يبقى "معرض الجزائر الدّولي للكتاب"، الذي ينظّم نهاية كلّ شهر تشرين الأول/أكتوبر في الجزائر العاصمة، النّافذة السّنوية الوحيدة، التي يدخل من خلالها الكتاب العربي والغربي إلى الفضاء الجزائري، في ظلّ نزيف تعرفه شبكة المكتبات، من خلال تخلّي قطاع واسع من أصحابها عنها لصالح تجارات استهلاكية.
"معرض الجزائر الدّولي للكتاب" هو النّافذة السّنوية الوحيدة التي يدخل من خلالها الكتاب إلى الفضاء الجزائري
يقول الكاتب حكيم شيخ لـ"الترا صوت" إنه من التعسّف أن نتحدّث عن أزمة المقروئية في الجزائر بمعزل عن الحديث عن انعدام شبكة صحية لتوزيع الكتاب، "هل يجوز لنا أن نلوم إنسانًا على أنّه لا يقرأ من غير أن نوفّر له ما يقرأ؟ هب أنّني أنا نفسي أردت أن أشتري كتابًا فكريًا أو أدبيًا يحقّق نجاحًا في الخارج، هل أجد له أثرًا في محيطي؟ هذا عن الجزائر العاصمة، فما بالك بالمدن البعيدة؟".
اقرأ/ي أيضًا: ملتقى للقصّة القصيرة جدًّا في الجزائر.. الاحتفاء بالتكثيف
في ظلّ هذا الواقع، بادرت منشورات "دار الوطن اليوم" بالتّنسيق مع دار الثقافة لولاية برج بوعريريج، 200 كيلومتر إلى الشّرق من الجزائر العاصمة، إلى تنظيم معرض وطني للكتاب حمل شعار "ربيع القراءة" شاركت فيه عشرون دار نشر، ويدوم إلى غاية مطلع أبريل/ نيسان القادم.
ما ميّز هذا المعرض تنظيمه في حديقة للتّسلية،"رغبةً منّا في إخراج الكتاب من المساحات المغلقة إلى الهواء الطّلق، حتى يكون في متناول النّاس، الذين لم يتعوّدوا على أن يقصدوا المكتبات لشراء الكتب. إنّها حيلة جميلة جعلتنا نورّط أسرًا كاملة في شراء الكتاب"، يقول الرّوائي كمال قرور مدير منشورات "الوطن اليوم".
يذكر محدّث "الترا صوت" بعض ثمار تنظيم معرض للكتاب في فضاء مفتوح بالقول: "في العادة يقول الأب الجزائري إنّ سعر الكتاب مرتفع. لكن هو مرتفع بالمقارنة مع ماذا؟ بعلبة السّجائر اليومية؟ ببطّيخة حمراء أو صفراء؟ وتوفيرنا للكتاب في حديقة للتّسلية جعل كثيرًا من الآباء يجرون هذه المقارنة ويكتشفون أنّ الأمر لا يتعلّق بالمال وإنّما بالوعي". يضيف: "عشرات الأطفال كانوا يتنازلون عن شراء تذاكر الألعاب، ويُقبلون على شراء الكتب الخاصّة بهم".
من جهته، قال ساعد ميهوبي مدير دار الثقافة لـ"الترا صوت" إنّه يتمنّى أن تعمّم التّجربة على بقية المدن، "ذلك أن تنظيم معارض الكتاب في الفضاءات المغلقة، يعطي انطباعًا بنخبوية الكتاب، بينما المعرض في أصله سوق شعبي، وعلى منظّميه أن يجعلوه في متناول الشّعب". يختم: "تستطيع حدائق التّسلية ألا تكتفي باستقبال الكتاب في معرض موسمي فقط، وتخصّص له مساحةً فيها على مدار العام، خاصّة العناوين الموجّهة للأطفال".
اقرأ/ي أيضًا: