طرحت منصة إنستغرام أدوات جديدة يمكن للأهل العمل عليها للمساعدة في المراقبة والحد من استخدام أطفالهم للتطبيق. تأتي هذه الاجراءات بعد العديد من الشكاوى التي أثارت مخاوف بشأن تأثير المنصة على الصحة النفسية للمستخدمين الأصغر سنًا من الأطفال والمراهقين. وأصبحت الأدوات متاحة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، مع وجود خطط لتعميمها عالميًا في الأشهر المقبلة، بحسب ما نقل موقع صحيفة CNN الإلكتروني.
أدوات جديدة للأهل
يشار إلى أن رئيس منصة إنستغرام، آدم موسيري، كان قد أعلن عن طرح هذه الأدوات في وقت سابق من العام الماضي، والتي تستهدف المراهقين بشكل خاص. توفر الأدوات المطروحة حاليًا القدرة للوالدين على معرفة مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم عبر إنستغرام، وكما تسمح لهم بوضع قيود على استخدام المنصة، بالإضافة إلى إمكانية معرفة الحسابات التي يتابعونها والحسابات التي تتابعهم. وتسمح الأدوات المستحدثة من إنستغرام للأهل بضبط ساعات النشاط لأطفالهم على المنصة.
وكما تشمل أيضًا قدرة الآباء والأوصياء على تلقي إشعارات حين يقوم أبنائهم بإصدار شكاوى بحق حسابات أخرى. كذلك تعطي هذه الأدوات القدرة للأهل على منع أبنائهم ممن تزيد أعمارهم عن 13 عامًا من الوصول محتوى غير مناسب لأعمارهم وذلك عبر استخدام خاصية الإلغاء. يذكر إلى أن منصة إنستغرام ستبدأ وبشكل تلقائي في تقييد الوصول إلى تطبيقات مصنفة بكونها غير مناسبة لأعمارهم. وأيضًا سيتم إطلاق خاصية تسمح للوالدين في التحكم بأدوات الإشراف عن بعد من قبل الأهل وبموافقة كلا الجانبين (الأهل والأبناء).
مركز العائلة
وتعتبر هذه الخطوات جزءًا من رؤية شركة ميتا المالكة لمنصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب، وتتضمن هذه الرؤية إعطاء أهمية أكبر لدور الأهل Family Center في عملية الإشراف على كيفية استخدام أطفالهم لتطبيقات وتقنيات ميتا المتنوعة. واعتبر موسيري أن "هذه خطوة أولى في رحلة طويلة تشمل إشراك الأهل والأبناء الخبراء في عملية تطوير أدوات منصة إنستغرام"، وأضاف "يعرف الأهل ما هو الأفضل لأبنائهم. واليوم، نحن نجعل هذه الادوات متاحة لهم، وذلك من اجل ضمان تواصل فعال بين الأهل والأبناء حول سلامة استخدام الإنترنت".
تشمل الأدوات قدرة الآباء والأوصياء على تلقي إشعارات حين يقوم أبنائهم بإصدار شكاوى بحق حسابات أخرى
يتضمن "مركز العائلة" معلومات تعليمية يمكن للأهل من خلالها الوصول إلى الطريقة الأمثل لإدارة هذه المنصات والإشراف عليها. وكما تتيح للأهل مراجعة المقالات ومقاطع الفيديو والنصائح المفيدة حول مواضيع مثل كيفية التحدث إلى المراهقين حول وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك يمكن للاهل أيضًا مشاهدة مقاطع فيديو تعليمية حول كيفية استخدام أدوات الإشراف الجديدة المتاحة على إنستغرام.
تهديد الصحة النفسية!
وتجدر الإشارة إلى ظهور تسريبات العام الماضي تضمنت مئات الوثائق الداخلية، وتحدثت عن أن شركة ميتا كانت على دراية بالأسباب التي يمكن أن تضر بها منصة إنستغرام بالصحة العقلية للمراهقين، ومدى تأثير المنصة السلبي على "صورة الجسد" عند المراهقين، لا سيما بين الفتيات المراهقات. وقد تمت مساءلة المسؤولين عن منصتي فيسبوك وإنستغرام فيما خص هذه الوثائق، مما اضطر منصة إنستغرام لإيقاف خطة سابقة لإصدار نسخة من المنصة للأطفال دون سن 13 عامًا.
وحثّت مجموعة من 40 مدعيًا عامًا الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، على التخلي عن خطط إطلاق نسخة جديدة من منصة إنستغرام المخصصة للأطفال دون سن 13 عامًا. وقالت المجموعة في خطاب "يمكن أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ضارًا بصحة ورفاهية الأطفال، الذين ليسوا مجهزين لمواجهة تحديات إمتلاك حسابات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي".
وأكد الخطاب على أنه "في العقد الماضي، تزايد الاضطراب النفسي وتزايد الطلب على علاج الصحة العقلية بين الشباب في أمريكا الشمالية، بالتوازي مع الإرتفاع الحاد في استخدام الأطفال والمراهقين للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. وأظهرت الأبحاث وجود صلة بين استخدام الشباب للشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام مع زيادة الضائقة العقلية والسلوك المضر بالنفس والانتحار بين الشباب" وأشار الخطاب إلى ان إحدى مؤسسات المراقبة عبر الإنترنت قامت بتعقب نشاط 5.4 مليون طفل، ووجدت أن إنستغرام تم الإبلاغ عنه كثيرًا بسبب التفكير الانتحاري والاكتئاب واضطرابات الهوية والجسم ومخاوف الصورة.
كذلك فإن المدافعون عن حماية الأطفال والناشطون ضد الاستغلال الجنسي من جميع أنحاء العالم، سلطوا الضوء على العلل الإجتماعية ومخاطر التكنولوجيا الرقمية. وتجدر الإشارة إلى أن حملة "من أجل طفولة خالية من الإعلانات التجارية"، قد دعت زوكربيرج، إلى عدم إنشاء نسخة من تطبيق إنستغرام للأطفال الصغار ما دون 13 سنة، ووصفت ذلك بأنه "سيعرضهم لخطر كبير لأسباب لا تعد ولا تحصى" بحسب ما أورد موقع ناسداك.
وجاء في رسالة الحملة "يرتبط الاستخدام المفرط لوسائل الإعلام عبر الشاشة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعدد من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون، بما في ذلك السمنة وتدني الصحة النفسية، وانخفاض السعادة وانخفاض جودة النوم، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وزيادة النتائج المرتبطة بالانتحار كالتفكير الانتحاري والتخطيط والمحاولات الانتحارية"، وبحسب أرقام الرسالة فإن "59% من المراهقين الأمريكيين تعرضوا للتنمر على وسائل التواصل الإجتماعي وهي تجربة تم ربطها بزيادة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل التدخين".
وأفاد تقرير نشره موقع كريستيان بوست نقلًا عن مناصري حماية الأطفال إلى أن سلامة الأطفال عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشبعة بمواد الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلال القاصرين. ويعبر المركز الوطني للاستغلال الجنسي في واشنطن العاصمة عن مخاوف مماثلة بشأن خطط فيسبوك، وسلط المركز الضوء على الطرق المختلفة التي تم بها استغلال الأطفال جنسيًا على منصاته.
وقالت مديرة المبادرات المؤسسية والاستراتيجية لمؤسسة NCOSE ، لينا نيلون، لموقع كريستيان بوست، إلى أن "إنشاء تطبيق إنستجرام للأطفال ليس فقط فكرة سيئة، ولكنه تصرف غير مسؤول نظرًا لسجل فيسبوك السيئ في عدم حماية الأطفال على منصاته المختلفة"، وأضافت "بدلًا من إنشاء منصة جديدة لجذب الأطفال الصغار وتحقيق الدخل منهم، كان الأجدى على إنستغرام إعطاء الأولوية لوقف انتشار الاعتداء الجنسي واستغلال القاصرين المستشري حاليًا" وتابعت بالقول "بينما وضعت منصة إنستغرام مؤخرًا معايير أمان أساسية لمستخدميها، إلا أنه لا يزال أمام إدارة هذه المنصات طريق طويل لتقطعه في جعل منتجاتها آمنة للأطفال، ومن غير المرجح أن يكون هذا المنتج الجديد للأطفال أمنًا تمامًا أو خاليًا من المخاطر".
ووفقًا لموقع Business Insider، فقد تم التبليغ عن أكثر من 20 مليون صورة لإساءة معاملة الأطفال نشرت عبر منصة فيسبوك عام 2019 وهو عدد من الصور المسيئة للأطفال أكبر من أي منصة أخرى. وبحسب موقع The Atlantic فإن منصة إنستجرام تعرضت لانتقادات لفشلها في الرد على تقارير استغلال الأطفال في الوقت المناسب.