قد يطلب منك تطبيق إنستغرام تأكيد عمرك، ولكن في ظروف معينة فقط. فقد قالت منصة مشاركة الصور والفيديو إنها ستبدأ اعتبارًا من اليوم الخميس في اختبار أدوات جديدة للتحقق من العمر إذا حاولت الحسابات المدرجة على أنها أصغر من 18 عامًا تغيير عمرها.
لا يزال بإمكان المستخدمين تحريف تواريخ ميلادهم عند إنشاء حساب
لكن لا يزال بإمكان المستخدمين تحريف تواريخ ميلادهم عند إنشاء حساب.
يأتي التغيير في الوقت الذي تواجه فيه الشركة الأم المالكة لإنستغرام، وهي شركة ميتا، ضغطًا متزايدًا من السلطات الرقابية في عدة دول حول العالم، من بينها الولايات المتحدة، بشأن حضور أطفال تقل أعمارهم عن 13 عامًا على تطبيقاتها. ففي الولايات المتحدة، يحظر قانون الخصوصية الفيدرالي جمع البيانات عن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا دون إذن الوالدين، ولكن هذا في حال كان الأمر يتم تحت علم المنصّات التي تجمع البيانات، وهو ما يجعل معظم الشركات في منأى عن خطر الملاحقة والمحاسبة، لأن أنظمة المنصّات تمنع تسجيل أي شخص يقل عمره عن 13 عامًا بشكل تلقائي.
إلا أن المشرعين الأمريكيين ما يزالون يصرون على تطوير القوانين التي تحمي خصوصية الأطفال والمراهقين وتحميهم من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وتمنع استغلالهم من قبل الشركات المشغلة لها.
التغيير الذي سيبدأ تطبيقه في 23 حزيران/يونيو لا يضمن بالضرورة بقاء الأطفال دون 13 عامًا بعيدًا عن إنستغرام، وإنما يأتي كمحاولة جديدة للتأكد من أن حسابات المراهقين تستخدم الأعمار الحقيقية للمستخدمين، وذلك لضمان توفير مستوى أكبر من الحماية لها من البالغين. فحسابات المراهقين على إنستغرام محميّة من تلقي الرسائل المباشرة من حسابات تابعة لمراهقين غير مرتبطين بهم، كما أنهم محميون أكثر من الإعلانات.
اقرأ هنا: تقرير سرّي من فيسبوك يكشف أثر "إنستغرام" الخطير على المراهقات
كما بدأت إنستغرام في الآونة الأخيرة تطبيق خاصية "الاستراحة" على حسابات المراهقين، وهي خاصية تذكرهم بضرورة التوقف عن استخدام التطبيق إذا معدل تصفح المنشورات عليه.
كيف يتأكد إنستغرام من عمر المستخدم؟
كان على المستخدمين البالغين الذين يحاولون تغيير أعمارهم إلى أقل من 18 عامًا تقديم نموذج من بطاقة الهوية للتحقق من ذلك، وذلك للمستخدمين في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى. أما الآن، فتقوم الشركة بتجربة طرق جديدة للتحقق من العمر. أما فيما يتعلق بإرسال صورة عن الهوية الشخصية، فتؤكّد شركة ميتا للمستخدمين وذويهم بأن الشركة تعمل على تخزين النموذج للتحقيق من المعلومات، ثم تعمد إلى حذفه في غضون 30 يومًا على الأكثر. وثمة طريقة أخرى للتحقق من العمر، عبر طلب شهادة ثلاثة معرفين على إنستغرام، لتأكيد أعمارهم. يجب أن يكون المعرّف شخصًا بالغًا تم التحقق من هويته وعمره على المنصّة بشكل آمن، ويجب أن يكونوا في قائمة أصدقائهم. كما يمكن لصاحب الحساب إرسال مقطع فيديو مصوّر لنفسه، لتقوم شركة ميتا عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بتخمين العمر واعتماده أو رفضه.
أما بالنسبة لأولياء الأمور وغيرهم من المهتمين بوجود صغار السن على إنستغرام، فإن هذه الخطوة ليست كافية، ولاسيما في ظل التقارير التي تتحدث عن عدم وجود حرص حقيقي من طرف شركة ميتا على حماية مصالح المستخدمين المراهقين وصغار السنّ، بعد أن كشفت وثائق مسربة عن تجاهل الشركة تقارير داخلية أوضحت الآثار السلبية لاستخدام منصّة إنستغرام على صغار السنّ، وخاصة المراهقات، وارتباط بعض حالات الانتحار والرغبة في إيذاء الذات بالاستخدام المفرط للمنصّة.
دعوات لتقييد وصول إنستغرام للأطفال
يسعى المشرعون الأمريكيون إلى الضغط على مجموعة "ميتا" الأمريكية لعدم استهداف صغار السنّ عبر تطبيقاتها، والتراجع عن خطط إطلاق نسخة جديدة من منصة إنستغرام للأطفال دون سن 13 عامًا. وقد أتت هذه الدعوات بعد اعتراضات من العديد من الناشطين والمختصين في الولايات المتحدة، أوضحوا بأن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ضررًا بصحة ورفاهية الأطفال، وذلك نظرًا لعدم جاهزيتهم لمواجهة تحديات امتلاك حسابات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي".
أكد مختصون على أن تطبيقات شركة ميتا، وخاصة إنستغرام، لا تستجيب لحاجات الأطفال، بل تخلق حاجات إضافية لهم، لأغراض ربحيّة بحتة
وأكد مختصون على أن تطبيقات شركة ميتا، وخاصة إنستغرام، لا تستجيب لحاجات الأطفال، بل تخلق حاجات إضافية لهم، لأغراض ربحيّة بحتة.
