أشهر معهد السياسة والمجتمع كتاب "الحوزة والدولة" حديثًا ضمن مؤتمر أقيم بالتعاون مع مؤسسة فريدريتش إيبرت الألمانية، مع أن الكتاب الذي أشرف عليه الباحث محمد أبو رمان صدر منذ مدة.
يمثّل الكتاب حصيلة أوراق بحثية جاءت ضمن وقائع مؤتمر "الإسلام السياسي الشيعي في السلطة: قراءة في التجربة وانعكاساتها" الذي عقد في حزيران/يونيو العام الفائت وتضمن جلسات مكثفة عبر "زوم"، شارك بها باحثون وخبراء متخصصون في شؤون التشيع والهوية الشيعية والفكر السياسي الشيعي والتجربة الإسلاميّة السياسية الشيعية.
يناقش الكتاب حيثيات الصعود السياسي الشيعي منذ قرابة أكثر من أربعة عقود من الزمن، وتداعياته على الأوضاع السياسية والأمن الإقليمي. ويبحث في التداخل الهائل ما بين أوراق التاريخ والمعتقد والإرث الديني والشعور من جهة والواقع السياسي والجيوبوليتك من جهةٍ أخرى، ليخرج بذلك من الحسابات التقليدية ويتجاوز أيضا الكتب العقائدية والأفكار المعلّبة المتبادلة بين السنة والشيعة في المنطقة العربية، ليقدّم قراءات معرفية تحليلية موضوعية لكثير من القضايا والإشكاليات والأسئلة المتعلقة بالحضور الشيعي في المنطقة.
يناقش كتاب الحوزة والدولة حيثيات الصعود السياسي الشيعي منذ قرابة أكثر من أربعة عقود من الزمن، وتداعياته على الأوضاع السياسية والأمن الإقليمي
يبحث الكتاب في تطورات حقل الإسلام السياسي الشيعي، ويركز على قراءة المشهد الشيعي في السلطة والبحث في واقع تجربته وسلوكه ومستقبل حضوره، ويحاول فهم التحولات التي طرأت في الحالة الشيعية على مستوى الخطاب أو السلوك السياسي، آخذا بذلك تجارب عديدة كما في إيران والعراق ولبنان والبحرين واليمن، كما يناقش سؤال "تصدير الثورة" اليوم في السياسية الخارجية الإيرانية وواقع الجيوبولتيك الشيعي بالمجمل على ضوء التحديات والمتغيرات الدولية والإقليمية وانعكاسات ذلك على رؤية صانع القرار الأردني في سياساته تجاه الملف الشيعي. ويسلط الكتاب الضوء أيضا على واقع المرأة في هذا الفضاء الشيعي الواسع.
وأشار أبو رمان في تقديمه للكتاب، إلى أن ما عزز من التوجه لعقد المؤتمر وإصدار هذا الكتاب هو تلك الصورة النمطية الراكدة في العالم العربي تجاه إيران والشيعة، التي تأخذ الموضوع من زاوية أيديولوجية أو عقائدية سواء مع هذا الطرف أو ذاك، من دون أن يكون لدى الأوساط البحثية والفكرية العربية دراسات معمّقة وقراءات موضوعية كافية لفهم التحولات والتغيرات والديناميكيات التي تحدث في أوساط الشيعة العرب وفي علاقتهم مع طهران؛ لذلك يرى من الضرورة بمكان أن يكون الملف الشيعي (السياسي) على طاولة الدراسة والفهم والتحليل، وهذا يتطلب فهم الواقع السياسي الشيعي المعاصر، بخاصة في العالم العربي، وتحليل العوامل المتداخلة والمتعددة التي ساهمت وتساهم في تشكلات الحالة السياسية الشيعية، وعلاقاتهم مع دولهم ومع المحيط العربي والعلاقة مع إيران.
يشار إلى أن مقدمة الكتاب تناولت جوانب ومناقشات لم تستعرضها الفصول، كمستقبل النظام السياسي في إيران، وإيران ما بعد خامنئي، وموقف القوى الإسلامية الشيعية في العراق من الديمقراطية التوافقية، والجيل الشيعي العراقي الجديد الذي تبلور حراكه في تشرين الأول 2019.