تتعدّد أسباب خمول الغدة الدرقية من مُصابٍ إلى آخر، إلّا أنّ أعراض الإصابة ذاتها تقريبًا عند جميع المصابين.
تستعرض هذه المقالة أعراض خمول الغدة الدرقية وأسبابها، ودرجات خمول الغدة الدرقية الثلاثة، وما هو علاج خمول الغدة الدرقية المُتاح وهل يمكن الشفاء التام من خمول الغدة الدرقية؟
أعراض خمول الغدة الدرقية
يُعرَّف خمول أو قصور الغدة الدرقية "Hypothyroidism" على أنّه حالة صحية شائعة لا تُفرز خلالها الغدة الدرقية أو تُفرز كمياتٍ غير كافيةٍ من هرمون الغدة الدرقية في مجرى الدم، مما يؤثر في عملية التمثيل الغذائي ويجعلها تتباطئ، ويُمكن أن يُعاني المصاب بخمول الغدة الدرقية الشديد جدًا بما يُعرف بالوذمة المخاطية؛ وهي حالة خطيرة جدًا ومهددة للحياة تتسبب في حدوث أعراض خطيرة بما في ذلك:
-
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- فقر الدم.
- فشل القلب.
- الارتباك.
- الغيبوبة.
بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما تتطور أعراض خمول الغدة الدرقية ببطء مع مرور الوقت، ويُمكن أن تشمل الأعراض الشائعة عند البالغين التالية:
-
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- الشعور بالتنميل والوخز في اليدين.
- الإصابة بالإمساك.
- زيادة الوزن.
- المعاناة من ألم في جميع أنحاء الجسم، ويُمكن أن يشمل ذلك ضعف العضلات.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم عن المعدل الطبيعي.
- الشعور بالاكتئاب.
- عدم القدرة على تحمّل درجات الحرارة الباردة.
- جفاف البشرة والشعر وخشونتهما.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- حدوث دورات شهرية متكررة وغزيرة.
- رؤية التغييرات الجسدية في الوجه بما في ذلك تدلي الجفون، والانتفاخ في العينين والوجه.
- تغييرات في الصوت بحيث يُصبح منخفضًا وأجش.
- الشعور بالنسيان أكثر، وهو ما يُعرف بضباب الدماغ.
ومن الجدير بالذكر؛ يُمكن أن يُصاب الأطفال الصغار والرُّضغ كذلك بخمول الغدة الدرقية، وتشمل أعراض خمول الغدة الدرقية الشائعة عند الرُّضع ما يأتي:
- اصفرار الجلد وابيضاض العينين أو ما يُعرف باليرقان، ويحدث عادةً عندما يتعذر على كبد الطفل استقلاب مادة تُسمى البيليروبين؛ والتي تتكون غالبًا عندما يُعيد الجسم تدوير خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة.
- لسان كبير وبارز.
- صعوبة في التنفس.
- بكاء أجش.
- فتق سري.
مقالات قد تهمّك:
فرط إفراز الغدة الدرقية.. الأعراض وسبل العلاج
مع تقدم المرض، من المرجح أن يواجه الأطفال صعوبةً في الرضاعة، وقد يفشلون في النمو والتطور طبيعيًا، إضافةً إلى الأعراض التالية:
- الإمساك.
- ضعف العضلات.
- النعاس المفرط.
- التخلّف البدني أو العقلي الشديد عندما لا يتم علاج أسباب خمول الغدة الدرقية عند الرضع حتى في الحالات الخفيفة منها.
في حين أن الأطفال والمراهقين المصابين بخمول الغدة الدرقية يُعانون من الأعراض ذاتها التي يُعاني منها البالغون، إلا أنهم قد يُعانون من أعراض أخرى وهي:
-
- ضعف النمو والذي يؤدي إلى قصر القامة.
- تأخّر نمو الأسنان الدائمة.
- تأخّر البلوغ.
- ضعف النمو العقلي.
درجات خمول الغدة الدرقية
يُقسم خمول الغدة الدرقية لدرجاتٍ متفاوتةٍ بناءً على أسباب خمول الغدة الدرقية الكامنة وراء حدوثه، وفيما يلي توضيحًا لذلك:
- خمول الغدة الدرقية الأولي: يحدث ذلك بسبب مشكلة في الغدة الدرقية ذاتها.
- خمول الغدة الدرقية الثانوي: يحدث عندما تتداخل مشكلة أخرى مع قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات، على سبيل المثال تُفرز الغدة النخامية أو تحت المهاد هرمونات تُحفّز إفراز هرمون الغدة الدرقية، ويُمكن أن تؤدي مشكلة في إحدى هذه الغدد إلى خمول الغدة الدرقية.
- خمول الغدة الدرقية الثالثي: في بعض الأحيان يُطلق على الغدة الدرقية غير النشطة التي تنتج عن مشكلة في منطقة ما تحت المهاد اسم خمول الغدة الدرقية الثالثي.
أسباب خمول الغدة الدرقية
السبب الأكثر شيوعًا لخمول الغدة الدرقية هو اضطراب في المناعة الذاتية يُعرف بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، وفيه يُنتج الجسم أجسامًا مضادة تُهاجم الغدة الدرقية وتدمرها، وقد يحدث كذلك بسبب عدوى فيروسية. وتشمل أسباب خمول الغدة الدرقية الأخرى ما يلي:
-
- العلاج الإشعاعي لمنطقة الرقبة.
- العلاج باليود المُشع.
- استخدام بعض الأدوية كتلك التي تُعالج مشاكل القلب والحالات النفسية والسرطان.
- جراحة الغدة الدرقية بما في ذلك استئصال الغدة الدرقية.
- نقص اليود في النظام الغذائي.
- الحمل.
- مشاكل الغدة الدرقية عند الولادة.
- تلف الغدة النخامية أو اضطرابها.
- اضطراب الغدة ما تحت المهاد.
علاج خمول الغدة الدرقية
عادةً ما يُعالج خمول الغدة الدرقية عن طريق تناول أقراص يومية بديلة للهرمون يُسمى ليفوثيروكسين، والذي يحلّ محلّ هرمون الثيروكسين الذي لا تُفرزه الغدة الدرقية بشكل كافٍ. وقبل البدء بتناول الدواء، يخضع المصاب لاختبارات دم منتظمة لتحديد الجرعة الصحيحة من الليفوثيروكسين، وقد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت، ويُمكن البدء بجرعة منخفضة من الليفوثيروكسين ثم زيادتها تدريجيًا اعتمادًا على كيفية استجابة الجسم للعلاج؛ إذ قد يبدأ بعض الأشخاص في الشعور بالتحسّن بعد فترةٍ وجيزةٍ من بدء علاج خمول الغدة الدرقية، بينما لا يلاحظ الآخرون تحسنًا في أعراضهم لعدة أشهر. ويؤخذ دواء الليفوثيروكسين في الوقت ذاته يوميًا، ويُنصح عادةً بتناوله في الصباح على الرغم من أن بعض الأشخاص يفضلون تناوله في الليل. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تتغير فعالية الأقراص إذا تفاعلت مع أدوية أو مكملات غذائية أو أطعمة أخرى، لذلك يجب بلعها بالماء على معدة فارغة، وكذلك تجنّب تناولها لمدة 30 دقيقة بعد ذلك.
هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية؟
لحسن الحظ يُعد خمول الغدة الدرقية عمومًا حالة ًصحيةً قابلةً للعلاج للغاية؛ إذ يُمكن السيطرة عليها بالأدوية المنتظمة، والالتزام بمواعيد المتابعة مع الطبيب المعالج. ومن الجدير بالذكر؛ تُعد الغدة الدرقية الخاملة حالة صحية تستمر مدى الحياة، لذا يحتاج المصابون بها عادةً إلى تناول الأدوية الموصوفة للعلاج لبقية حياتهم.
المتابعة الطبية للمصابين بخمول الغدة الدرقية
فيما يأتي توضيحًا لإجراءات المتابعة مع الطبيب المعالج للمصابين بخمول الغدة الدرقية وأبرز النصائح:
- يحتاج المصاب لإجراء فحص هرمون الغدة الدرقية "TSH" من 6-10 أسابيع بعد تغيير جرعة هرمون الغدة الدرقية، بينما قد تحتاج الحوامل المصابات أو المصابين الذي يتناولون دواءً يتعارض مع قدرة الجسم على استخدام هرمون الغدة الدرقية لفحوصاتٍ مستمرة ومنتظمة.
- يجب أن يحصل الأطفال المصابون بخمول الغدة الدرقية على جميع علاجاتهم اليومية، وكذلك فحص مستويات هرمون "TSH" أثناء نموهم لمنع التخلف العقلي وتوقف النمو، وبمجرد أن تستقر جرعة هرمون الغدة الدرقية يُمكن العودة لإجراء اختبارات "TSH" مرةً واحدةً سنويًا.
- تشمل الحالات وأعراض خمول الغدة الدرقية التي تستوجب مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكنٍ ما يأتي:
- عودة الأعراض مُجددًا أو أن تزداد سوءًا.
- الرغبة في تغيير جرعة هرمون الثيروكسين أو العلامة التجارية، أو تغيير تناول الدواء مع الطعام أو بدونه.
- في حال اكتساب أو فقدان الكثير من الوزن.
- البدء بـ أو التوقف عن تناول دواء يُمكن أن يتداخل مع امتصاص هرمون الغدة الدرقية بما في ذلك بعض مضادات الحموضة ومكملات الكالسيوم وأقراص الحديد، والأدوية التي تحتوي على الإستروجين، أو الأدوية المستخدمة للسيطرة على النوبات.
- عدم تناول الدواء الموصوف بانتظام.
- الرغبة في إيقاف العلاج.
الشفاء التام من خمول الغدة الدرقية
كما أُسلف الذكر، تُعد أسباب خمول الغدة الدرقية حالةً صحيةً تستمر مدى الحياة، ولا يمكن الشفاء التام من خمول الغدة الدرقية، إلا أنه على الأرجح يُمكن السيطرة عليها تمامًا باستخدام الدواء البديل لهرمون الغدة الدرقية وهو الليفوثيروكسين طالما أن المصاب يتناول الجرعة الموصى بها وفقًا للتعليمات. لذا على المصابين بخمول الغدة الدرقية ألّا يتوقفوا أبدًا عن تناول الدواء دون التحدث مع الطبيب أولًا؛ علمًا أنه يُمكن أن يُسبب تناول الكثير من أدوية هرمون الغدة الدرقية مشاكل خطيرة في الجسم، بما في ذلك الرجفان الأذيني وهشاشة العظام.
المراجع
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12120-hypothyroidism
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hypothyroidism/symptoms-causes/syc-20350284
- https://www.nhs.uk/conditions/underactive-thyroid-hypothyroidism/treatment/
- https://www.thyroid.org/hypothyroidism/
- https://www.webmd.com/women/hypothyroidism-underactive-thyroid-symptoms-causes-treatments
- https://www.niddk.nih.gov/health-information/endocrine-diseases/hypothyroidism