يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية الممنهجة بحق قطاع غزة، ولليوم الـ270 منذ بدء العدوان السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 37 ألفًا و900 شهيد، وزاد عدد الجرحى ليصل إلى 87060 مصابًا، ناهيك عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وجلّ الشهداء والجرحى والمفقودين من النساء والأطفال.
مجازر الاحتلال أثّرت على قطاع غزة بكل تفاصيل الحياة اليومية، وأبرز ضحايا الاحتلال كانوا من الأطفال، والذين ارتكب بحقهم الاحتلال مآسي لن تُمحى من ذاكرة من خرج سالمًا إزاء هذا العدوان المخالف لشرائع الإنسانية كافة.
يحرم الاحتلال أكثر من 625 ألف طفل في القطاع المحاصر من الدراسة جراء العدوان، بعد أن قتل منهم قرابة 8672 طالبًا
ومن القطاعات التي تأثرت بشكل كبير من حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال يأتي قطاع التعليم، حيث استشهد قرابة 8672 طالبًا وأصيب 14583 آخرين بجروح، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وذلك حسبما كشفته وزارة التربية والتعليم اليوم الثلاثاء.
ومن لم يستشهد من الأطفال أو يتعرض للإصابة، فهناك تبعات أخرى تأتيه جراء عدوان الاحتلال، أبرزها حرمانه من حقّ أساسي لأي طفل في العالم، ألا وهو حق التعليم، حيث يحرم الاحتلال أكثر من 625 ألف طفل في القطاع المحاصر من الدراسة من جراء العدوان، إذ وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الأسبوع الفائت ما يمر به الأطفال الفلسطينيون بـ"الكابوس الذي لا نهاية له".
وكما استهدف الاحتلال كل ما هو علاقة بالحياة الإنسانية في قطاع غزة، فلم يستثن المنظومة التعليمية، حالها حال المنظومة الصحية، فقد استهدف بقصفه المدارس، حتى تلك التي تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وحسب بيان وزارة التربية، والذي نقله التلفزيون العربي، فإن 353 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة للجامعات، و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" قد تعرّضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 139 منها لأضرار بالغة، و93 للتدمير بالكامل. كما تعرضت 57 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب، وتم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة.
وبينما أكدت وزارة التربية أن أكثر من 620 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، لفتت إلى أن معظم الطلبة يعانون أيضًا من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفًا صحية صعبة. وكانت "الأونروا" قد أشارت إلى أنّ "القصف والتهجير القسري ونقص الغذاء والماء وعدم الحصول على التعليم تسبب بصدمة لجيل بأكمله". هذا وحرم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نحو 39 ألف طالب فلسطيني من اختبارات السنة النهائية للمرحلة الثانوية.