أنهى الميلان العام الماضي بطلًا للشتاء بتصدره لترتيب الكالتشيو بـ34نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن ابن مدينته انتر ميلان، الميلان هو الفريق الوحيد من الدوريات الخمس الكبرى الذي لم يتلق أي هزيمة في الموسم الجديد.
يعيش الميلان أفضل أوقاته منذ تسع سنوات، وتحديدًا عندما فاز بالدوري والسوبر الايطالي سنة (2011)، لينتقل الفريق بعدها الى مرحلة طويلة من التخبط الاداري و الفني، جعلت الكثير من عشاقه يستبعدون عودة الفريق الى سابق عهده، لكن عام (2020) كان ممتعًا لجمهور الروسونييري، وتحديدًا عقب الهزيمة أمام جنوى في المرحلة السادسة و العشرين من الدوري الايطالي الموسم السابق، ولذلك أسباب كثيرة، نستعرض أبرزها:
1- عودة السلطان:
وهي الصفقة التي أعادت روح الميلان الى جميع اللاعبين، رغم الانتقاد الكبير الذي تلقته ادارة الميلان بالتعاقد مع لاعب يبلغ من العمر(39 عام)، لكن الفريق الشاب كان بحاجة للاعب يستطيع انهاء الهجمات، ويملك شخصية قوية في الملعب تمكنه من توجيه الجميع والاستماع اليه، فكان ايبرا قائدًا قويًا داخل وخارج المستطيل الاخضر.
2- تطور لاعبي خط الوسط:
استطاع المدرب بيولي فرض أسلوب لعبه، والذي يعتمد بشكل كبير على خط الوسط، فكان لتكتيك 4231 أثرًا كبيرًا على النتائج الإيجابية للفريق، فشكل بن ناصر وكيسيه ثنائي مميز أمام خط الدفاع واستطاعوا تحقيق أكثر من خمسين افتكاك للكرة خلال العام الماضي، إضافة إلى أن هذا التكتيك أعطى التركي تشالهان أوغلو حرية أكثر في التحرك بشكل عرضي أو طولي، مما أعطى قوة كبيرة للميلان في حالة الهجوم.
3-التعاقد مع اللاعبين الشباب:
اتبعت إدارة ميلان سياسة الاعتماد على اللاعبين الشباب، وكانت اختيارات مالديني صائبة وأعطت للفريق إضافة كبيرة وبمبالغ قليلة، وبنظرة سريعة نجد أن هؤلاء اللاعبين أصبحوا من الركائز الرئيسية في الفريق، بل وأصبح الكثيرون منهم أهدافًا للأندية الكبرى، مثل ثيو هرنانديز وكالولو وبن ناصر وتونالي ولياو وساليميكرز.
4- تجديد الثقة بالمدرب بيولي :
بالرغم من الأداء الهزيل والنتائج المخيبة التي بدأها هذا المدرب عندما تسلم منصبه، وعلى الرغم من الضغط الكبير الذي واجهه من الجماهير والإعلام، بعد أن حقق انتصار وحيد من أول ست مباريات، الا أن بيولي استطاع أن يحقق مبتغاه، فتحول الميلان من نعجة ضعيفة الى أسد مفترس خلال أشهر قليلة، مستفيدًا من فترة التوقف التي استطاع من خلالها دراسة الفريق من الناحية الفنية والتكتيكية، والعمل في القضاء على السلبيات بالتعاون مع كل أعضاء الطاقم، فظهر لاعبو الميلان بأعلى مستويات القوة النفسية والبدنية، وعرفوا قيمة الشعار وأهمية القميص الذين يلعبون له.
5- الجرينتا:
هذا المصطلح الايطالي هو رمز للطليان، وهو يرمز الى الروح القتالية واللعب دون تراخٍ، وهي العزيمة والاصرار لبلوغ الهدف مهما كانت الظروف، وتميز لاعبو الميلان بالجرينتا خلال هذه الفترة، وساعدتهم في كثير من المباريات، أبرزها الريمونتادا الشهيرة ضد البطل يوفنتوس، في ليلة السابع من تموز من العام الماضي عندما قلب الروسونييري تأخره بهدفين مقابل لا شيء، إلى فوز بالأربعة، والهدف الذي أحرزه ثيو هرنانديز في الثواني الأخيرة من مباراة الفريق ضد لاتسيو، والتي ضمنت للميلان صدارة الترتيب قبل نهاية العام، وهدفي زلاتان ضد إنتر في ديربي الغضب، وهدف لياو بعد سبع ثوانٍ أمام ساسولو والذي تم تسجيله باسمه كأسرع هدف في الدوري الايطالي منذ نشأته.
ارتدى ميلان ثوب البطل، وأثبت للجميع أنه يريد المنافسة وبقوة على الألقاب، وليس هدفه فقط هو التأهل للعب في المسابقات الأوروبية، وأصبح النادي حديث القاصي والداني على أن عودة الاسد الى عرينه باتت مسألة وقت لا أكثر.
اقرأ/ي أيضًا:
الميلان يحافظ على صدارة الكالتشيو.. ولياو يدخل التاريخ
الدوري الإيطالي.. رأسية هيرنانديز تهدي جماهير الميلان صدارة الشتاء