على معلومات مخابراتية خاطئة ومنطق معيب. لم تسلم إيران صواريخ باليستية لروسيا.. العقوبات ليست حلًا، بل هي جزء من المشكلة”.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، أمس الثلاثاء، إن: "الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث هو استمرار للسياسة العدائية للغرب والإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني".

وفي وقت سابق من العام الحالي، سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب القوات الروسية في حال نشوب صراع مباشر على جانبي الحدود، لكن كييف شنت الشهر الماضي هجومًا مباغتًا على الأراضي الروسية باتجاه كورسك ساعية خصوصًا إلى إجبار موسكو على نقل قواتها التي تتقدم حاليًا في شرق أوكرانيا.

انقسام بين الجمهوريين بشأن أوكرانيا

وأوردت وسائل الإعلام البريطانية أنه يتوقع أن يرفع بايدن الذي سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بعد غد الجمعة، الفيتو الأميركي على استخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى ضد روسيا.

وتحض لندن الولايات المتحدة التي تُعد المورد العسكري الرئيسي لأوكرانيا، على إظهار مقدار أكبر من المرونة في استخدام أسلحتها، فيما تبقى المطالب الرئيسية لأوكرانيا تخفيف القيود المفروضة على منظومات الصواريخ الأميركية "ATACMS" التكتيكية، والتي يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد 300 كم.

ودعا كبار الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس في رسالة مشتركة أرسلوها لبايدن إلى التحرك فورًا، وجاء في الرسالة التي وقعها، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، مايك ماكول، إنه يجب ألا تكون روسيا قادرة على "ارتكاب جرائم حرب ضد أوكرانيا والإفلات من العقاب".

إلا إن الجمهوريين منقسمون بشدة بشأن أوكرانيا، وقد يؤدي فوز مرشحهم، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، على المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، إلى تغيير السياسة الخارجية الأميركية بشكل جذري.

وكان مساعدو ترامب قد اقترحوا أنه في حال فوز الأخير، سيستخدمون المساعدات لإجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية لروسيا من أجل إنهاء الحرب.