30-يوليو-2024
طفل وساط الركام في قطاع غزة

(Getty) طفل وساط الركام في قطاع غزة

التزمت دول "تحالف كواد"، الذي يضم إلى جانب الولايات المتحدة كلًّا من أستراليا والهند واليابان، بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة واستقلال، تأخذ في الحسبان، ما سمته الدول الأربعة، "المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل"، وذلك ضمن إطار "حل الدولتين" الذي يهدف، بحسب التحالف، إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

ولفتت دول "تحالف كواد"، في بيان، إلى"ضرورة وقف الأعمال التي تقوّض فرص حل الدولتين"، وعلى رأسها التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية، التي يجري مخطط ضمها لإسرائيل على قدمٍ وساق. وذلك لقطع الطريق أمام أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

وههنا تكمن أهمية موقف دول كواد، التي أكدت على الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، بخلاف ما تطرحه جميع الصيغ الإسرائيلية، سواء منها تلك الرافضة أصلًا لقيام الدولة الفلسطينية، وهذا موقفٌ شبه مجمع عليه حاليًا في إسرائيل بالنظر لموقف الكنيست الأخير المتمثل في المصادقة بأغلبية ساحقة على قرار رفض إقامة دولة فلسطينية، أو تلك الصيغ التي تقبل بقيام دولة فلسطينية لكن شريطة أن تكون منزوعة السيادة، أي بلا جيش وبلا سيادة على الأجواء وعلى ما تحت الأرض.

لكن موقف كواد ساوى، في موقع آخر، بين الضحية والجلاد، عندما، اعتبر أن ما أسماه "التطرف العنيف من جميع الأطراف" يعرقل حل الدولتين، في إشارة لعنف المستوطنين الذي بلغ مستويات غير مسبوقة بالتزامن مع العدوان المتواصل على غزة، منذ السابع من تشرين الثاني/أكتوبر 2023.

على الرغم من حرص دول كواد على إبراز "اهتمامها الكبير بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، فقد اكتفت بإدانة طرف واحد هو حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

وعلى الرغم من حرص دول كواد على إبراز "اهتمامها الكبير بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، فقد اكتفت بإدانة طرف واحد، هو حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على عملية "طوفان الأقصى" التي شنت فيها الحركة هجومًا على مستوطنات غلاف غزة، متجاهلةً إدانة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة، والتي دفعت جنوب إفريقيا إلى رفع قضية ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية لارتكابها جريمة الإبادة الجماعية، كما أُدرج على إثرها جيش الاحتلال في قائمة الأمم المتحدة السوداء لقتلة الأطفال.

ويشار ههنا إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة التي تُشنّ بدعمٍ أميركي مطلق، أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

واكتفت دول كواد في المقابل بالإعراب عن "قلقها إزاء الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين والأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة" معتبرةً أن "ما يمر به القطاع أمر غير مقبول"، دون أن تُدين إسرائيل المتسببة في هذا الواقع المزري.

ولحفظ ماء الوجه دعت دول كواد "إلى زيادة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مؤكدةً التزامها "بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وحثّ جميع الأطراف على الالتزام بذلك أيضًا".

وفي هذا السياق طالبت كواد الدول الأخرى، ومن بينها تلك الواقعة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بزيادة الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية الماسّة لغزة، مشددةً على ضرورة دعم المجتمع الدولي لعملية التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة في المستقبل.

انحاز بيان كواد الختامي أيضًا لوجهة النظر الإسرائيلية، عندما طالب المقاومة بتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين وأنّ ذلك سيؤدي إلى وقفٍ فوري وطويل لإطلاق النار في غزة. وليس حتى لإنهائها.

وفي هذا الصدد أشادت دول كواد بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، داعيةً الأطراف المعنية للعمل العاجل من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف إطلاق النار.

واكتفى بيان كواد، في ما يخص التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على الجبهة الشمالية، بعبارة واحدة، تمثلت في ضرورة منع هذا التصعيد من التطور لحرب.

يذكر أن دول كواد أو "الحوار الأمني الرباعي" هو حوار استراتيجي غير رسمي بين الدول الأعضاء فيه، بدأه رئيس وزراء اليابان الراحل شينزو آبي عام 2007، بدعمٍ آنذاك من نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ورئيس وزراء أستراليا جون هوارد ورئيس وزراء الهند حينها مانموهان سنيغ.