ألترا صوت – فريق التحرير
أصدرت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، بالتعاون مع "جامعة بيرزيت"، حديثًا، كتاب "مفهمة فلسطين التاريخية: نماذج من المعرفة التحررية"، قدّم فيه سبعة مرشحين من برنامج الدكتوراة في العلوم الاجتماعية في "جامعة بيرزيت"، هم فيروز سالم، خلود ناصر، أشرف بدر، قسَم الحاج، علي موسى، أسماء الشرباتي، وعبد الجواد عمر؛ مجموعة من الأبحاث الأكاديمية التي تناولت عدة عناصر من الكلاسيكيات الكبرى للهوية الوطنية الفلسطينية.
يسعى المساهمون في كتاب "مفهمة فلسطين الحديثة" إلى دراسة الكلاسيكيات الكبرى للهوية الوطنية الفلسطينية، وهي: الأرض، والناس، والحكاية
الكتاب الذي أشرف عليه وحرره عبد الرحيم الشيخ، أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في "جامعة بيرزيت"، يُعتبر، وبحسب ما جاء في مقدمته، خطوة أولى من داخل المركز الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، على طريق مفهمة فلسطين الحديثة.
اقرأ/ي أيضًا: محمد عُبيد الله في كتابه "بلاغة المنفى".. تجربة في قراءة القصيدة الدرويشية
يضم الكتاب سبعة أبحاثٍ استند مؤلفوها في إنجازها إلى مداخل حقلية ومنهجية متعددة، أتاحت لهم مقاربة فلسطين، الممزقة والمتفرقة جغرافيًا وديموغرافيًا، والمتعددة ثقافيًا، بأدواتٍ تحرص على مراعاة أصلية المواد في قيد البحث من جهة، وأصلانية مناهج الباحثين من جهةٍ أخرى.
ويسعى المساهمون في أبحاثهم، إلى دراسة الكلاسيكيات الكبرى للهوية الوطنية الفلسطينية: الأرض، الناس، والحكاية. في الأرض وحولها، قدّمت فيروز سالم، المهتمة بأنثروبولوجيا الريف وتنمية المناطق المهمشة في فلسطين المحتلة، دراسة بعنوان "من أروقة المحاكم الاستعمارية إلى الأرض: الصراع اليومي على الزمان والمكان في الأغوار الفلسطينية".
وحول الناس، عالجت خلود ناصر، المهتمة بالدراسات الاستعمارية في سياق الأبارتهايد الصهيوني في فلسطين، "سؤال الديموغرافيا: بين التوجهات الفلسطينية والإسرائيلية الراهنة". بينما يتناول أشرف بدر، المتخصص بالدراسات الإسرائيلية، موضوع "الاشمئزاز كآلية استعمارية: الاستعمار الاستيطاني الصهيوني نموذجًا". في حين سعت قسَم الحاج، في سياق اهتمامها البحثي بتقاطع الحقلين الثقافي والسياسي، إلى دراسة مسألة "حظر التجول والإغلاقات العسكرية: اعتقال الزمكان الفلسطيني وتحريره".
يُعتبر الكتاب خطوة أولى من داخل المركز الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة على طريق مفهمة فلسطين الحديثة
أما في الحكاية، قدّم علي موسى، الباحث في التاريخ الاجتماعي لفلسطين، والمهتم بدراسة الذاكرة الفردية والجمعية وعلاقتهما بالهوية الثقافية، دراسة تضيء على "أبعاد الهوية الفلسطينية في سير ذاتية ومذكرات من نابلس 1948 – 1967". فيما تكتب أسماء الشرباتي حول "صور الفاعلية: الكتب المدرسية الفلسطينية". في المقابل، خصص عبد الجواد عمر بحثه المعنون بـ "ما بعد فلسطين: الخطاب الفلسطيني وتراجيديا الهزيمة"، لتناول تراجع التعبير الجمعي عن الهوية الفلسطينية الجامعة، من خلال درس مقارن لكتابات غسان كنفاني، إدوارد سعيد، مريد البرغوثي، ومحمود درويش.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "نموذج الصين".. الجدارة السياسية وحدود الديموقراطية
وعبر هذه الأبحاث والدراسات المذكورة أعلاه، يسعى كتاب "مفهمة فلسطين الحديثة"، بحسب مقدمته، إلى: "تجاوز مزدوج للفوات النظري وفوضى المفهمة حول ما تعنيه فلسطين كـ "حالة استعمارية" بين تيارات عديدة تتنافس اليوم على "كسب فلسطين" في رصيدها النظري كدراسات: ما بعد الاستعمار، والاستعمار الاستيطاني، والأصلانية، والبحث المحارب، وإعادة زعزعة العام".
اقرأ/ي أيضًا:
كتاب "السياسة الخارجية التركية".. استراتيجية تعزيز الاستقلالية