30-أكتوبر-2024
يصطف مئات الفلسطينيين في طوابير طويلة للحصول على الخبز (منصة إكس)

يصطف مئات الفلسطينيين في طوابير طويلة للحصول على الخبز (إكس)

يشهد قطاع غزة أزمة خبز حادة وسط شح شديد في الدقيق وغاز الطهي المخصص لصناعته بفعل الحصار الإسرائيلي التام على القطاع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية والوقود والمستلزمات الطبية، علاوة على استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر منذ السادس من مايو/أيار الماضي.

وقد أدى هذا الحصار والإغلاق إلى اشتداد المجاعة على أكثر من مليوني فلسطيني في جنوب القطاع وشماله، ويتجمع المئات من سكان القطاع أمام بعض منافذ بيع الخبز الذي يتم تجهيزه بوسائل بسيطة، إذ لا يملكون خيارًا آخر سوى الانتظار لساعات طويلة للحصول على كيس من الخبز، على الرغم من تضاعف سعره. وأظهرت مقاطع مصورة من جنوب القطاع معاناة مئات من النازحين الذين يصطفون في طوابير طويلة للحصول على الخبز.

يشهد قطاع غزة أزمة خبز حادة وسط شح شديد في الدقيق وغاز الطهي المخصص لصناعته بفعل الحصار الإسرائيلي التام على القطاع

ويتحدث كرم كمال لصحيفة "العربي الجديد" عن أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلق العديد من الأزمات والتحديات التي زادت قساوتها مع مرور الأيام، بدءًا من "تدمير البيوت والنزوح إلى المدارس ثم إلى خيمة بلاستيكية، وصولًا إلى اختفاء الأصناف والمنتجات الأساسية، وبيع الكميات المحدودة منها بأسعار خيالية رغم ضعف جودتها".

ويضيف كمال: "تتمثل أبرز الأزمات في نقص الطحين والخبز اللذين يعتبران أهم السلع لسد رمق الأطفال، خصوصًا في ظل نفاد غاز الطهي والبقوليات والأرز والخضار التي يمكن استخدامها لطهي أصناف بديلة ومؤقتة".

ويعدد النازح خالد حسونة مراحل المعاناة في توفير الخبز، ويقول: "بدأت المعاناة منذ الأيام الأولى للعدوان جراء الاستهداف المباشر للمخابز بهدف إجبار المواطنين على النزوح، وزادت لاحقًا مع تخفيض كميات الطحين وغاز الطهي في القطاع لمنع الأسر النازحة من صناعة الخبز لأفرادها وأطفالها، ثم منع إدخال الطحين بالكامل فتعاظمت الأزمة مجددًا".

ويضيف: "كان الحصول على ربطة خبز واحدة قبل إغلاق المخابز يتطلب الوقوف ساعات طويلة في طوابير، أو صناعة الخبز ذاتيًا باستخدام أفران طينية، لكن نقص الحطب وتضاعف أسعاره خلق إشكاليات جديدة دفعت العديد من الناس إلى شراء الخبز من منافذ البيع الثانوية بأسعار مضاعفة رغم معاناة الجميع من الأوضاع الصعبة".

طوابير للحصول على الخبز

أما الخمسيني عبد الرحمن خضورة، فقد استطاع الحصول على ربطة خبز من أحد مخابز مدينة خانيونس بعد ساعات طويلة من الوقوف في طابور طويل، فقد بدأت أزمة حقيقية في الظهور بسبب نفاد الدقيق من الأسواق والمنازل.

يصف خضورة، النازح من مخيم جباليا شمالي غزة إلى محافظة خانيونس، معاناة الحصول على رغيف الخبز بأنها "المأساة اليومية"، في ظل النقص الحاد في الدقيق وفساد كميات كبيرة منه.

ويقول بعد حصوله على ربطة خبز: "نقف في الطابور لساعات طويلة للحصول على ربطة خبز تكفي العائلة ليوم واحد فقط، والمأساة تكمن في حال عدم القدرة على استلام ربطة خبز؛ حينها يزداد الوضع سوءًا".

ويتشاطر نحو مليون و800 ألف فلسطيني في جنوب القطاع آلام الجوع ويواجهون المجاعة، وهي الحالة ذاتها التي يعاني منها حوالي 400 ألف فلسطيني في مدينة غزة وشمال القطاع.