صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة الطبعة العربية من رواية "مدرسة الحمقى.. شيزوفرينيا" من تأليف الكاتب الروسي ساشا سوكولوف، ومن ترجمة محمد نصر الدين الجبالي.
يشير المترجم في المقدمة التي وضعها للكتاب إلى أن هذه الرواية هي واحدة من أهم وأشهر أعمال سوكولوف، الذي أنهى كتابتها عام 1973، وتم توزيعها ضمن دائرة ضيقة من المعارف، لكنها لم تنشر للمرة الأولى إلا في عام 1976.
الشخصية الرئيسية للرواية هي طالب يعاني من انفصام الشخصية، وعدم القدرة على الإدراك السليم للزمن، بالإضافة إلى ذلك يثير الكتاب عددًا من المشكلات التي عانى منها المجتمع السوفييتي في السبعينيات من القرن الماضي.
تتحدث رواية "مدرسة الحمقى" عن طالب يعاني من انفصام الشخصية، وعدم القدرة على الإدراك السليم للزمن، بالإضافة إلى عدد من مشكلات المجتمع السوفييتي
وقد جاء على غلاف الرواية: "تقدم الرواية مونولوجًا داخليًا لتلميذ يدرس في مدرسة للأطفال ضعاف العقل، أو كما يطلق عليهم اليوم ذوي الاحتياجات الخاصة. وربما الأدق هنا أن نقول إنه حوار مع "الأنا الأخرى". كما يمكن القول إن معاناة البطل أو أبطال الرواية ترتبط بمكان الأحداث، وهو الداتشا، حيث تعيش عائلة البطل، وبالطبيعة المحيطة الثرية الغناء وبشخصية معلمه أستاذ الجغرافيا بافل نورفيجوف (الذي مات على ما يبدو) وبابنة البروفيسور فيتا أكاتوفا التي يكن لها القاص مشاعر خاصة. إلا أن كل ذلك مجرد فرضيات، فالنص لا يقدم أي آراء قاطعة أو موثوقة، فالواقع يفقد حدوده الأولية، ويبدو وكأنه يرى للمرة الأولى".
فتحت هذه الرواية أفاقًا جديدة أمام النثر الروسي، لا سيما أنها قدمت البطل صبيًا يعاني من ازدواجية الشخصية، ويعبر عن مشاعره وذهوله أمام المحيط المتنوع والثري. كما قدمت اللغة الروسية بثرائها وقدراتها الكبيرة في التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة والمختلفة، ولهذا فهي تُمثّل تحفة إبداعية توضع بقوة إلى جانب روائع الأدب الروسي.
يذكر أن ساشا سوكولوف من مواليد عام 1943 في كندا، لكون والده كان ملحقًا عسكريًا في السفارة السوفييتية في كندا. حين عاد إلى الاتحاد السوفييتي وأنهى دراسته حاول الهرب عدة مرات وباءت جميع محاولاته بالفشل. قام بتهريب مخطوط روايته الأولى. ثم هاجر بشكل نهائي. من أشهر أعماله الروائية "بين الكلب والذئب" و"باليساندريا". وصفه الروائي الروسي فلاديمير نابوكوف بأنه كتاب ساحر ومأساوي ومؤثر.