بالرغم من المستوى الثابت والمميّز الذي قدمه على امتداد السنوات الـ 17 الأخيرة، وسيطرته على الألقاب الفردية وتحقيق ألقاب كثيرة مع أنديته، فقد فشل كريستيانو رونالدو بتتويج مسيرته المظفرة بالحصول على اللقب الكروي الأغلى، ونقصد بطولة كأس العالم 2022.
عدم تحقيق المونديال يترك فجوة واضحة في مسيرة أي نجم كرة قدم كبير، سواء كان ميسي، رونالدو أو غيرهما، ومع ذلك فإن لاعبين عظماء قدمتهم كرة القدم فشلوا بتذوق طعم الذهب المونديالي، لأسباب عديدة من بينها أن الحظ لم يحالفهم في النهائيات، أو أن الجيل الذي لعبوا له لم يكن قادرًا على منافسة الفرق الكبرى.
نستعرض في ما يلي أبرز النجوم الذي اعتزلوا اللعب قبل أن يرفعوا كأس العالم، وسنقوم بترتيبهم بحسب المراكز.
- حراسة المرمى
ليف ياشين: واحد من أبرز حراس المرمى بتاريخ كرة القدم، مثّل منتخب الاتحاد السوفياتي بين عامي 1954 و1967، حقق خلالها بطولة يورو 1960، والميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية عام 1956، وأحرز جائزة أفضل حارس أوروبي تسع مرات ( رقم قياسي)، كما توّج بالكرة الذهبية عام 1963 في إنجاز لم يحققه أي حارس آخر. شارك ليف ياشين في أربع نسخ كأس عالم، واختير في العام 2002 ضمن التشكيلة المثالية لتاريخ كأس العالم.
أوليفر كان: واحد من أفضل الحراس بتاريخ الكرة الألمانية، توّج بجائزة أفضل حارس في الدوريات الأوروبية أربع مرات تواليًا، كما فاز بجائزة أفضل حارس بالبوندسليغا سبع مرات. رغم مسيرته الطويلة في الملاعب، وتألّقه الكبير مع بايرن ميونيخ وقيادته لتحقيق دوري أبطال أوروبا 2001، بعدما تصدّى لركلتين ترجيحيتين، لم يلعب أوليفر كان سوى في نسخة مونديالية واحدة، حيث قاد ألمانيا لنهائي 2002 ضد البرازيل، لكنه ارتكب خطأً فادحًا في النهائي ساهم بخسارة المانشافت أمام البرازيل، ومع ذلك فقد كوفئ على مستواه الكبير خلال البطولة وتوج بجائزة أفضل لاعب فيها.
- خط الدفاع
باولو مالديني: يعتبره كثيرون أفضل مدافع بتاريخ الكرة، المدافع التاريخي لنادي ميلان ومنتخب إيطاليا، الذي خاض أكثر من ألف مباراة احترافية، وشارك في ثمان نهائيات لدوري الأبطال ( رقم قياسي ) توّج بخمسة منها.
بدأ مالديني مسيرته الدولية عام 1988، وشارك في أربع نسخ كأس العالم بدأها في إيطاليا 1990، وتألّق بشكل خاص في مونديال 1994، قبل أن يخسر النهائي أمام البرازيل بالركلات الترجيحية. عندما توجت إيطاليا بمونديال 2006، كان مالديني معتزلًا اللعب الدولي. مالديني هو أكثر من مثّل إيطاليا في كأس العالم ( 23 مباراة )، وهو يحمل الرقم القياسي بعدد دقائق اللعب في كأس العالم ( 2216 دقيقة ).
غايسنتو فاكيتي : ظهير أيسر نادي أنتر ميلانو ومنتخب إيطاليا في الستينيات والسبعينيات، شارك في ثلاث نسخ من كأس العالم، ودخل التشكيلة المثالية لمونديال 1970 الذي خسرته إيطاليا أمام البرازيل. قبل أن يصبح مدافعًا لعب فاكيتي في مركزي الهجوم وخطّ الوسط، ما أكسبه ميزات هجومية إضافةً لبراعته الدفاعته. تميّز بالسرعة والقوة البدنية والقدرة على المراوغة، ويصفه كثيرون بأنه أفضل ظهير بتاريخ الكرة، وقد حل في العام 1965 ثانيًا في سباق الكرة الذهبية.
خافيير زانيتي : ظهير مميز آخر في إنتر ميلانو لم تتح له فرصة رفع كأس العالم هو الأرجنتيني خافيير زانيتي، صاحب أكبر عدد مباريات في الدوري الإيطالي للاعبين الأجانب، والذي لعب هو الآخر بأكثر من مركز من بينها محور الوسط والجناح الأيمن، لكن مركزه المفضل كان الظهير الأيمن.
شارك زانيتي في مونديالي 1998 و2002، واستبعد عن مونديال 2006 بعد خلاف مع المدرب باساريلا. تواجد اسم زانيتي في تشكيلة العام من الفيفا خمس مرات، وحجبت إدارة إنتر ميلانو رقم 4 نهائيًا تكريمًا لجهود ومسيرة زانيتي مع النادي.
أوسكار : مدافع الجيل الذهبي للمنتخب البرازيلي في ثمانينيات القرن الماضي، بالرغم من فشله بتحقيق كأس العالم. تميّز أوسكار بالصلابة الدفاعية، وبراعته في بناء الهجمات، ومساهماته الهجومية المميزة.
رونالد كومان : نجم أياكس وأيندهوفن الذي انتقل إلى برشلونة عام 1989 بطلب من يوهان كرويف. تميّز بتسديداته الصاروخية التي أهدت إحداها برشلونة لقب دوري الأبطال عام 1992. مثّل منتخب هولندا في 74 مباراة سجّل فيها 14 هدفًا وهو رقم كبير جدًا بالنسبة لمدافع.
توّج مع هولندا بلقب يورو 88، وحصل على جائزة أفضل لاعب في هولندا مرتين. فشل مع زملائه في الجيل الذهبي الذي ضمّ ثلاثي ميلان فان باستن، ريكارد ورود خوليت بالتتويج بكأس العالم، بالرغم من أنهم كانوا مرشحين بقوة لتحقيق اللقب في مونديال 1990.
- خط الوسط
ميشيل بلاتيني: أسطورة فرنسا في ثمانينيات القرن الماضي، قادها لتحقيق لقب يورو 84 بعدما سجّل تسعة أهداف ( رقم قياسي )، خسر نصف نهائي مونديال 86 أمام ألمانيا الغربية، ليعتزل دوليًا في السنة التالية. سجل بلاتيني 41 هدفًا لفرنسا في 72 مباراة، وحقق الكرة الذهبية ثلاث مرات، وتواجد في التشكيلة المثالية لمونديالي 82 و86.
زيكو : عنصر أساسي في جيل الثمانينيات بالكرة البرازيلية، الذي تصفه الصحافة بأنه أفضل جيل لم يتوّج بالمونديال، ويرى البعض أنه صاحب الكرة الأجمل على الإطلاق. امتاز زيكو بمهاراته الفنية العالية.
أضاف زيكو قيمة مهمة لمركز صانع الألعاب، حيث امتاز بتمريراته السحرية، وقدرته الكبيرة على المراوغة، فأطلقت عليه الصحافة البرازيلية لقب بيليه الأبيض. اللحظة الأسوأ في مسيرة زيكو كانت إهداره لركلة جزاء ضد فرنسا قبل دقائق من نهاية المباراة في ربع نهائي 86 ضد فرنسا، لتذهب المباراة للركلات الترجيحية ويفوز الديوك.
روبرتو باجيو: يعتبره أريغو ساكي اللاعب الإيطالي الأفضل على الإطلاق، ويصفونه في إيطاليا بالملك غير المتوّج. أحد أقلّ اللاعبين حظًا في ما يخص الألقاب، ناهيك عن سلسلة طويلة من الإصابات. تبقى اللقطة الأهم في مسيرته هي إهداره لركلة جزاء في نهائي 94 ضد البرازيل، لتتوّج الأخيرة بنجمتها الرابعة.
- خط الهجوم
غاري لينكر: هدّاف مونديال 86 في المكسيك، وأحد أبرزالمواهب في تاريخ الكرة الإنجليزية. حقّق لقب هداف الدوري الإنجليزي ثلاث مرات. قاد لينكر إنجلترا لنصف نهائي مونديال 1990 مسجّلًا أربع أهداف خلال البطولة، لكنهم خسروا في نصف النهائي بالركلات الترجيحية أمام ألمانيا، لينضم لينكر المعتزل دوليًا في العام 1992، إلى لائحة طويلة من النجوم الكبار الإنجليز، الذين أنهوا مسيرتهم الدولية دون أن ينجحوا بالتتويج بلقب كبير.
يوهان كرويف: أحد أبرز لاعبي الكرة على الإطلاق، وأيقونة الكرة الهولندية الشاملة لاعبًا ومدربًا. خسر نهائي 74 أمام ألمانيا، بالرغم من تقديمه أداء كبير في البطولة، وتسجيله هدف بلاده الوحيد في النهائي، وقد أحرز لقب أفضل لاعب بالبطولة. ساعد بلاده للتأهل إلى مونديال 1978 في المكسيك، لكنه اعتزل اللعب الدولي عام 1977، ولم يشارك في المونديال. حقق كرويف الكرة الذهبية ثلاث مرات، واختير ضمن تشكيلة الفيفا التاريخية في العام 2000.
فرينتس بوشكاش: النجم الأبرز في منتخب المجر الرهيب الذي وصل نهائي مونديال 54 في سويسرا وخسر بصعوبة أمام ألمانيا 2-3.
لعب بوشكاش مع ريال مدريد في الخمسينيات، وكان له دور أساسي بتتويج الفريق بدوري الأبطال خمس مرات، كما مثّل منتخب إسبانيا في نهاية مسيرته. لعب بوشكاش 85 مباراة مع المجر سجّل فيها 84 هدفًا، حاز على جائزة أفضل لاعب في مونديال 54، وحقق لقب هداف الدوري الإسباني أربع مرات. تكريمًا لجهوده وأدائه الكبير، أطلق الفيفا على جائزة أفضل هدف في العام تسمية " جائزة بوشكاش " ابتداءً من العام 2009.
