09-أغسطس-2024
جنود أوكرانيون

(EPA) جنود أوكرانيون على خط المواجهة قرب تشاسيف يار بدونيتسك

يواصل الجيش الأوكراني توغله في منطقة كورسك على الحدود الروسية لليوم الرابع على التوالي، فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الجيش الأوكراني شن خلال الليل هجمات "ضخمة" مستخدمًا مسيّرات على مناطق روسية عدة أخرى، منها ليبيتسك التي تبعد حوالى 300 كم عن الحدود، حيث اندلع حريق في قاعدة عسكرية.

وقال معهد دراسات الحرب للأبحاث، ومقره في الولايات المتحدة، إن القوات الأوكرانية توغلت مسافة 35 كم داخل الأراضي الروسية، بينما أفاد محللون بأن الجنود الأوكرانيين بلغوا مدينة سودجا الروسية البالغ عدد سكانها حوالى 5500 نسمة، والواقعة على مسافة حوالى عشرة كم من الحدود، وتضم مركزًا للغاز لا يزال يوفر إمدادات لأوروبا عبر أوكرانيا.

روسيا تتصدى لعشرات المسيّرات الأوكرانية

وأعلن حاكم منطقة ليبيتسك، إيغور أرتامونوف، حالة الطوارئ بعد "هجوم ضخم" بمسيّرات أوكرانية، مما أسفر عما لا يقل عن 10 جرحى، وألحق أضرارًا بمحطة كهربائية.

الجيش الأوكراني شن خلال الليل هجمات "ضخمة" مستخدمًا مسيّرات على مناطق روسية عدة أخرى

ووفقًا للوكالة الفرنسية، فإن حاكم منطقة بيلغورود الحدودية، فياتشيسلاف غلادكوف، كتب عبر تيلغرام أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 29 مسيّرة أوكرانية، مشيرًا إلى أن الهجوم تسبب بأضرار مادية من دون أي إصابات.

إلى ذلك، أشار حاكم منطقة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، ميخائيل رجفوجييف، إلى وقوع هجمات بمسيّرات جوية وبحرية.

وجاءت هذه الهجمات الليلية بالتزامن مع مباشرة أوكرانيا هجومًا مباغتًا في منطقة كورسك الحدودية، الثلاثاء الماضي، بعدما دخل أكثر من ألف جندي أوكراني معززين بدبابات، ونحو عشرين مصفحة إلى كورسك، وتمكن الجنود الأوكرانيين من إحراز تقدم على ما يبدو من خلال مباغتة القوات الروسية.

ونقلت شبكة "CNN" الأميركية عن مصدر قوله إن الهجوم على ليبيتسك التي تقع في عمق الأراضي الروسية استهدف مطارًا عسكريًا في المنطقة، مما أدى إلى تدمير مستودع ذخيرة يحتوي أكثر من 700 قنبلة موجهة، مشيرًا إلى أن الهجوم كان عملية مشتركة بين الجيش وأجهزة الأمن وقوات العمليات الخاصة.

وأضاف المصدر بأن عشرات الطائرات المقاتلة والمروحيات كانت في المطار لحظة شن الهجوم، مضيفًا أن انفجارًا قويًا أدى إلى اندلاع حريق ضخم، وقد أفادت وزارة الطوارئ في ليبيتسك بنشوب حريق في مطار عسكري في المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إنها اعترضت ودمرت 75 طائرة مسيّرة، بما في ذلك 19 مسيّرة فوق ليبيتسك، و26 مسيّرة فوق بيلغورود، على عكس حاكم المنطقة الذي قال إنها 29 مسيّرة. وأضافت الوزارة أنها اعترضت سبع مسيّرات فوق كورسك، وعدة طائرات أخرى فوق مناطق بريانسك وفورونيج وأوريل، كما  أنها دمرت أيضًا خمس مسيّرات فوق شبه جزيرة القرم، وثمانِ مسيّرات فوق مياه البحر الأسود.

وكانت الدفاع الروسية قد أشارت، أمس الخميس، إلى أن: "عملية الدمار لكتائب الجيش الأوكراني تتواصل"، مؤكدة أنها تمنعها من "الدخول بعمق" في المنطقة. فيما قال بيان صادر عنها، اليوم الجمعة، إن الجيش الأوكراني خسر على محور كورسك ما مجموعه نحو 945 عسكريًا، وأضاف البيان أن خسائر الجيش الأوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 280 عسكريًا.

خبراء.. "هدف التوغل غير واضح"

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، إن: "روسيا جلبت الحرب إلى بلادنا، ويجب أن تشعر بآثارها"، من دون أن يذكر مباشرة هذا التوغل.

من جهته، أكد مستشار زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك، أن هذا الهجوم يشكل عاقبة "العدوان الروسي" على أوكرانيا، من دون أن ينسبه صراحة إلى قوات كييف.

وأضاف: "بات جزء كبير من الأسرة الدولية يعتبر روسيا هدفًا مشروعًا للعمليات من أي نوع كان، وبأي سلاح"، في وقت منعت الكثير من الدول الغربية أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي توفرها لها لضرب الأراضي الروسية.

وجددت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لكييف، التأكيد، أمس الخميس، أنها: "تدعم بقوة جهود أوكرانيا للدفاع عن نفسها في وجه العدوان الروسي"، من دون أن تعلق على الوضع بالتفصيل.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أوكرانيين، أن كييف طلبت من واشنطن السماح لها باستخدام صواريخ من طراز "ATACMS" الأميركية بعيدة المدى لضرب المطارات التي تستخدمها روسيا للرد على التوغل.

وأضافت أن هذا القرار في حال تمت الموافقة عليه، قد يسمح لكييف الاحتفاظ بجزء من كورسك لبعض الوقت. وبحسب مستشار زيلينيسكي، فإن موافقة واشنطن: "ستمنحهم النفوذ الذي يحتاجون إليه للمفاوضات مع روسيا".

ووفقًا لما نقلت "واشنطن بوست" عن خبراء ومحللين، فإنه في حين أن الهدف الدقيق للتوغل الأوكراني غير واضح، بالإضافة إلى تحويل القوات الروسية عن منطقة دونيتسك الشرقية في أوكرانيا، فإن كييف قد تحاول كسب النفوذ في المفاوضات المستقبلية.

وتضيف الصحيفة الأميركية نقلًا عن مسؤول أميركي أن بعض التقييمات أشارت إلى أن كييف تحاول إيقاف القوات الروسية التي تتحرك إلى منطقة خاركيف جنوب شرق سومي، فيما رجّح مسؤول آخر أن كييف تريد إرهاق الوحدات الروسية بدلًا من الاستيلاء على الأراضي، والاحتفاظ بها على الأمد البعيد.

وقال المسؤول الثاني: "لا تملك روسيا القوة البشرية التي تمكنها من إرسال التعزيزات"، وأضاف: "مع الحفاظ على وضع قوتها الحالي وأعدادها، سواء في منطقة خاركيف أو في الشرق" فإنه سيفرض عليها: "عليها سحب القوات من مكان ما".