ألتراصوت- فريق الترجمة
كثيرًا ما تحدث مؤثرون ومؤثرات على منصّة إنستغرام عمّا لاحظوه من تغيّر في مستوى الوصول لبعض المنشورات بحسب طبيعة الصور التي تظهر بها، حيث يعتقد بأن الصور التي تظهر أجزاء أكبر من الجسد، لدى النساء والرجال، تحقق وصولًا أفضل من غيرها، ما طرح تساؤلات عن احتمال أن تكون المنصّة وخوارزمياتها مسؤولة بشكل ما عن ذلك.
أفادت دراسة فرنسية بأن أحد معايير التفاعل التي تأخذها خوارزميات إنستغرام بالاعتبار هو "مستوى التعرّي"
وكانت دراسة فرنسية نشرت العام الماضي قد أفادت بأن أحد معايير التفاعل التي تأخذها خوارزميات إنستغرام بالاعتبار هو "مستوى التعرّي" (Level of Nudity)، وأن ذلك يؤثر بشكل كبير على حجم وصول الصور والتفاعل معها، بما يشكّل وفق مجلة "ميديابارت" (Mediapart) الفرنسية التي نشرت الدراسة، حالة من "الابتزاز" من طرف إنستغرام، ودعوة غير مباشرة من المنصّة للمزيد من التعرّي في حال الرغبة في المزيد من الوصول.
اقرأ/ي أيضًا: هل يمكن اعتبار التعرّي حرية؟
هذه الاستنتاجات أكّدها كذلك باحثون من ألمانيا ، حين لاحظوا أن منصّة إنستغرام تبدو وكأنها تفضّل بالفعل الصور التي تظهر فيها النساء قدرًا أكبر من أجسادهنّ، إضافة إلى صور الرجال التي تكون عارية من الطرف العلوي. وقد اكتشف الباحثون ذلك عبر تجربة شارك بها عشرات المتطوعين، لمتابعة منشورات عدد من المؤثرين والمؤثرات على المنصّة، باستخدام آلية معيّنة تقوم بتسجيل أي المنشورات التي تكون في أعلى التغذية للمتابعين على مدى فترة من الزمن. وقد تم تحليل مئات المنشورات التي تتضمن الصور، وقد تبين أن المنشورات التي تتضمن صورًا تظهر قدرًا أكبر من الجسد لها فرصة أكبر بالظهور والمشاهدة لدى المتابعين، وذلك بنسبة 54% للصور التي تشتمل على أجساد فتيات يرتدين الملابس الداخلية أو البكيني، أما صور الرجال الذين يكشفون صدورهم فزادت ظهورها عن بقية المنشورات بنسبة وصلت إلى 28%.
وتفيد هذه النتائج بأن خوارزميات إنستغرام تفضّل بشكل ممنهج الصور شبه العارية، حيث تظهر هذه المنشورات بشكل أكبر عند فتح التطبيق، مقارنة بالصور الأخرى، بحسب مؤسسة "ألغوريثم ووتش" الألمانية.
وبحسب تقرير المؤسسة التي تنشط في إعداد التحقيقات المعمّقة الخاصة بالخوارزميات وتأثيرها على أنشطة المؤسسات وعمليات صنع القرار، فإنه لا يمكن الجزم بالسبب وراء هذه الانحرافات في نسب الظهور بين المنشورات، والتي يبدو أنها تميل لصالح الصور شبه العارية، إلا في حال وافقت إنستغرام نفسها على الكشف عن خوارزمياتها التي تعتمد عليها في المنصّة، وهو أمر يستبعد مختصون أن توافق عليه فيسبوك، والتي تعتبر هذه المعلومات واقعة ضمن ملكيتها الفكرية التي لا تعدّ ملزمة بالإفصاح عنها.
ومن التفسيرات الشائعة التي يتم اللجوء إليها في هذه الحالة هو أن المتابعين يتفاعلون أكثر من الصورة، وهو ما يدفع الخوارزمية إلى تصديرها لبقية المتابعين عند فتح التطبيق. إلا أن المؤسسة تؤكّد على أن فيسبوك، الشركة المالكة لإنستغرام، كانت قد تحدثت بالفعل في تقرير براءة اختراع عام 2015، عن نظام لتحليل المحتوى يستطيع تحديد الصور الأنسب لزيادة التفاعل معها، وكانت براءة الاختراع تلك قد نصّت بوضوح على أن النظام يستطيع تحديد مستوى العريّ "state of undress" في الصور، وهو ما أثار الشكوك لدى الباحثين في المؤسسة بأن النظام مطبّق بالفعل في إنستغرام.
رفضت فيسبوك مرارًا التلميحات التي اشتمل عليها تقرير المؤسسة الألمانية بشأن احتمال استخدام منصّة إنستغرام لخوارزميات تفضّل الصور شبه العارية
من جهتها ردّت فيسبوك مرارًا على تلك الافتراضات، ورفضت التلميحات التي اشتمل عليها تقرير المؤسسة الألمانية بشأن احتمال استخدام منصّة إنستغرام لخوارزميات تفضّل الصور شبه العارية وتمنحها فرصة أكبر للظهور للمستخدمين. أما مؤسسة "ألغوريثم ووتش"، فقالت إنها ليست معنيّة بشكل أساسي بما إذا كانت فيسبوك تقوم بالفعل بتصدير الصور شبه العارية أو لا، وأوضحت أن المشكلة الأساسية تتمثل في غياب القدرة على الوصول للسبب الحقيقي المسؤول عن هذه الظاهرة، بسبب رفض الشركة الإفصاح عن الآلية التي تعتمدها في خوارزمياتها.
اقرأ/ي أيضًا: