26-سبتمبر-2024
دخان يتصاعد في صور بعد غارة استهدفت المدينة

تكثّفت الجهود الدبلوماسية خلال الساعات الأخيرة لخفض التصعيد (رويترز)

تساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عما إذا كان من الأفضل لـ"إسرائيل" الاستمرار في حربها مع "حزب الله"، أو استغلال تداعيات عملياتها العسكرية في لبنان لإيجاد وضع سياسي وأمني جديد على الجبهة الشمالية، خاصةً في ظل الجهود الدبلوماسية الساعية إلى وقف التصعيد بين الطرفين.

وطرحت الصحيفة الإسرائيلية سؤالها هذا انطلاقًا من فكرة أن التصعيد الذي سيترتب على مواصلة قتال "حزب الله" لتدمير المزيد من قدراته، سيضاعف من الأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن رغبة الدول الإقليمية والعالمية، مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية وروسيا وإيران، بعدم تحول المواجهات بين الطرفين إلى حرب إقليمية، وحرصها أيضًا على عدم انهيار الدولة اللبنانية، يمنح "إسرائيل" ميزة كبيرة في مفاوضات وقف الهجوم على لبنان.

التصعيد الذي سيترتب على مواصلة قتال "حزب الله" لتدمير المزيد من قدراته، سيضاعف من الأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية

ورأت أنه من الأفضل لـ"إسرائيل" إنهاء الحرب على الجبهة الشمالية إذا تمكنت الدول الكبرى من إبعاد "حزب الله" عن الحدود لأربعة أسباب، الأول إعادة بناء الشمال قبل أن تصبح المهمة مستحيلة، وثانيًا ترميم مكانة "إسرائيل" على الساحة الدولية، سيما لناحية رفع الحظر الجزئي على تصدير السلاح إليها من قِبل دول عدة. وثالثًا تجنب المواجهة المباشرة مع إيران، ورابعًا تكريس وعي الدول الغربية بالخطر الذي تمثّله إيران في المنطقة.

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن الخطر الذي تمثّله إيران ليس تهديد "إسرائيل" أو المضي قدمًا في برنامجها النووي، وإنما قدرتها على زعزعة الاستقرار الإقليمي عبر تدمير الدول وإنشاء ميليشيات مسلحة تحل محلها، كما هو الحال في لبنان واليمن وجزئيًا في العراق وسوريا، على حد تعبيرها. وأيضًا تقديم الأسلحة المتطورة لهذه الميليشيات، خاصةً الصواريخ بعيدة المدى.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة "رويترز" وموقع "أكسيوس"، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف القتال في لبنان من خلال مبادرة دبلوماسية تشمل استئناف مفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين لدى "حماس" في قطاع غزة.

ونقلت "رويترز" أيضًا عن مسؤول لبناني كبير قوله إن "حزب الله" منفتح: "كل التسويات التي تشمل غزة ولبنان، لكن إذا لم يتم تجهيز حزمة، من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقّف الحرب".

وسبق أن أفادت وسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد فوّض وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بإبلاغ الإدارة الأميركية بأن "إسرائيل" مستعدة للتفاوض بشأن وقف إطلاق نار مؤقت مع "حزب الله" في لبنان.

وصرّح مصدر مقرب من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لموقع وصحيفة "العربي الجديد"، بأن هناك تعويلًا كبيرًا على نجاح جهود التهدئة وخفض التصعيد بين "إسرائيل" و"حزب الله"، خاصةً في ظل التأكيدات الخارجية الدولية بأنها لا تريد الحرب.

ولفت المصدر إلى أن بري أكد بأن المسعى يراعي عدم الفصل بين ملفي لبنان وغزة، لافتًا إلى أن لبنان: "أمام 24 ساعة حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها للتوصل إلى حلول سياسية للأزمة".