أفادت وكالة رويترز أن الممثلة الهوليوودية أنجيلينا جولي زارت مخيمًا للاجئين في جمهورية بوركينا فاسو يأوي لاجئين فارين من العنف في جمهورية مالي المحاذية، وأشادت جولي بجمهورية بوركينا فاسو لاستقبالها اللاجئين على الرغم من مواردها المحدودة ومشاكلها في محاربة المتمردين لديها منذ ما يقرب 5 سنوات. وتعاني بوركينا فاسو، مثل جيرانها، جمهوريتي النيجر ومالي، من هجمات عنيفة يشنها متشددون مرتبطون بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وقد أسفرت الهجمات عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين في البلدان الثلاثة المذكورة.
احتفت أنجلينا جولي باليوم العالمي للاجئين في مخيم غودوبو للاجئين بصفتها المبعوثة الخاصة للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
وجاءت رحلة جولي إلى بوركينا فاسو احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، والذي يصادف في 20 حزيران/يونيو من كل عام. وكانت الممثلة والناشطة في مجال إغاثة اللاجئين تتحدث في مخيم غودوبو للاجئين، على بعد حوالي 15 كيلومترًا شمال شرق بوركينا فاسو، بالقرب من منطقة الساحل الثلاثية الحدودية التي كانت بؤرة العنف. وعانت بوركينا فاسو من هجمات مأساوية هذا الشهر (أوائل حزيران 2021) عندما قتل المتمردين 132 من سكان قرية صلحان في ولاية ياغا على الحدود مع النيجر، مما تسبب في فرار سكان القرية. ونزح حوالي 1.2 مليون شخص بسبب العنف في بوركينا فاسو، ويضاف إلى ذلك أنها تستضيف أكثر من 22 ألف لاجئ مالي فروا من أعمال عنف مماثلة في بلادهم، ويوجد حوالي نصفهم في مخيم غودوبو حيث ألقت جولي خطابها، بحسب ما نقل موقع لاس فيغاس صن.
اقرأ/ي أيضًا: حملة مصرية جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد سياسات النظام
وقالت الممثلة أنجيلينا جولي، كما نقلت عنها وكالة رويترز "أنا هنا لأظهر تضامني مع شعب بوركينا فاسو الذي يواصل الترحيب بالأخوة والأخوات اللاجئين من جمهورية مالي على الرغم من الهجمات والتحديات الرهيبة الخاصة بهم، ويشاركون القليل الذي بحوزتهم، في الوقت الذي أغلقت فيه البلدان الأخرى حدودها وعقلها أمام هؤلاء اللاجئين"، وتابعت بالقول "العالم لا يفعل شيئًا، والحقيقة هي أننا لا نقوم بنصف ما يمكننا فعله، وينبغي علينا إيجاد حلول لتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم".
وبصفتها المبعوثة الخاصة للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، احتفلت جولي باليوم العالمي للاجئين في مخيم غودوبو للاجئين، حيث أنهت زيارة استمرت يومين. وقد تحدثت مع اللاجئين الماليين في المخيم والنازحين داخليًا في مناطق الوسط والشمال والساحل الأكثر تضررًا في البلاد. وصرحت جولي لوكالة الأسوشيتيد برس بالقول "يبدو لي أن الأزمة الإنسانية في منطقة الساحل، حيث عصفت الصراعات العسكرية، مهملة تمامًا"، ورأت بأنه "يتم التعامل مع الأزمة الإنسانية في هذه المنطقة على أنها ذات أهمية جيوسياسية قليلة"، وتابعت حديثها بالقول "هناك تحيز في الطريقة التي نفكر بها في أي البلدان وأي أشخاص مهمين أكثر من الأخرين".
إحدى اللاجئات في مخيم غودوبو، وتدعى حواء ديالو، وتبلغ من العمر 22 سنة، أفادت، كما نقلت شبكة يو أس نيوز، بأنها فرت من مالي مع أسرتها بسبب هجمات الجهاديين. وأشارت إلى أنهم جميعًا استقروا لأول مرة في بوركينا فاسو وتحديدًا، لكنهم اضطروا إلى حزم أمتعتهم ومغادرة دجيبو مرة أخرى بعد تزايد الهجمات العنيفة في المنطقة بين عامي 2019 و 2020. وصرحت ديالو بالقول "في البداية استقرينا في منطقة دجيبو، ومن ثم في منطقة مينتاو حيث كان هناك سلام واستقرار، وسرعان ما عادت الهجمات العنيفة بين عامي 2019-2020"، وأضافت "كنا خائفين فهربنا، هربنا في الأدغال، وتركنا ممتلكاتنا، وتركنا أشخاصًا لا يستطيعون السير وراءنا، وبعد ذلك تم إحضارنا إلى مخيم غودوبو". وقالت اللاجئة فاديماتا محمد علي والي، نقلًا عن abcnews "أصررنا على البقاء في بوركينا فاسو، لكننا دومًا نشعر بخوف شديد"ـ وأضافت "اليوم لا يوجد بلد لا توجد فيه مشكلة. والإرهاب مشكلة تغطي كل أفريقيا".
وتفاقم الهجمات المتزايدة من استنفاد قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة للنازحين داخل البلاد في بوركينا فاسو، وكذلك اللاجئين الذين تستضيفهم. وقال ممثل مفوضية شؤون اللاجئين في بوركينا فاسو، عبد الرحمن جنون كوندي، لوكالة أسوشيتد برس "مستويات تمويل الاستجابة منخفضة للغاية، ومع تزايد أعداد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار، فالفجوة آخذة في الاتساع". وأفادت الأمم المتحدة، بحسب رويترز، بأن عدد الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الصراعات العسكرية وممارسات الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان قد تضاعف في العقد الماضي ليصل إلى 82.4 مليون إنسان.
اقرأ/ي أيضًا:
موجة تعليقات في الكويت ضد قرار فرض تطعيم كورونا
استحضار عربي واسع لمواقف الناشطة آلاء الصديق وتساؤلات عن ظروف الوفاة