11-مايو-2024
تعتبر الغينيون في مقدمة المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا (منصة إكس)

يعتبر الغينيون في مقدمة المهاجرين الذين يصلون إلى سواحل إيطاليا (InfoMigrants)

لقي ما لا يقل عن 26 مهاجرًا مصرعهم قبالة سواحل السنغال بعد أن غرق مركبهم الذي انطلق من غينيا. وكشف رئيس الوزراء الغيني أمادو أوري باه عن أن "معظمهم غادروا من ماتام"، وهي واحدة من البلديات التي تشكل العاصمة الغينية كوناكري.

وجرى الإبلاغ عن غرق القارب في الأيام الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن السلطات لم تحدد عدد الضحايا.

وبحسب أقارب الضحايا الذين تحدثوا لوكالة "فرانس برس"، فإن أبنائهم غادروا البلاد نهاية الشهر الماضي، بينما وقعت الحادثة في الأيام الأولى من الشهر الجاري.

تتصدر غينيا قوائم الهجرة، نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة

ولم تصدر أي تحقيقات رسمية تكشف عن سبب غرق القارب. لكن رئيس الوزراء أوري باه، قال إنه يختلف مع الادعاءات بأن المهاجرين كانوا ضحايا للعنف الإجرامي نتيجة لشجار وقع مع الطاقم، وليس غرق المركب. وعزا هذه المزاعم لـ"الأفراد الذين اتهمهم بالسعي إلى التسبب في انفجار اجتماعي في غينيا".

وأعرب رئيس الوزراء الغيني عن أسفه للحادثة، وتحدث عن آلاف الشباب الغينين الذين ينتظرون في بلدان مختلفة من أجل إعادتهم إلى وطنهم بعد محاولتهم المغادرة.

وكشف عن أعداد الغينين الذين ينتظرون إعادتهم إلى بلاده، قائلًا: "لدينا الآن قرابة 3 آلاف من شباننا ينتظرون إعادتهم إلى وطنهم في النيجر، و1200 في الجزائر، و400 في مصر، والآلاف في المخيمات في إيطاليا، ناهيك عن الولايات المتحدة الذين لن نعرف عدد من فيها". مشيرًا إلى أن بلاده تشهده"نزيفًا"، نتيجة هجرة الشبان المستمرة.

يذكر أنه في عام 2023، وصل إلى السواحل الإيطالية أكثر من 150 ألف مهاجرًا كان من بينهم أكثر من 18 ألف غينيًا. وهذا العدد يضع الغينين في مقدمة المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.

وقال مدير مختبر التحليل الاجتماعي الأنثروبولوجي في جامعة كيبيك الحسن بالدي، إن "عدم الاستقرار السياسي الذي يسود في البلاد، إلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب، هو سبب هذه الهجرة". موضحًا أن "جميع الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال فشلت في إخراج البلاد من الأزمة، مما تسبب في أزمات اجتماعية متكررة، وهو ما جعل غينيا، مكانًا لا يمكن النجاح فيه".

ويشير بالدي إلى أن الانقلاب الذي قاده العقيد مامادي دومبويا في 5 أيلول/سبتمبر 2021 والذي أدى إلى سقوط الرئيس ألفا كوندي بعد 11 عامًا من الحكم، "أثار الأمل بين جميع الغينين"، الذين تقل أعمار 61.6% منهم عن 25 عامًا. وحينها، توقع السكان أن تتغير الأمور، لكن سرعان ما عاد الإحباط الذي يتم التعبير عنه من خلال مظاهرات عنيفة، وهو ما يخلق دائرة عنف متواصلة.