05-نوفمبر-2024
العرب في إسرائيل

تميّز إسرائيل ضدّ مواطنيها العرب (عرب 48)

يشكّك الكثيرون في أن دولة الاحتلال قادرة على أن تكون "دولةً لكلّ مواطنيها"، ما دامت تمنح امتيازًا للهوية الدينية (دولة لكلّ اليهود). وتكشف المعطيات المتعلقة بالوصول إلى الخدمات، من تعليم وصحة، تفاوتًا وفجوات تنسف الادعاءات المزعومة حول المساواة المواطنية في إسرائيل.

ففي آخر تقرير صادر عن البرنامج الوطني لمؤشرات جودة الصحة في إسرائيل، تطالعنا بيانات مثيرة لـ"القلق"، حسب معدي التقرير، عن الفوارق الصحية بين المواطنين العرب واليهود في إسرائيل، وهي النتيجة ذاتها التي أكدها تقرير إسرائيلي آخر، صدر في شباط/فبراير عن عن وزارة الصحة الإسرائيلية.

اعتبر رئيس منتدى تعزيز الصحة في المجتمع العربي في إسرائيل، المحامي مراد مفرّع، أنّ التقارير الإسرائيلية الحكومية وغير الحكومية "تؤكد أن فجوات الرعاية الصحية بين العرب واليهود ما زالت تمثل تحديًا كبيرًا يتطلب سياسات شاملة".

مقارنةً مع اليهود، يعاني المواطنون العرب في إسرائيل من انخفاض متوسط العمر، كما ترتفع بينهم معدلات وفيات الرضع والأمراض المزمنة، خصوصًا أمراض القلب والجهاز التنفسي والسمنة والسكري، مما يعكس تباينًا في جودة الرعاية الصحية.

مقارنةً مع اليهود، يعاني المواطنون العرب في إسرائيل من انخفاض متوسط العمر، كما ترتفع بينهم معدلات وفيات الرضع والأمراض المزمنة، مما يعكس تباينًا في جودة الرعاية الصحية

وتُعزى هذه الفجوة بشكل أساسي، حسب الخبراء والمتابعين، إلى محدودية وصول المواطنين العرب إلى الرعاية الصحية، "إذ تعيش المناطق العربية تحديات اجتماعية واقتصادية، تحول دون حصول المواطنين العرب فيها على الخدمات الطبية الملائمة"، يضاف إلى ذلك حسب تقرير على صحيفة زمان يسرائيل "قلة الفحوصات الوقائية وضعف التوعية حول أهمية الوقاية، ففي حين يحصل اليهود على فحوصات دورية للكشف المبكر عن السرطان، وأمراض القولون وأمراض أخرى، تفتقر المجتمعات العربية إلى مثل هذه الخدمات".

يضاف إلى ذلك أنّ العديد من الأسر العربية تضطر إلى التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المستشفيات، مما يعزز التفاوت في الفرص الصحية.

وما يفاقم الأمور على نحو أسوأ أنّ العوامل البيئية في المناطق العربية تؤثر سلبًا على صحة السكان، "فالعديد من المناطق العربية تعاني من التلوث، ولذلك يزداد فيها انتشار الأمراض التنفسية مثل الربو. وفي المقابل، تتمتع المناطق اليهودية بسياسات بيئية أفضل، مما يقلل تلوث الهواء، وينعكس إيجابًا على صحة السكان" حسب صحيفة زمان يسرائيل.

وعلى مستوى الاستثمارات يلاحظ التمييز أيضًا، فالحكومة تخصص النصيب الأكبر من الاستثمارات في المناطق اليهودية الموجهة لتحسين المرافق الطبية، وهو ما ينعكس إيجابًا على وصوله لأسرع الخدمات الطبية وأفضلها، أما المواطنون العرب "فيضطر العديد منهم إلى تأجيل أو تجاهل العلاج حتى تتفاقم الأمراض، ما يزيد الضغط على النظام الصحي ويضاعف التكاليف"

لا يقف المواطنون العرب مكتوفي الأيدي أمام هذه الفجوات الصحية بينهم وبين اليهود، فبالإضافة لانتقاد مظاهر اللامساواة في تقديم الخدمات ومستوى الوصول إليها، طوّروا منظمات مجتمع مدني، على غرار "المنتدى الأكاديمي لتعزيز الصحة في المجتمع العربي"، لدعم الجهود المجتمعية الرامية إلى إبرام شراكات مع الهيئات الصحية والتعليمية والقيادات المحلية.

يذكر أنّ المنتدى الأكاديمي لتعزيز الصحة في المجتمع العربي يضم في عضويته "مجموعة من الأطباء والمختصين والقيادات المجتمعية"، وهو يعمل حسب القائمين عليه "على تقديم توعية صحية ملائمة لاحتياجات كل مكونات المجتمع"، ويضيف القائمون على المنتدى أنّ "إشراك المؤسسات الدينية والتعليمية أمر ضروري، لتعزيز الوعي الصحي وتغيير العادات غير الصحية المنتشرة بين العرب في إسرائيل".