تحتضن مدينة إربد الإردنية، يومي 25 و26 آب/أغسطس الجاري، "مهرجان درج" الذي يشكّل جزءًا من مشاريع "برنامج الهوية والمدينة/ المعمل 612 للأفكار"، والذي يقام على الدرج المجاور لمبنى بلدية إربد الكبرى في وسط البلد، وهو عبارة عن فعالية ثقافية فنية في فضاء عام، تتضمن العديد من المشاركات من شباب المدينة الذين تطوعوا مع فريق عمل المشروع.
يهدف "مهرجان درج" الأردني إلى خلق فضاءات ومساحات جديدة في مدينة إربد
تم تصميم المهرجان من قبل مجموعة من الشباب في المدينة، عملوا على أربعين ورشة عمل صممها مجموعة من الفنانين ضمن برنامج تدريبي لا منهجي، والذي ساعد الشباب على إجراء بحوثهم داخل المدينة، للوصول إلى فكرة تعكس هوية وثقافة مدينة إربد.
اقرأ/ي أيضًا: إغلاق مكتبات "الكرامة" و"ألف".. موسم هتك الثقافة المصرية
يقول المدير التنفيذي لمهرجان درج صافي السكران: "الهدف الرئيسي للمهرجان هو خلق فضاءات ومساحات جديدة في وسط البلد، وإضافة قيمة على مواقع تعكس الموروث الثقافي للمدينة، وكما يهدف أيضًا إلى إفساح المجال أمام الفنانين الشباب للتعبير عن موضوع الهوية والمدينة، من خلال أعمال سوف يتم عرضها ضمن فعاليات المهرجان".
الإشارة إلى ضرورة وجود فضاءات فنية عامة، من خلال مجموعات تعمل على ما يسمى بـ"فن الشارع"، الذي يركز على نقل الفنون من الأماكن المغلقة إلى الأماكن المفتوحة، ويساعد على تفاعل المتلقي بطريقة مختلفة كليًا عن طرق العروض التقليدية.
يتضمن مهرجان درج خمس فعاليات أولها "موسيقى الدرج"، وهي عبارة عن وصلات موسيقية يقدمها مجموعة من الفنانين الشباب من أبناء المدينة، وعروض مسرحية في أقدم مباني مدينة إربد، حيث سوف يتم عرض عمل مسرحي "مونولوج" للكاتب حسن ناجي، بعنوان "اليوم حكي.. إربد لما تحكي"، بالإضافة إلى معرض "هيوغرفي" حيث ستعلق أعمال مرئية على جدران المباني حول الدرج، تعكس تعبيرات إيمائية وصامته لمجموعة من سكان المدينة. بالإضافة إلى مشروع "عمارة المخيم" الذي يعكس البناء المعماري لمخيم إربد وأثره على الهوية المعمارية في المدينة. وأيضًا "قهوة الدرج" التي ستكون فرصة للاجتماعات وتبادل الآراء والتعارف بين الشباب.
أما عن الصعوبات التي واجهها فريق عمل المشروع، فيقول صافي سكران: "من أكثر الصعوبات التي واجهتنا هي الصعوبات التمويلية، فنحن نعمل بتمويل ضئيل جدًا لا يغطي كافة تكاليف المشروع، ناهيك أن كافة العاملين في المشروع هم شباب متطوعين دون أجر مادي، وهناك صعوبات كبيرة واجهناها من مؤسسات الحكم المحلية وأصحاب القرار، والجمعيات والبنوك... تتمثل في عدم الثقة في الشباب وإعطائهم حقهم وفرصتهم، وجعل اللامركزية الثقافية حقيقة وواقع. كما أنه عندما نذهب إلى بنوك ومؤسسات كبيرة طلبًا لقروض تمويل، يكون جوابهم أننا لا ندعم في المدن الصغيرة ودعمنا فقط في عمان".
يقوم "مهرجان درج" في إربد الأردنية على جهود مجموعة من الشباب المتطوعين
أما عن الخطط المستقبلية، فيمكن أن يتم نقل مهرجان درج إلى مدن أخرى في نسخه القادمة، كأن يكون على درج السلط، أو في الكرك أو مدن أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: النهب المعرفي الإسرائيلي.. تاريخ من اغتصاب المؤلفات
يعد مهرجان درج أول مشروع مجاني يقوم بتنظيمه مجوعة من الشباب في وسط عام داخل المدينة، حيث يحملون تحديًا كبيرًا نظرًا للوضع السائد في وسط البلد في المدينة، ويعد نجاح المهرجان رهانًا كبيرًا، ومنطلقًا للقيام بتنظيم مهرجانات في مدن أخرى تعكس الهوية المدنية فيها.
اقرأ/ي أيضًا: