تحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أيّار/ مايو 2016 عن مبادرة للسلام وجهود دولية تكون مصر شريكًا أساسيًا فيها للوصول إلى حل للأزمة الفلسطينية، وإعطاء أمل للفلسطينيين بإقامة دولتهم، و"وضع ضمانات لأمن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي"، على حد تعبيره، ووجه حديثه إلى الإسرائيليين، يطالبهم بالثقة في الجهود المصرية، وطالب بإذاعة خطابه أكثر من مرة داخل الكيان المحتل.
إثر انتشار صور لقاء السيسي بنتانياهو، دشّن المدونون أكثر من وسم ركزوا من خلالها على توجيه انتقادات وسخرية من السيسي
وبعد حوالي العام، وفي ساعات هذا الصباح الباكرة قام السيسي بمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا للمرة الأولى أثناء زيارته لمدينة نيويورك في سياق مباحثات تبادلية بين الجانبين للوصول إلى ما يطلق عليها، "تسوية نهائية وعادلة لكل الأطراف"، خاصة بعد المقاربات الأخيرة بين الجانب المصري وحركة حماس وانصياعها للدعوات المصرية المطالبة بإعادة الحوار مع حركة فتح، وحل اللجنة الإدارية الخاصة بحماس في قطاع غزة، وموافقة الجانب المصري على فتح مكتب للحركة بالقاهرة.
اقرأ/ي أيضًا: أخطر 5 مشاريع ستدعم بها إسرائيل الاقتصاد المصري
ما بعد اللقاء.. اتهامات بالخيانة وسخرية لاذعة تطال السيسي
إثر انتشار صور اللقاء، دشّن المدونون على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" هاشتاغ #السيسي_يوحد_الصف_العربي في صباح اليوم، وعلى الرغم من أن هدف الهاشتاغ كان دعم السيسي وقراراته الأخيرة، إلا أنه تضمن خاصة انتقادات عدة وسخرية لاذعة وصلت حد الاتهامات الصريحة بالخيانة من المدونين الذين أعادوا تفعيل وسم #السيسي_عميل_إسرائيل، وتداولوا الصور التي تجمع بين الرئيس السيسي ووزير الخارجية المصرية سامح شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وقارن البعض بين ردود أفعال السيسي المتسمة بالهدوء والابتسامة وتبادل الضحك مع الممثل الإسرائيلي، وبين الوجه الكاظم الذي قابل به ممثل السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت سابق.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية عرضت صورًا تجمع السيسي وهو يتبادل الحديث مع مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي والذي كان يشغل منصب قائد "لواء الجنوب" في جهاز المخابرات الداخلية، ويعتبر مئير بن شابات بمثابة مهندس للحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في العقد الأخير، كما أنه كان المسؤول المباشر عن عمليات الاغتيال والقصف في قطاع غزة.
السيسي مع المستشار الأمني الإسرائيلي (هآرتس)
اقرأ/ي أيضًا: نتنياهو: اشربوا الأنخاب فالعرب صاروا "حلفاء"
اتفاقات سرية بين الجانب المصري والإسرائيلي منذ شهور
تتعدد التسريبات والتحليلات الصحفية العربية والأجنبية التي تؤكد حجم التقارب المصري الإسرائيلي في زمن السيسي
شهد العام الماضي اثنين من اللقاءات السرية التي جمعت بين السيسي ونتانياهو، حسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، كان اللقاء الأول بمدينة العقبة الأردنية في شباط/ فبراير 2016، واللقاء الثاني الذي جمعهما بالقصر الجمهوري بالقاهرة في نيسان/ أبريل 2016، ما يشير إلى مباحثات غير معلنة بين الجانبين مستمرة منذ شهور.
ومن المفارقات التي أشار لها البعض، أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي يواجه تهمة التخابر مع قطر، في الوقت الذي يجلس فيه الرئيس الحالي واضعًا يده في يد الكيان الصهيوني، وفي الوقت الذي ظهرت فيه تسريبات بين وزير الخارجية المصرية سامح شكري وبين المحامي الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، جاء فيها مناقشات حول رضا الجانب الإسرائيلي عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المعروفة باسم تيران وصنافير.
اقرأ/ي أيضًا:
في ذكرى كامب ديفيد.. علاقة أقوى وشراكة أوثق بين نظام السيسي وإسرائيل