14-فبراير-2020

أدخلت مزاريب غرغول على العمارة الأوروبية في حدود القرن الـ13 ميلادية (Pinteres)

غرغول أو "Gargoyle"، هو المزراب الحجري المصور على شكل كائنات أسطورية قبيحة المنظر ومخيفة، تبرز في العمارة الأوروبية القديمة، وخاصة كنائس وكاتدرائيات القرون الوسطى.

أدخلت المزاريب الحجرية المصورة على شكل كائنات أسطورية مخيفة، إلى العمارة الأوروبية، في حدود القرن الـ13 ميلادية

أُدخلت المزاريب بهذه الأشكال إلى الفن المعماري الأوروبي، في حدود القرن الـ13 ميلادية، خلال فترة ازدهار الفن المعماري القوطي، والتي امتدت ما بين القرنين الـ12 والـ16.

اقرأ/ي أيضًا: بالصور: 6 حقائق نادرة عن كاتدرائية نوتردام

أصل غرغول (Gargoyle) لغويًا

أما كلمة "Gargoyle"، فتذكر بعض المراجع أنها مشتقة من الكلمة الفرنسية القديمة "Gargoule"، والتي تعني "حَلق". وتقول بعض المصادر إن الكلمة مشتقة من مصدر سمعي لصوت ماء المطر داخل المزاريب الحجرية، والذي يشبه الغرغرة المسماه في الفرنسية "Gargouiller"، ومنها اشتقت كلمة غرغول.

غرغول

ومع الوقت أصبحت كلمة غرغول أو "Gargoyle" شائعة الاستخدام للإشارة تحديدًا إلى المزاريب الحجرية التي تتخذ أشكال كائنات أسطورية مخيفة وقبيحة الشكل.

ما سر المزاريب المخيفة؟

كان الهدف الأساسيّ من نحت المزاريب الصخريّة الخارجيّة للمباني، بصورة هذه الأشكال القبيحة والمخيفة، هو إبعاد الأرواح الشريرة، إذ اُعتقد بأن تصوير المزاريب الناتئة بهذا الشكل، سيؤدي إلى هروب الأرواح الشريرة ذعرًا.

غرغول

أما تلك الداخليّة، والتي تُشاهد بكثرة داخل الكاتدرائيات والكنائس التي تعود للقرون الوسطى خاصة، فيرى بعض الخبراء أنها صممت بهذا الشكل، بغرض تقديم عِظة صامتة لرواد الكنيسة، وذلك عن طريق الإيحاء بأن تلك الأشكال القبيحة تمثل الشر أو الشيطان الذي يتربص بالمؤمنين ويتحين لهم الفرص، استنادًا إلى ما قاله القديس بطرس: "كُن متيقظًا دائمًا، لأن خصمك الشيطان مثل أسدٍ مُتأهب، يطوف حولك ويتحين الفرصة للانقضاض عليك".

الأصول الأسطورية

أما عن الأصول الأسطورية، فتروي إحدى الأساطير أنَّ تنينًا يُدعى "La Gargouille" كان يعيش في نهر السين، وكان يشكّل مصدر رعبٍ لأهل بلدة روان الفرنسية، إذ كان هذا التنين الأُسطوري يمتلك أجنحةً هائلة وفمًا عملاقًا ينفث منه النيران. وكان التنين يحرق بنيرانه أراضي الفلاحين، ويحطم السفن التي تعبر النهر. 

غرغول

لذلك، واتقاءً لشروره، كان الفلاحون يقدمون له أُضحيةً بشريةً كل عام، إلى أن جاء القديس رومانوس ووافق على أن يحارب التنين ويقتله، شريطة أن يؤمن جميع أهل البلدة بالمسيحية، وأن يقيموا كنيسة في بلدتهم تُسمى تيمنًا به. 

وبالفعل، وفقًا للأسطورة، حارب القديس رومانوس التنين وأحرق جسده لكن رأسه لم يحترق، فعُلّق فوق باب الكنيسة التي بناها أهل البلدة. وبحلول الشتاء كانت مياه الأمطار تنهمر خلال رأس التنين المعلقة، فاستلهم الناس منها فكرة المزراب الحجري ذو الشكل المخيف.

الكايميرا
تماثيل الكايميرا

هناك الكايميرا أيضًا

وإلى جانب تصوير المزاريب على هيئة كائنات خرافية قبيحة الشكل، لأغراض الحماية، وأيضًا بغرض التزيين؛ استخدمت تماثيل الكايميرا بشكل كبير. والكايميرا أو "Chimera" هو كائن أسطوري يوناني، برأس أسد على جسد ماعز وذيل حيّة، قبل أن تستخدم الكلمة للإشارة إلى الكائنات الأسطورية من ذات الهيئة، أي برأس حيوان على جسد حيوان آخر.

الهدف الأساسيّ من نحت المزاريب الصخريّة الخارجيّة للمباني بصورة هذه الأشكال القبيحة والمخيفة، هو إبعاد الأرواح الشريرة

وبمرور الوقت أصبحت كلمة غرغول تستخدم للإشارة لكل هذه الأشكال الناتئة على الأبنية الأوروبية القروسطية، سواءً المزاريب الحجرية المنحوتة على أشكال كائنات أسطورية مخيفة، أو تماثيل الكايميرا متعددة الأشكال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العمران الجزائري.. تراث مضيّع وحداثة مستعجلة

أساطير المغرب.. عالم الإنس والجان