ألتراصوت- فريق الترجمة
بعد فترة قصيرة من بدء تقديم اللقاحات المضادة لعدوى فيروس كورونا الجديد العام الماضي، بدأت بعض النساء يشتكين من مشاكل وتقلبات في الدورة الشهرية لديهنّ، بعد تلقي اللقاح.
درس مجموعة من العلماء هذه الملاحظات والمشاهدات، وقد تبين وفق دراسة نشرت مؤخرًا أن الدورة الشهرية للمرأة تتأثر بالفعل بعد تلقي اللقاحات المضادة لكورونا بشكل طفيف
البعض اشتكين من تأخر الدورة الشهرية، وأخريات تحدثن عن تغيّر في النزف الحيضي، حيث اشتدّ على نحو شاذ في الفترة التي تلت تلقي اللقاح، أو ترافق مع آلام أشدّ غير مألوفة فيما سبق. كما تحدثت بعض النساء اللواتي تجاوزن سنّ الضهي (النهاية الدائمة للحيض)، واللواتي لم يختبرن الدورة الشهرية لسنوات، بأن الحيض قد عاودهنّ بعد تلقّي اللقاح.
درس مجموعة من العلماء هذه الملاحظات والمشاهدات، وقد تبين وفق دراسة نشرت مؤخرًا أن الدورة الشهرية للمرأة تتأثر بالفعل بعد تلقي اللقاحات المضادة لكورونا، حيث لاحظ العلماء أن النساء اللواتي تلقين اللقاح قد مررن بدورات لقاح أطول مقارنة بأولئك اللواتي لم يتلقين اللقاح.
أما الدورة نفسها، فلم تطل، كما أن أثر اللقاح كان عابرًا، إذ عاد النشاط الحيضي إلى طبيعته بعد شهر أو شهرين. كما أن الأثر كان أوضح لدى اللواتي تلقين جرعتين من اللقاح خلال الدورة الحيضية نفسها، حيث تأخرت الدورة لدى هؤلاء النساء بمعدل يومين تقريبًا بحسب ما لاحظ الباحثون.
وتعد هذه الدراسة التي نشرت في مجلة علوم النسائية والتوليد (Obstetrics & Gynecology)، الأولى من نوعها في تأكيد الملاحظات والشكايات لدى النساء حول أثر اللقاح على الدورة الشهرية، وذلك بحسب ما كذر الدكتور هيو تايلور، رئيس قسم علوم النسائية والتوليد والطب الإنجاني في كلية جامعة ييل الأمريكية للطب، في حديثه مع نيويورك تايمز.
ويقول الدكتور تايلور إن هذه الدراسة تؤكّد أن الأمر حقيقي ومجرب من قبل النساء اللواتي تحدثن خلال العام الماضي في العديد من الدول عن آثار متباينة للقاح على النشاط الحيضي لديهنّ، وهي آثار بحسب الدكتور تايلور ليست بالغة الجدية، وقد أظهرت الدراسة أنها تكون مؤقتة وتتلاشى بعد شهرين على الأكثر.
وقال الدكتور إنه من الضروري تفنيد الخرافات المنتشرة بين الناس حول تأثير اللقاحات على الخصوبة. وأضاف بأن التغير الطفيف على النشاط الحيضي لدورة أو دورتين قد يكون مزعجًا لبعض النساء، لكنه ليس ذا أثر ضارّ على أي نحو طبّي موصوف.
أما بالنسبة للنساء في سن الضهي، فكان للدكتور تايلور رأي آخر، إذ أشار بأنه سواء كان الأمر مرتبطًا باللقاحات أو لا، فإنه قد يلزم على أولئك النساء مراجعة الطبيب المختص في أقرب فرصة للتأكد من الحالة ومعرفة سببها.
وقد انتقد البعض الدراسة التي اعتمدت على بيانات من الولايات المتحدة بأن العينة فيها غير ممثلة بشكل كاف لمجتمع الدراسة، على المستوى المحلي في الولايات المتحدة. إذ تتبعت بيانات خاصة بحوالي 4000 امرأة، من بينهن 2،400 امرأة تلقين اللقاح، و1،500 امرأة لم يتلقين اللقاح. وجميع النساء المشمولات في الدراسة أمريكيات تتراوح أعمارهن بين 18 إلى 45 عامًا، وقد احتفظن ببيانات تخص الدورة الشهرية على مدى ستة أشهر على الأقل.
قد لا تنطبق نتائج الدراسة على جميع النساء بالتساوي. فالتغير الحاصل في الدورة الشهرية لوحظ عند 380 امرأة فئة ممن تلقين اللقاح ضمن عينة الدراسة
وقد لا تنطبق نتائج الدراسة على جميع النساء بالتساوي. فالتغير الحاصل في الدورة الشهرية لوحظ عند 380 امرأة فئة ممن تلقين اللقاح، لكنّه على العموم تغيير غير ذي أثر طبي، باستثناء بعض الحالات الاستثنائية، التي لم يتمكن العلماء حتى الآن مع معرفة السبب وراءها، وما إذا كان ذلك مرتبطًا باللقاح بشكل مباشر أو بحالة صحية أخرى لدى النساء في الدراسة.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف يجب أن يتعامل الأهل مع الفتيات في أول حيض من الناحية النفسية؟
هل انقطاع الدورة الشهرية والانتفاخ يعنيان بالضرورة أن المرأة حامل؟