بعد شهرين فقط من اشتراكه في موقع "أنا عربي" الإلكتروني، أصبح يزن، 12 عامًا، يدرك جيدًا أحداث الأندلس ومعركة "عين جالوت"، فقد قرأ هذا الطفل الذي يعيش في بلجيكا سلسلة قصصية متكاملة تناولت أحداث الأندلس على شكل مغامرة، وقرأ سلسلة أخرى تناولت حكاية للملك المظفر سيف الدين قطز في معركة "عين جالوت".
يقوم موقع "أنا عربي" على فكرة تقديم خدمة قراءة قصص إلكترونية للأطفال العرب من سن 12 - 18 ويستهدف خاصة أطفال الجاليات العربية في الغرب
على هذا الموقع الإلكتروني، الذي صممته فتاة من قطاع غزة مع زميلاتها، سلسلة من القصص، كسلسلة "إنقاذ المستقبل"، "عالم الأعماق"، "البساط المتكلم"، "النظارة العجيبة"، "أزهار تحت العاصفة"، والتي تناولت أحوال أطفال غزة تحت العدوان، حيث تقوم فكرة الموقع على تقديم خدمة قراءة قصص إلكترونية للأطفال العرب من سن 12 - 18، وبذلك تصبح القصص متوفرة في كل وقت وبسهولة مقابل اشتراك رمزي سنوي، ويستهدف الموقع بشكل رئيسي أطفال الجاليات العربية في الغرب، فهو يساعدهم على التواصل مع اللغة والثقافة العربية.
محتوى عربي وتاريخي
تقوم فكرة الموقع على إيجاد محتوى متميز من القصص يدمج بين الثقافة والعلوم والأخلاق والتاريخ والتكنولوجيا، ويستخدم أسلوب الخيال والمغامرة التي تحقق المتعة والفائدة، تقول مطورة البرمجيات وصاحبة الفكرة أسماء أبو تيلخ: "جاءت الفكرة من خلال متابعتي المسلسلات الكرتونية خاصة الإنمي الياباني، بدأت التفكير في شيء يشبه هذا المحتوى لكن يناسب ثقافتنا العربية وينافس المحتوى الأجنبي من حيث القيمة والجودة العالية".
وتضيف لـ"ألترا صوت" أنهم "في البداية ترددوا حول إمكانية قبول وحاجة المجتمع العربي لمثل هذا الموقع أم لا، ثم تفاجأوا بكم التجاوب والتعطش لمثل هذه المواقع حتى بدأ المستخدمون يشاركونهم بإضافات ومقترحات". وتوضح أسماء: "هدفنا خلق هذا المحتوى، وتغطية النقص العربي في مجال رسوم الكرتون والقصة المصورة على الإنترنت، نأمل أن نوجد منتجًا يحل بديلًا عن المنتج الغربي الموجود في الأسواق ويتناسب مع ثقافتنا وأخلاقنا العربية".
يهدف موقع "أنا عربي" لتغطية النقص العربي في مجال رسوم الكرتون والقصص المصورة على الإنترنت
على هذا الموقع يتم التركيز على التاريخ العربي الإسلامي كعامل أساسي في السرد القصصي، فقد جاء ذلك من إحساس الفريق بمشكلة فقر المعلومات التاريخية لدى الجيل الحالي، تقول أسماء: "أفردنا سلسلة متكاملة لأحداث الأندلس، نعرف من خلالها الطفل على أحداث الأندلس بحبكة مغامرة، نحرص أن يكون ما يميز قصصنا التوجه التاريخي".
تقول أسماء: "نحن في طور تطوير القصص لتصبح مسموعة، بحيث يسمع الطفل لفظ الكلمة ويتمكن أكثر من القراءة، نذهب باتجاه أن يكون هناك الكثير من التفاعلية بين المستخدم والقصة بحيث تساعد الطفل على الخيال أكثر". وتتابع: "خطواتنا القادمة تحويل القصص التي ننتجها إلى فيلم كرتوني، نعمل بشكل أساسي على تطوير محتوى القصة والسيناريو الذي يجب أن يشاهده الأطفال".
رسومات مناسبة
يسعى القائمون على موقع "أنا عربي" ليكون المنصة الأولى في إنتاج القصص والروايات والأفلام الكرتونية في الوطن العربي والعالم، ويطمح القائمون عليه إلى أن يُترجم المحتوى إلى لغات متعددة.
من أجل ذلك تجتهد المصممة صابرين الباز، 28 عامًا، لتطوير الموقع مع زميلاتها، تجلس أمام حاسوبها الخاص، تقرأ بصمت القصة الجديدة التي يريد الفريق العمل عليها. تتمثل مهمة صابرين، خريجة تعليم الحاسوب، في الخروج بصورة مناسبة لكل صفحة من صفحات القصة، وهي مهمة كما تقول "شاقة وممتعة"، وتضيف: "بعدما نتفق على تصميم صورة ما، أسارع إلى تنفيذها باستخدام الفوتوشوب". وتتابع صابرين لـ"ألترا صوت": "لكل قصة صورها الخاصة، صورها التي يجب أن تناسب الهدف والفكرة والطفل، الصورة هي الشيء الرئيس لجذب الأطفال لقراءة القصة وتخيلها".
تأمل صابرين إلى تحويل الصور التي ترسمها إلى "كرتون" متحرك، وهذا المخطط الجديد الذي يعمل عليه فريق الموقع، وتضيف: "في خطوة تحويل الصور من مقروءة إلى مسموعة ستؤدي الصور التي أقوم بتصميمها مهام أخرى، آمل أن نحقق ما نصبوا إليه".
اقرأ/ي أيضًا: