"عرض مُغرٍ من ريال مدريد لإقناع هازارد بالرحيل "خبرٌ انتشر في الصحف والمواقع الرياضية في نيسان/أبريل 2023، "ريال مدريد يجهز عرضًا ضخمًا لضم هازارد "خبر نُشر في عام 2017.
يعيش هازارد الآن أسوأ أيام مسيرته الكروية، ولكن دعنا نذكرك أنّه لم يختر أبدًا أن يُصاب كل هذه الإصابات واحدة تلو الأخرى، وأنّه كان أحد نجومك المفضلين في السنوات القليلة الماضية.
تتراوح المدة الزمنية بين الخبرين في الأعلى قرابة 6 سنوات، وبين الخبرين أيضًا تكمن تراتيب القدر وسخريته. فبين الأول الذي كُتب بغرض السخرية من مسيرة هازارد المتواضعة مع ريال مدريد، والخبر الثاني الذي كان يتحدث عن سعي النادي الملكي لضم أحد أفضل لاعبي العالم حينها، تكمن قصة البلجيكي إيدين هازارد، وما بين هذا وذاك، ضاعت فصول قصة إيدين هازارد الحقيقية، لذا دعنا نخوضها معًا.
البداية من عند زين الدين زيدان
وُلد إيدين هازارد لأسرة متوسطة الحال في بلجيكا، يعمل جميع أفرادها في كرة القدم. لم يختر إيدين ممارسة كرة القدم، ولم تكن لديه رفاهية المفاضلة بينها وبين الرياضات الأخرى، بل كانت كرة القدم بمثابة طريق وقدر مرسوم له ولأسرته كافة.
لم يكن يرغب إيدين ممارسة كرة القدم حتى عام 1998، تحديدًا بعد انقضاء مونديال فرنسا، حينها تعرفَّ إيدين البالغ من العمر سبع سنوات على قدوته ومثله الأعلى، والرجل الذي سيسعى لأن يتتبع قصته الشخصية، ليصير مثله يومًا ما، وهو زين الدين زيدان الذي أهدى فرنسا لتوه كأس العالم الأولى لها.
وقع هازارد في عشق القميص رَقَم 10 وصاحبه، وتمنى أن يُحمَل على الأعناق ذات يوم مثل زيدان عندما يجلب لبلجيكا ذهب المونديال. بذل والدا إيدين كل جهد لوضعه على طريق كرة القدم الصحيح، وكانت البداية من التحاقه بأكاديمية “رويال ستيد“ وهو في الرابعة من عمره، ولعب فيها من عام 1995 لعام 2003، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية “توبيذي“، وهناك تم رصده من كشافة نادي "ليل" الفرنسي، لتبدأ قصة إيدين الحقيقية في التشكل.
في فرنسا تبدأ سنوات المجد
لم تكن رحلة فرنسا يسيرة على الفتى البلجيكي الصغير، الذي اضُطر إلى مغادرة أهله وأخوته والانتقال للعيش في فرنسا، لكن الخبر السار بالنسبة له أنه الآن أصبح متواجدًا في الدوري الذي بدأ فيه أسطورته -زيدان- ممارسة كرة القدم.
في سن 16 عام، تم تصعيد هازارد من فرق الناشئين للفريق الثاني، وبعد ذلك بعام تم تصعيده للفريق الأول، حيث كان يعوض غياب اللاعبين الدوليين، وهي الفرصة التي انتهزها إيدين، ليعلن كتابة نجم جديد بأحرف من نور في سطور الكرة الفرنسية والعالمية.
إيدين هازارد أوّل لاعب في تاريخ نادي ليل يفوز بجائزة أفضل لاعب بالدوري مرّتين
لم يخيب هازارد ثقة مدرب الفريق فيه، وأصبح أصغر لاعب يسجل في تاريخ النادي، لم ينته الأمر عند هذا الحد فحسب، بل تم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب في الدوري، وهي الجائزة التي سيفوز بها هازارد بعد ذلك مرتين كأول لاعب في تاريخ نادي ليل يفعل ذلك.
بمرور الوقت، ذاع صيت هازارد عالميًا، بل أصبح يُعرف ليل بهازارد، وجذب أنظار الفرق الكبرى إليه من الدوريات الخمس الكبرى، وحينها رشحه أسطورته زين الدين زيدان مدرب فريق الشباب لريال مدريد لفريقه للتعاقد معه، لكن الوقت لم يكن قد حان بعض، فكانت الوجهة التالية هي إنجلترا.
من الأفضل في العالم
في الرابع من يوينو/ حزيران 2012، تعاقد نادي تشيلسي بقيادة مالكه الروسي "رومان أبراموفيتش" مع إيدين مقابل 4 مليون جنيه إسترليني، ليبدأ إيدين خطواته الحقيقية ليكون ضمن الأفضل في العالم.
وساهم هازارد في تتويج تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين في موسمي 2014/2015 و2016 /2017، كما ساهم في تتويج فريقه بلقب الدوري الأوروبي عامي 2013 و2019، بالإضافة إلى فوزه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي وآخر بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية. ويحمل هازارد رقمًا قياسيًا في عدد مرات التتويج بجائزة لاعب الموسم في فريق تشيلسي، حيث نال الجائزة أربع مرات، بعدما فرض نفسه كأبرز نجوم النادي اللندني منذ ارتداء قميص الفريق.
ولعب هازارد 352 مباراة بقميص تشيلسي، ليحتل المركز 23 في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة بتاريخ الفريق، وسجل 110 أهداف، احتل بهم المركز التاسع في قائمة الهدافين التاريخيين، وتُوج بجائزة لاعب العام في الأراضي الإنجليزية في موسم 2014/2015، كما اختتم مسيرته مع تشيلسي بالتتويج بجائزة أفضل صانع لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2018/2019، بعدما صنع 15 هدفًا.
خرج إيدين من تشيلسي نحو الفريق الذي حلم بتمثيله منذ يومه الأول في كرة القدم. في 13 يونيو/ حزيران 2019 أعلن نادي ريال مدريد التوقيع رسميًا مع إيدين هازارد، بعقدٍ يمتد لعام 2024، وكان من المنتظر أن ينفجر هازارد مع ريال مدريد، وأن يعوض رحيل كريستيانو رونالدو، ويُتَوج بالكرة الذهبية، التي يستحقها بعد هذه المسيرة الرائعة، لكن للقدر دائمًا رأي آخر غير الذي نتمنى.
في مدريد أخيرًا ولكن
بدأ هازارد مسيرته مع ريال مدريد بثقة كبيرة من الجميع في تألقه، وخاصةً مدرب الفريق حينها زين الدين زيدان، ولكن خلال أيامه الأولى، وتحديدًا خلال الجولة الخامسة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، تعرض هازارد لإصابة قوية أمام فريق باريس سان جيرمان، يُعتقد أنها السبب فيما وصل إليه إيدين الآن.
في ريال مدريد لا يوجد منطقة في المنتصف، فإما أن تصبح بطلاً يهتف الجمهور باسمك، أو متخاذل يصفر الجمهور عليك صافرات الاستهجان. انتظر جمهور الميرنجي عودة هازارد بفارغ الصبر، لكنها لم تأتي أبدًا.
كل مرة عاد فيها هازارد من الإصابة، كان يعود بمستوى أقل من المرجو منه، وما أن يستعيد بعضًا من مستواه، تداهمه إصابة جديدة، حتى ملَّ جمهور الملكي من الانتظار، ولم يعد يسأل عن موعد عودته، بل أصبح السؤال المتداول حاليًا، متى سيرحل هازارد؟
على الجانب الآخر لم يترك إيدين لجمهور ريال مدريد أي فرصة للتعاطف معه، فكثيرًا ما خرج وسخر من التعليقات التي تتحدث عن زيادة وزنه، متحججًا أنه في إجازة ولا يتحتم عليه النظر في مثل هكذا أشياء. ومرة أخرى التقطه الكاميرات وهو يضحك مع زملائه السابقين في تشيلسي، بعد مباراة نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا 2020-2021، وكان ريال مدريد قد خسر حينها وودع البطولة.
يعيش هازارد الآن أسوأ أيام مسيرته الكروية، ولكن في النهاية دعنا نذكرك ألا تكون قاسٍ في حكمك على إيدين، فهو أخطأ في بعض تصرفاته، لكنه لم يختر أبدًا أن يُصاب كل هذه الإصابات واحدة تلو الأخرى، وأيضًا لا تنسى أنه كان أحد نجومك المفضلين في السنوات القليلة الماضية.