انتشرت في الآونة الأخيرة بعد وقوع زلزال تركيا في السادس من شباط/ فبراير مشاهد لالتماع وميض أبيض مائل إلى الزرقة في الأفق قبيل وقوع الزلازل، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا إذ تضاربت التفسيرات حول ماهيته ما بين تماس كهربائي وعاصفة رعدية وانفجار لأسلحة حديثة، فما هو هذا الـ "البرق" الذي يسبق الزلازل؟ ولماذا نراه؟
وفقًا لموقع ناشونال جيوغرافيك، فإن هذه الأضواء التي تظهر على شكل وهج أو شرائط أو كرات مضيئة قد تكون ناتجة عن شحنات كهربائية تنطلق في أنواع معينة من الصخور أثناء حدوث نشاط زلزالي كبير، فمثلًا تحتوي صخور البازلت والغابرو على شوائب يمكن أن تطلق شحنات كهربائية.
الموقع يذكر أن الظروف التي كانت مواتية لحدوث هذه الظاهرة اجتمعت في أقل من 0.5% من الهزات الأرضية التي وقعت في جميع أنحاء العالم، كما لوحظ أن هذه الظاهرة تحدث قبل الزلزال أو أثناءه فقط، وليس بعده.
رغم أن الظاهرة لا تزال قيد الدراسة، يعتقد علماء أنها قد تكون ناتجة عن شحنات كهربائية تخرج من باطن الأرض.
ويشير الموقع إلى دراسة توصلت إلى أن ضغط الصخور المتصادمة أثناء الزلزال يولد شحنات كهربائية تؤين ذرات الأكسجين وتنتقل على طول الصدوع الجيولوجية من باطن الأرض إلى سطحها، ثم تتفاعل مع الغلاف الجو وتنتج عنها ظاهرة أضواء الزلزال، فالأضواء في هذه الحالة تكون عبارة عن سحابة من الغاز تشكلت من خلال تأين جزيئات مشحونة أطلقت من باطن الأرض.
الموقع ذكر حدوث ظاهرة أضواء الزلزال عدة مرات، دُرِست منها 65 حالة ويعود بعضها إلى 1600 عام، وفي بعض الحالات حدثت الظاهرة قبل وقوع الزلزال بساعات بل وبأيام عدة، وهو ما من شأنه أن يساعد ربما في الوقاية من الزلازل في بعض الحالات والتنبؤ بوقوعها.