تعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران بعد توقف جاوز الشهرين، حيث تنطلق مساء اليوم الثلاثاء مواجهات الدور الثمن نهائي، إذ تتجه أنظار عشاق كرة القدم عبر العالم نحو ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية باريس، والذي سيكون مسرحاً لقمة مباريات الجولة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد في لقاء يعد بالكثير من الإثارة والتشويق، بينما سيسعى مانشستر سيتي لحسم بطاقة التأهل مبكراً، حينما ينزل ضيفاً على سبورتينغ لشبونة البرتغالي.
باريس سان جيرمان × ريال مدريد
تستضيف أرضية ميدان ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية باريس قمة لقاءات الدور الثمن نهائي من دوري أبطال أوربا، حيث يستقبل السان جيرمان نظيره ريال مدريد الإسباني، أبناء العاصمة الفرنسية صعدوا لدور ال16 بعدما حققوا وصافة المجموعة برصيد 11 نقطة من ثلاثة انتصارات وهزيمة وتعادلين، ليضمنوا تواجدهم ضمن أندية الدور الثمن نهائي للموسم العاشر توالياً.
استطاع النادي الباريسي تجاوز عتبة ثمن النهائي في ستة منها، وفشل في ثلاث مرات، هذه المرة تبدو المهمة مصيرية للمدرب الأرجنتيني وأشباله، ولن تكون هناك أية فرصة لقبول عثرة أخرى تحول دون تحقيق اللقب، فإدارة النادي بذلت جهوداً كبيرة من أجل تحسين جودة الفريق الفنية وتدعيمه بنجوم الصف الأول خلال الصائفة الماضية، وذلك من أجل تحقيق حلم الجماهير الباريسية في معانقة تاج دور الأبطال وفك العقدة.
لكن بالرغم من المجهودات والمساعي المبذولة، فإن الأجواء داخل أسوار حديقة الأمراء لا تبدو مثالية فالأنصار لم يخفوا سخطهم وعدم رضاهم في عديد المناسبات، سواء كان ذلك حول سياسة الإدارة في التعاطي مع ملف تجديد كليان مبابي من ناحية، وأداء الفريق الباهت في غالبية المباريات من ناحية أخرى، فبالرغم من أن زملاء نيمار قاب قوسين أو أدنى من حسم سباق الليغ 1، فالجماهير لازالت غير مقتنعة بعمل المدير الفني الأرجنتيني، وترى أن أداء الفريق ما زالت تشوبه عديد العلل، ولم يرتقي بعد لترجمة حقيقة إمكانيات نجوم الفريق.
لكن بوكيتينو يرى عكس ذلك وأجاب بالمؤتمر الصحفي بأن "الفريق بالسكة الصحيحة وهو يؤدي جيداً على كل المستويات، واللاعبون يقدمون أفضل ما عندهم، لم نقبل سوى هدفين بسنة منذ مطلع السنة الحالية، في حين سجلنا17"، وفي إجابته عن اعتبار فريقه مرشح فوق العادة للإطاحة بمدريد هذه المرة بالنظر لترسانة النجوم التي يمتلكها قال "لا أعتقد أنه يوجد فريق مرشح عن الأخر، ربما صحيح نحن متطلعون للفوز بالأبطال منذ 50 عاماً، ونحترم مدريد كثيرا، وبالمناسبة فإن تحقيق ريال مدريد للقب دوري أبطال أوروبا في 13 مناسبة سابقة، يظهر أن الأمر لا يتعلق بالمدربين أو اللاعبين فحسب، بل يتعلق بالقوة في هيكل وطبيعة هذا النادي".
على الجانب الأخر، يسعى فريق العاصمة الإسبانية للخروج بنتيجة إيجابية من مباراة الذهاب تسهل طريقه للعبور لدور الربع نهائي، ويعول أنشيلوتي على تألق أشباله بالآونة الأخيرة، فالميرنغي رغم تعادله المخيب بالمباراة الأخيرة أمام فياريال مما ساهم في إحياء المنافسة بالليغا، إذ أصبح لا يفصله عن الوصيف إشبيلية سوى أربع نقاط، إلا أن كتيبة المدرب الإيطالي لم تعرف طعم الخسارة سوى في مناسبة وحيدة منذ مطلع العام 2022، وستشهد قائمة ريال مدريد عودة هداف الفريق المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، والذي غاب بالمباريات الأخيرة.
تعقد الجماهير الملكية أمالًا كبيرة على ثنائية بنزيما هداف الليغا والجناح البرازيلي المتألق فينيسيوس جينيور، حيث سجل الثنائي 29 هدفاً من أصل 48 سجلها فريقهم بالدوري، من ناحية أخري يأمل عشاق المرينغي في تكرار سيناريو 2018 حينما أقصى فريق الفريق الفرنسي بالدور ذاته، وفاز عليه بثنائية بفرنسا ليتوج باللقب بعدها، خاصة وأن الفريق الملكي يتمتع بأسبقية تاريخية على الباريسيين بدوري الأبطال، حيث تمكن ريال مدريد من الفوز في ثلاثة من أصل ستة مواجهات جمعت الفريقين بالبطولة سابقاً، ولم يسبق للفريق الفرنسي أن أقصى مدريد من البطولة سابقاً.
وفيما يخص هذه الأسبقية التاريخية للفريق الملكي قال أنشيلوتي بالمؤتمر الصحفي "بالعكس، حقيقة الميدان تجعلنا نواجه ضغط كبير كوننا نواجه فريقًا عظيمًا مثل باريس سان جيرمان"، وحول مدى جاهزية فريقه لتعامل مع كتيبة نجوم باريس سان جيرمان قال "نحن واثقون من مواجهة الغد، هذه المباراة جيدة بما يكفي لتكون نهائي المسابقة، نحن مستعدون للفوز على أحد المنافسين الرئيسيين في هذه البطولة"، وأوضح بأن المباراة ستلعب على تفاصيل صغيرة سيحاول كل فريق استغلالها لصالحه من بينها الهجمات المرتدة "يجب أن نقدم مباراة متكاملة غدًا، كلا الفريقين سيحاولان التسجيل عندما تكون الكرة في استحواذ أحدهما، خاصة ما يتعلق باستغلال الهجمات المرتدة، كرة القدم لدينا متشابهة للغاية معهم".
بالمباراة الثانية يطير متصدر ترتيب البريميرليغ مانشستر سيتي للبرتغال ليحل ضيفاً ثقيلاً على سبورتينغ لشبونة، ويطمح السيتيزنس في تحقيق انتصارٍ خارج الديار، يمهد لهم طريق العبور لدور الثمانية، بينما يسعى أبناء العاصمة البرتغالية لاستغلال الجاهزية التي يمر بها الفريق بالآونة الأخيرة، حيث حقق سبع انتصارات في أخر ثمانية مواجهات خاضها على المستوى المحلي، إضافة للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور من أجل تحقيق مكسب قد يكون حاسماً بمباراة العودة.
اقرأ/ي أيضًا:
باريس سان جيرمان يصطدم بريال مدريد في إعادة قرعة ثمن نهائي دوري الأبطال
دوري أبطال أوروبا.. ثلاثية البايرن تطيح ببرشلونة خارج المسابقة