صدر عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، حديثًا، كتاب "جريدة القدس وبواكير الحداثة في لواء أو متصرفية القدس 1908- 1914)" من تأليف ماهر الشريف.
يبحث المؤلف في هذا الكتاب في قضية الحداثة في العالم العربي، عبر: "استكشاف أرشيف جريدة القدس نصف الأسبوعية التي أنشأها وأدارها وحررها، ما بين سنوات 1908 - 1914، أحد رواد الدعوة إلى الحداثة في فلسطين، وهو جرجي حبيب حنانيا".
قام الشريف على: "مدى أشهر طويلة، بمراجعة محتويات أعداد الجريدة كافة، والتي بلغت 319 عددًا، والموجودة على موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية الإلكتروني ضمن محفوظات الأرشيف الرقمي، علمًا بأن عائلة حنانيا، صاحبة الجريدة، كانت قد أهدتها حصريًا إلى مؤسسة".
يقول المؤلف: "هل كانت جريدة القدس أداة لترويج أسس المجتمع الحديث ولتنوير سبل بلوغه؛ وإنْ كانت كذلك، فكيف تجلت بواكير الحداثة في لواء القدس على صفحاتها؟ وللإجابة عن هذا السؤال سأنطلق من افتراضين: أولهما أن محتويات الجريدة تبيّن أن لواء القدس عرف، منذ العهد العثماني المتأخر، بواكير حداثة، وهذا ما يفنّد مقولة فحواها أن الاستعمار الأوروبي، الذي اتخذ شكل نظام الانتداب البريطاني، هو الذي بذر بذور هذه الحداثة؛ ثانيهما أن سكان لواء القدس - وخلافًا لإحدى الأساطير الصهيونية المبكرة التي تزعم أن هؤلاء السكان لم يمتلكوا خصائص ثقافية وقومية مميّزة، الأمر الذي جعل قضية رحيلهم أو ترحليهم عن أرضهم سهلة - قد امتلكوا مثل هذه الخصائص التي ميّزتهم وجعلتهم يتجذرون في أرضهم".
أما ماهر الشريف فمؤرخ فلسطيني وباحث رئيسي في مؤسسة الدراسات الفلسطينية. تتركّز أبحاثه على تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر والصراع العربي - الصهيوني، وكذلك على تاريخ الفكر العربي الحديث والمعاصر. وقد صدرت له عشرات الكتب والدراسات والمقالات حول هذه الموضوعات، نذكر منها: "رهانات النهضة في الفكر العربي" (2000)؛ "حداثات إسلامية" (2006، مع سابرينا ميرفان)؛ "المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة" (2020).