18-نوفمبر-2024
يشدد الفنانون اللبنانيون على أهمية ضخ المعنويات وتسلية النازحين الصغار (AFP)

يشدد الفنانون اللبنانيون على أهمية ضخ المعنويات وتسلية النازحين الصغار (AFP)

عبرت زينب سلامة، البالغة من العمر 12 عامًا والنازحة من الضاحية الجنوبية لبيروت، عن سعادتها بلقائها الممثلة ريتا حايك، إذ إنها المرة الأولى التي تقابل فيها شخصًا مشهورًا. وقالت لوكالة "فرانس برس": "إنها جميلة ولطيفة"، وأضافت: "أفرحتني كثيرًا لأنها جاءت ولعبت معنا".

فقد زارت الممثلة اللبنانية المشهورة مركزًا لإيواء النازحين والتقت أطفالًا وحاولت الترفيه عنهم لتنسيهم الواقع الصعب الذي يعيشونه بعد نزوحهم من مدنهم وبلداتهم بسبب الهجوم الإسرائيلي الشامل على لبنان.

خاطبت حايك الأطفال الذين التفوا حولها قائلة: "أنتم مقاومون. أنتم تعطونني الأمل"

وتُعد حايك واحدة من الفنانين اللبنانيين الذين تطوعوا للمساهمة بطرق مختلفة في دعم مئات الآلاف من النازحين في مختلف المناطق، في محاولة لإدخال لحظات من الفرح إلى نفوس الأطفال وسط المآسي التي يعيشونها، وذلك بالتنسيق مع جمعيات تُعنى بشؤون النازحين.

واستقبل الأطفال في مركز اللعازارية في وسط العاصمة بيروت الممثلة اللبنانية بالتصفيق، في وقت كان صوت تحليق الطائرات المسيّرة المتواصل يخيم على الأجواء. وخاطبت حايك الأطفال الذين التفوا حولها قائلة: "أنتم مقاومون. أنتم تعطونني الأمل"، وأضافت: "أنا مسرورة جدًا لوجودي هنا. إنها فرصة لأتعرف إليكم وألعب معكم ونتسلى".

ولعبت الممثلة اللبنانية مع الأولاد من أعمار مختلفة في باحة المركز، حيث انتشرت ألعاب مطاطية ملونة تولت جمعية "سايف سايد" إحضارها. وتحدثت حايك لوكالة "فرانس برس"، قائلة: "تشعرني هذه الزيارات بأنني لست عاجزة حيال ما يحصل. أحاول أن أقدم ما أستطيعه، وفي الوقت نفسه وجودي يعطيهم معنويات ويفرحهم، إذ يشعرون أنهم ليسوا وحدهم ولا متروكين".

وكشفت حايك أنها عندما زارت مركزًا للنازحين للمرة الأولى، احتارت فيما يمكن أن تقدمه لهم، وفكرت في أن تجري لهم تدريبات مسرحية، لكنها ما لبثت أن "أدركت أن مجرد وجودها معهم وتحدثها إليهم يكفيهم". واكتشفت أن "الترويح عن الأولاد أساسي في هذه الظروف، ليتخلصوا من كل الوجع والخوف وينسوا للحظات واقعهم".

أما الكوميدي اللبناني فريد حبيش المعروف على شبكة إنستغرام بـ"فَريكس تيوب"، فأكد أهمية "ضخ المعنويات وتسلية النازحين الصغار".

وتولت جمعيتا "الميمونة للتنمية" و"ماراتون بيروت" تنظيم مباراة كرة قدم في مدرسة "المستقبل" في أحد أزقة شارع البسطة البيروتي الضيقة. وتوزع الأولاد على فريقين ارتدى أفرادهما ثيابًا رياضية عليها أسماء نجوم عالميين، قامت رئيسة جمعية "الميمونة للتنمية"، رادا الصواف، بتوفيرها. وتولى حبيش إدارة المباراة بطريقة مرحة وتوزيع الميداليات وسط تشجيع الحاجة فاطمة، الجدة النازحة من بلدة عين قانا الجنوبية، وتحت نظر أمهات مهمومات، فالأولاد بلا مدارس والرجال بلا عمل.

واعتبر حبيش، الذي ارتدى أيضًا ثيابًا رياضية، أن "المساعدات المعنوية بأهمية المساعدات المادية". وقال: "هذا ما أستطيع أن أقدمه لهم: أن أجعلهم يضحكون".

وبالفعل، عبر الشقيقان يوسف، البالغ من العمر 12 عامًا، وعلي، البالغ من العمر 14 عامًا، عن حماستهما للقاء "فريكس تيوب"، وهما يتابعان مقاطع الفيديو التي ينشرها، ووصفاه بـ"الظريف".

الكوميدي اللبناني فريد حبيش المعروف على شبكة إنستغرام بـ"فَريكس تيوب"، فأكد أهمية "ضخ المعنويات وتسلية النازحين الصغار"

وأوضح حبيش أنهم يحاولون قدر المستطاع أن يجعلوا الأطفال البعيدين عن بيوتهم يلعبون ويتسلون، وبذلك يساعدونهم على تجاوز الحزن الذي يشعرون به، ويجعلونهم لا يغرقون أكثر في الحزن، ويعززون إيمانهم بأن "ثمة أملًا ومستقبلًا إيجابيًا ينتظرهم".

فيما فضل بعض الفنانين المساهمة بطرق أخرى عبر مساندة المنظمات التي تجمع التبرعات للنازحين. فقد نشر مجموعة من الفنانين اللبنانيين، من بينهم الممثلون مجدي مشموشي وفؤاد يمين وبرناديت حديب، شريط فيديو تضامنًا مع من هُجروا من بيوتهم.

ووجهت المغنية ميريام فارس رسالة لدعم منظمة "اليونيسف"، دعت فيها إلى مساندة جهود المنظمة الأممية لتأمين المياه النظيفة والفرش والمساعدات للأطفال النازحين وعائلاتهم. أما الممثلة ماغي بو غصن، فدعت إلى التبرع لجمعيات تعمل ميدانيًا لدعم العائلات النازحة.