17-يوليو-2024
أطباء بلا حدود في السودان

تعرضت مستشفيات أطباء بلا حدود لهجمات متكررة في السودان (أطباء بلا حدود)

كشفت منظمة "أطباء بلا حدود" أن ثلث من يدخل المستشفيات جراء الإصابات المرتبطة بالمعارك الدائرة في السودان، هم من النساء والأطفال دون العاشرة.

جاء ذلك في تصريحات لرئيس المنظمة الدولية، كريستوس كريستو، الذي وصل إلى بورتسودان لإجراء مباحثات مع الحكومة السودانية لتنسيق وصول الخدمات الطبية إلى السكان المتضررين، وتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية.

ولفت كريستو، الأسبوع الماضي، إلى أن السودان يشهد: "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود"، وأن الاستجابة الإنسانية غير كافية على الإطلاق.

وأشار إلى أن الحكومة السودانية تتعمد عدم منح تصاريح لفرق الإغاثة، والمساعدات الإنسانية، تمكنهم من الوصول إلى مناطق القتال.

قال كريستو إن السودان يشهد إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود، وإن الاستجابة الإنسانية غير كافية على الإطلاق

وقال كريستو إن: "العديد من المنظمات اختارت موقفًا متحفظًا، وهو الانتظار لمعرفة كيفية تطور النزاع"، الدائر في السودان منذ أكثر من عام.

ومع تفشي خطر المجاعة وعدم ظهور أي مؤشرات على توقف الحرب، طالب كريستو من المنظمات الأخرى، وخاصةً وكالات الأمم المتحدة،بالعودة وبذل المزيد من الجهود.

ولم تتمكن معظم منظمات الإغاثة من إرسال مساعدات إلا إلى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الجيش السوداني، فيما اتهمت الأمم المتحدة الطرفين بوضع "عوائق منهجية" و"حرمان متعمد" من الوصول إلى المساعدات الإنسانية. 

وقد تعرضت مستشفيات المنظمة، وهي المرافق الطبية الوحيدة العاملة في معظم أنحاء السودان، إلى هجمات متكررة بحسب تصريحات رئيسها لوكالة "الصحافة الفرنسية".

وقال كريستو: "ما زلنا نعاني من أعمال نهب وتعرّض الطواقم الطبية للمضايقة، وفقدنا أشخاصًا".

وفي هذا السياق، علقت منظمة "أطباء بلا حدود" عملها في المستشفى التركي بالخرطوم، وقامت بإجلاء فريقها بسبب الهجمات داخل وخارج المستشفى، والتهديدات التي تستهدف حياة أفراد الفريق.

وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أنها: "استطاعت توفير العلاج المباشر والمستمر والمنقذ للحياة في هذا المرفق الطبي لمدة 14 شهرًا تقريبًا، على الرغم من العوائق الكثيرة، والمتعمّدة في كثير من الأحيان، التي تضعها الأطراف المتحاربة. إلا أن هذا الدعم المباشر لم يعد ممكنًا الآن إثر أحداث وقعت مؤخرًا".

وحثت المنظمة الدولية الأطراف المتحاربة على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى. كما شددت على ضرورة منح التصاريح اللازمة للعاملين في المجال الإنساني حتى يتمكنوا من التحرك عبر الخطوط الأمامية.

لكن نتيجة للحصار المستمر الذي تفرضه السلطات السودانية على المنظمات الإنسانية، لفتت "أطباء بلا حدود" إلى أن الكثير من المرافق تكافح من أجل إبقاء أبوابها مفتوحة، محذرةً من أن حياة وصحة الملايين من الناس في الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد معرضة للخطر.