مع استمرار الحرب العدوانية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 94 يومًا، يزداد سوء الأوضاع الصحية في القطاع وتزداد معها معاناة الغزيين وخاصةً الجرحى منهم، الذين لا يحصلون على ما يحتاجون إليه من رعاية صحية بسبب سوء أوضاع ما تبقى من مستشفيات يتعمّد الاحتلال استهدافها بهدف إخراجها عن الخدمة، كما فعل مع معظم مستشفيات القطاع المحاصر منذ 17 عامًا، سيما مستشفيات الشمال.
وازداد مؤخرًا عدد التقارير الصحفية والبيانات الصادرة عن منظمات أممية وأخرى مستقلة بشأن معاناة الغزيين الجرحى في ظل غياب الرعاية الصحية، وخاصةً الأطفال منهم، ومن بينها بيان لـ"منظمة إنقاذ الطفولة" قالت فيه إن ما لا يقل عن 10 أطفال يفقدون سيقانهم كل يوم في قطاع غزة، الذي يشهد واحدة من أكثر الحروب تدميرًا وبشاعة في القرن الحالي، وعلى مرأى العالم.
1000 طفل في قطاع غزة فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما منذ بداية الحرب على القطاع
وأشارت المنظمة، ومقرها بريطانيا، في بيان مساء أمس الأحد، إلى إن تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تفيد بأن: "1000 طفل في غزة فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما"، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وأوضح البيان أن معظم العمليات الجراحية التي أُجريت للأطفال تمّت دون تخدير، لافتًا في هذا السياق أيضًا إلى عدم توفر الكوادر والمعدات الطبية في القطاع.
كما تضمن البيان تصريحات لمنسق شؤون المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جيسون لي، الذي أكد فيها بأن: "معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصوّرها".
وأضاف لي أنه شاهد وصول أطفال جرحى إلى مستشفيات القطاع التي لا تمتلك ما يكفي من المعدات والأدوية لمساعدة الأطباء على علاجهم أو حتى، على الأقل، تخفيف آلامهم، مؤكدًا بأن قتل الأطفال وتشويههم يُعد انتهاكًا خطيرًا، وأنه: "يجب محاسبة الجناة".
وقبل أيام، نشرت وكالة "رويترز" تقريرًا عن الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأطفال الذين بُترت أطرافهم في قطاع غزة خلال الحرب، ومعاناتهم في ظل انعدام وسائل الرعاية التي يحتاجون إليها لإنقاذ عظامهم المقطوعة، التي لا تزال في طور النمو.
وتحدّث التقرير عن ظهور جيل من الأطفال مبتوري الأطراف جراء القصف المتواصل. فبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، ثمة أكثر من 1000 طفل خضعوا لعمليات بتر الساقين، وأحيانًا أكثر من مرة، أو في الساقين معًا، مع نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
يأتي ذلك بينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية تدمير قطاع غزة واستهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ 94 يومًا إلى أكثر من 22.835 شهيدًا، بينهم أكثر من 10 آلاف طفل و7 آلاف امرأة، و58.416 مصابًا.