قررت إدارة قناة "القاهرة والناس"، التي يملكها الإعلامي طارق نور المؤيد للنظام وأشهر رجال الأعمال في مجال الإعلانات في مصر، قررت إيقاف برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى وأعلنت أن الحلقة الأخيرة سوف تكون يوم الأحد القادم، وهي عبارة عن حصاد للعام 2016.
أثار إيقاف برنامج إبراهيم عيسى على القاهرة والناس آراءً مختلفة بين مساندين ومعارضين خاصة بعد ما قدمه عيسى من خدمات للنظام المصري
وعلى الرغم من ظهور عيسى كمؤيد لسياسات السيسي وحكومته إلا أن البعض يُرجع قرار الوقف إلى تطرق عيسى إلى أن البرلمان المصري اتخذ من تفجيرات الكنيسة البطرسية الأخيرة ذريعة لمحاولة الإطالة بحكم الرئيس السيسي، الذي تنتهي مدته الرسمية في منتصف 2018.
الجدير بالذكر أن قناة القاهرة والناس هي من أكثر القنوات تأييدًا وبثًا لبرامج مساندة للنظام المصري، ولها موقف معارض لثورة الخامس والعشرين من يناير ولطالما استضافت رموزًا من مؤيدي النظام في مصر.
اقرأ/ي أيضًا: السيسي والمثقفون.. الرئيس يبحث عن رجاله
وللإجابة عن السؤال عن حقيقة غضب النظام من إبراهيم عيسى بعد كل ما قدمه من "خدمات جليلة" في الفترات الماضية، والتي كان أبرزها شهادته، التي برأت الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين "ونسب قتل المتظاهرين في الثورة إلى الإخوان وحركة حماس وحزب الله"، طرحت فرضيات عديدة.
ولعل المواجهة التي تحدث الآن بين عيسى والنظام ليست الأولى، ففي عهد مبارك حصل إبراهيم عيسى على "عفو رئاسي"، وُصف وقتها بغير المسبوق بعد أن طرح عيسى تساؤلات حول حقيقة صحة الرئيس ومصير البلاد من بعده عام 2008.
وقد تباينت ردود الفعل حول إيقاف البرنامج بين معارض ومؤيد لموقف السلطات، فعلى حسابه على تويتر، غرد السياسي المصري أيمن نور: "هذه رسالتي لصديق اتقفنا كثيرًا واختلفنا أخيرًا ويبقى بيننا الود والاحترام"، الرسالة كانت تستنكر إيقاف برنامج إبراهيم عيسى. كما علقت الكاتبة فاطمة ناعوت على حسابها على تويتر أن "إيقاف برنامج إبراهيم عيسى هو دليل إفلاس النظام".
بينما كتب عماد الدين حسين، الصحفي ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة الشروق، مقالًا على موقع الجريدة الإلكتروني، حمل عنوان "البرلمان وإبراهيم عيسى و"القاهرة والناس"، أشار فيه إلى ما اعتبره "أحقية البرلمان في الاعتراض على ما يقوله عيسى مع عدم توافقه مع وقف البرنامج ويشيد في المقال بتجربة حسني مبارك الذي كان يقود معارك ساحاتها القضاء في هذا النوع من المواجهات"، مشيرًا إلى ما حدث مع عيسى في 2008 حين صدر حكم بحبسه شهرين وصدر بعدها عفو رئاسي عنه.
بشكل عام، يظل إبراهيم عيسى ورقة مهمة، "يلعب بها" النظام للترهيب من سطوته وللترغيب في الركون إليه أحيانًا حسب متطلباته
أما البعض الآخر فقد ربط بين وقف السلطات لمعرض لومارشيه، الذي يقيمه طارق نور كل عام في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ديسمبر كنوع من العقاب لاستضافة قناته برنامج عيسى، مع العلم أن طارق نور تكبد خسائر بالملايين بعد إيقاف المعرض أيضًا.
الجدير بالذكر أن كثيرًا من النشطاء وخاصة ممن يرون أن عيسى يقدم وجهًا آخر للسقوط الأخلاقي في أعقاب ثورة يناير، يرون أنه يظل ورقة رابحة للنظام ومنها القول إن "الأب بيطرد ولاده وبيفضلوا ولاده والنظام بيوقف إبراهيم عيسى وبيفضل إبراهيم عيسى، عادي". آخرون رأوا أن "طبخة السم"، التي يعدها النظام لأعدائه لابد وأن يتذوقها أنصاره أيضًا، في رد أقرب للشماتة.
وبشكل عام، يظل إبراهيم عيسى ورقة مهمة، "يلعب بها" النظام للترهيب من سطوته وللترغيب في الركون إليه أحيانًا حسب متطلباته، وهو الرأي الذي يروج له جزء هام من الناشطين في المشهد المصري.
اقرأ/ي أيضًا: