يشغل النظام الغذائي لمريض السكري حيزًا ذا أهمية كبيرة في تنظيم مستويات السكر لديه. ولا يقتصر الأمر فقط على نوع الأطعمة الواجب اختيارها، إنما يجب أخذ وقت تناول الوجبة، وكميتها بعين الاعتبار لضمان المحافظة على استقرار مستوى السكر في الدم وعدم ارتفاعه. وبالطبع يجب ألّا ننسى أهمية ممارسة التمارين الرياضية أو زيادة النشاط البدني خلال اليوم.
يُنصح بتناول ما يتراوح بين 1.5-2.5 كوب من الفواكه يوميًا.
أفضل 10 أطعمة لمرضى السكر
يمكن لمريض السكري تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي قد تعود بالفائدة عليه، مع الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم. مع الحرص على اختيار الأطعمة المنخفضة في السكر، والغنية بالألياف الغذائية، والدهون الصحية، والبروتينات. وفيما يأتي أفضل 10 أطعمة لمرضى السكر.
1. الخضروات غير النشوية
تُعد الخضروات غير النشوية مثل الجزر، والطماطم، والبروكلي، والملفوف، والخضروات الورقية الخضراء كالسبانخ والجرجير، والقرنبيط، وغيرها، واحدة من أفضل الأطعمة لمرضى السكر. فهي مصدر غني بالمعادن، والفيتامينات، بالإضافة إلى الألياف التي تساعد على الشعور بالشبع لمدة أطول، وتُقلل مستوى الكوليسترول الضار في الدم. بالإضافة إلى دورها في تنظيم مستوى السكر في الدم، وتنظيم الوزن والحيلولة دون زيادته وفقًا لما أظهرته نتائج إحدى الدراسات. وعادةً ما يرتبط مرض السكر بأمراض القلب، وبالتالي فإن تناول الخضروات الغنية بالنترات مثل الشمندر والجرجير والخس يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن المعروف أن الخضروات من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامينات فيتامين أ، وفيتامين سي، وفيتامين E. ويكمن دورها في التقليل من الجذور الحرة التي تنتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم ما يؤدي إلى تأكسد سكر الجلوكوز، وبالتالي التسبب بالعديد من المشاكل الصحية بما فيها الالتهاب المرتبط بمرض السكري.
2. البيض
للبيض العديد من الخصائص التي تعود بالفائدة على مرضى السكري والتي تجعله ضمن قائمة أفضل 10 أطعمة لمرضى السكر. إذ إنه يساعد على تقليل مستويات الكولسترول الضار LDL، ورفع مستويات الكوليسترول الجيد HDL، ويقلل من الالتهاب، إلى جانب تحسين حساسية الإنسولين. وفي إحدى الدراسات تبيّن أن تناول البيض على الفطور مع تقليل كمية الكربوهيدرات قد يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم على مدار اليوم.
3. الأسماك الدهنية
الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون، والماكريل، والسردين، تعتبر من أفضل الأطعمة لمرضى السكر لمحتواها من الأحماض الدهنية الأوميغا-3 بنوعيها DHA و EPA، والتي تساعد على تقليل خطر إصابة مرضى السكر بالجلطات وأمراض القلب إذا ما تم تناولها بانتظام. كما لها دورٌ في حماية الخلايا المغلفة للأوعية الدموية مما يقلل فرص الإصابة بالالتهاب، وبالتالي تحسين وظائف الشرايين. كما توفر هذه الأسماك كمية جيدة من البروتين الذي يساعد على الشعور بالشبع مدة أطول، والمحافظة على استقرار مستويات السكر في الدم.
4. البقوليات
البقوليات كالعدس والحمص والفاصوليا بأنواعها. غنية بفيتامينات ب، وبعض المعادن مثل المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم. كما أنها تُعد مصدرًا نباتيًا للبروتين والألياف الغذائية التي تعطي شعورًا بالشبع لمدة أطول، وتساعد الجهاز الهضمي على امتصاص كميات أقل من الكربوهيدرات ما يقلل من ارتفاع السكر في الدم. ويُعتقد وفقًا لنتائج إحدى الدراسات أن الفاصوليا تساعد على خفض مستوى سكر الجلوكوز في الدم والسكر التراكمي لدى الأشخاص المصابين بالسكري. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات هذه النتائج.
5. الأفوكادو
يُصنف الأفوكادو كواحدٍ من أفضل الأطعمة لمرضى السكر، وذلك لمحتواه المنخفض جدًا من الكربوهيدرات والسكر بما يقلّ عن 1 غرام في الحبة الواحدة، ولكونه غنيًا بالألياف الغذائية والدهون الصحية. الأمر الذي يحول دون رفع مستويات السكر في الدم عند تناوله. كما يرتبط تناوله بتقليل مؤشر كتلة الجسم والوزن بشكل ملحوظ. ومن الجدير بالذكر أنه يوجد احتمال أن يساعد الأفوكادو على التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري. ففي دراسة مخبرية لوحظ وجود جزيئات دهنية موجودة فقط في الأفوكادو قادرة على التقليل من التأكسد الحاصل على العضلات الهيكلية والبنكرياس الأمر الذي يُقلل من مقاومة الإنسولين. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج بحاجة إلى مزيد من الدراسات على البشر لتأكيدها.
6. الحبوب الكاملة
توفر الحبوب الكاملة مثل الكينوا، والأرز البني، والشعير، والشوفان والبرغل نسبة جيدة من الألياف الغذائية الضرورية لمرضى السكر لما لها من تأثير في إبطاء عملية الهضم وامتصاص المغذيات، وبالتالي الحفاظ على مستوى السكر في الدم مستقرًا. بالإضافة إلى أنها تعطي شعورًا بالشبع لمدة أطول الأمر الذي يساعد على التحكم في الوزن. ومن الجدير بالذكر أن الحبوب الكاملة قد تساعد أيضًا على تقليل مستوى الإنسولين، والكوليسترول الضار في الدم.
7. الفواكه
لا شك أنه مر على مسامعنا أن الفواكه من الأطعمة الممنوعة لمرضى السكري بسبب محتواها من السكر. لكن في الحقيقة يمكن لمريض السكري تناول الفواكه الطازجة مع الحرص على الاعتدال في الكميات. فهي من الركائز الأساسية في النظام الغذائي المتوازن. إذ تحتوي الفواكه على الألياف الغذائية الضرورية لمريض السكري، إلى جانب احتوائها على المعادن والفيتامينات التي تدعم صحة الجسم.
وفقًا للتوصيات فإنه يُنصح بتناول ما يتراوح بين 1.5-2.5 كوب من الفواكه يوميًا. كما يُنصح بتناولها مع مصدر للبروتين مثل زبدة الفستق أو الجبن أو اللبن الزبادي لتقليل امتصاص السكر منها. ومن أفضل أنواع الفواكه التي يمكن لمريض السكر تناولها؛ الحمضيات، والتوتيات، والتفاح، والإجاص، والمشمش.
8. منتجات الألبان
بما فيها اللبن الزبادي اليوناني الذي يُعد مصدرًا جيدًا بالبروتين الذي يساعد على تقليل الشهية والشعور بالشبع لمدة أطول، وتقليل كمية السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم، وبالتالي خسارة الوزن. كما أنه مصدر منخفض بالكربوهيدرات بما يعادل 6-8 غرامات فقط في الحصة الواحدة، وذلك بالمقارنة باللبن الزبادي العادي. بالإضافة إلى ذلك فقد ظهر في إحدى الدراسات الحديثة وجود علاقة بين تناول منتجات اللبن والحليب قليلة الدسم وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكر.
9. المكسرات والبذور
تحتوي بعض أنواع المكسرات على الألياف الغذائية. كما تُعرف بدورها في الحفاظ على صحة القلب لدى الأصحاء والمصابين بالسكري لاحتوائها على الأحماض الدهنية الأوميغا-3. ففي دراسة أجريت على ما يقارب 16 ألف مشارك يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، تشير نتائجها إلى أن إعطاء المشاركين أنواعًا مختلفة من المكسرات بما فيها الفستق الحلبي، والجوز، والبندق، واللوز، ساعد على تقليل خطر إصابتهم بأمراض القلب.
كما أثبتت بذور الشيا فعاليتها في التقليل من الشعور بالجوع، والشعور بالشبع مدة أطول. وذلك بسبب الألياف الغذائية الموجودة فيها والتي تشكل مادة هلامية عند تعرضها للماء. وتشير الأبحاث إلى أن تناول بذور الشيا قد يرتبط بتقليل الوزن، وتنظيم مستوى السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بالسكري.
10. زيت الزيتون البكر
يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على أحد أنواع الدهون أحادية اللاإشباع والذي يُعرف بحمض الأوليك، والذي قد يساعد على تحسين مستوى السكر في الدم، وتقليل مستويات الدهون الثلاثية. والتي غالبًا ما يرتبط ارتفاعها بمرض السكري. ونظرًا إلى أن مرضى السكري معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب، فلا بد من تناول زيت الزيتون البكر لما يوفره من خصائص مضادة للأكسدة تساعد على تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض. وذلك وفقًا لما ثبت في تحليل أجري على 32 دراسة حول أنواع مختلفة من الزيوت.
يمكن لمريض السكري تناول الأطعمة التي يفضلها مع إجراء بعض التعديلات كاختيار الحبوب الكاملة بدلًا من المكررة. وتناول الفواكه الطازجة والكاملة بدلًا من شرب عصيرها. واختيار اللحوم التي تحتوي على كمية منخفضة جدًا بالدهون. وزيادة كمية الألياف الغذائية خلال اليوم من خلال زيادة حصة الخضروات المتناولة. إلى جانب تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم. والحرص على تناول السعرات الحرارية والكربوهيدرات ضمن الاحتياج اليومي، والذي يمكن معرفته وضبطه من خلال المتابعة مع اختصاصي التغذية.