21-أكتوبر-2024
رغم حذفها المنشور واجهت أوزوغور عاصفة من الانتقادات (AFP)

(AFP) رغم حذفها المنشور واجهت أوزوغور عاصفة من الانتقادات

تواجه نائبة رئيس البرلمان الألماني "البوندستاغ"، أيدان أوزوغوز، اتهامات بـ"معاداة السامية"، وذلك على خلفية مشاركتها منشورًا على منصات التواصل الاجتماعي ينتقد إسرائيل بعد استهدافها مستشفى في قطاع غزة.

وهاجم السفير الإسرائيلي في ألمانيا، رون بروسور، النائبة أوزوغوز، واتهمها بـ"صب الزيت على النار" والتشكيك بـ"حق إسرائيل في الوجود". وقال بروسور في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "السيدة أوزوغوز تريد بناء جسور في المجتمع، لكنها على الإنترنت تؤجج المشاعر ضد الدولة اليهودية الوحيدة. سيكون من المفضل أن تشرح لنا جميعًا ما تعنيه حقًا عندما تتحدث عن الصهيونية. وبعد زلاتها المتكررة، عليها الآن أن تعلن موقفها بوضوح".

على الرغم من حذفها المنشور وتقديم اعتذار رسمي، إلا أن انتقادات طالتها من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تنتمي إلى صفوفه والمعارضة الألمانية

وشاركت أوزوغوز، المنتمية لحزب المستشار، أولاف شولتز، منشورًا من صفحة "صوت يهودي من أجل السلام" على منصة "إنستغرام"، تناول هجومًا إسرائيليًا على مستشفى في قطاع غزة. وتظهر في الصورة أشياء محترقة، ومكتوب فوقها عبارة "هذه هي الصهيونية"، في إشارة إلى الصورة التي التقطتها عدسات الحاضرين الذين شهدوا على احتراق الشاب، شعبان الدلو حيًا، عندما استهدفت غارة إسرائيلية خيام النازحين بالقرب من مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة.

واعتذرت أوزوغوز عن المنشور وقامت بحذفه، وصرحت عقب اجتماع لمجلس الحكماء في البرلمان الألماني أنه "كان من الخطأ مشاركة هذه القصة على إنستغرام". وطلبت "الصفح"، وأضافت: أن "هدفها هو بناء جسور في المجتمع والتآلف بين الناس، لكن هذا المنشور كان له تأثير معاكس تمامًا. أنأى بنفسي عنه".

وعلى الرغم من حذفها المنشور وتقديم اعتذار رسمي، إلا أن انتقادات طالتها من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تنتمي إلى صفوفه والمعارضة الألمانية. وقالت رئيسة البرلمان الألماني، يربل باس، في تصريحات صحفية إنه "من غير المقبول نشر رسائل تحتوي على مضامين تعادي الصهيونية بوضوح، لا سيما من قبل أرفع المسؤولين في مجلس النواب".

فيما اتهمها الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي، كارستن لينيمان، بنشر أفكار "معادية للسامية"، مطالبًا إياها بالاستقالة. بدوره، أدان رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزف شوستر، ما وصفه بـ"زلّة غير لائقة" منددًا بما قال إنه "عداوة ضد إسرائيل في قلب المجتمع الألماني".

ولم يقتصر الأمر على الطبقة السياسية، فقد شن عدد من الصحفيين ووسائل الاعلام هجومًا على نائبة رئيسة البرلمان الألماني واتهموها بمعاداة السامية، فيما ذهب صحفيون آخرون إلى أبعد من ذلك فقد اعتبروا أن مشاركة أوزوغوز الصورة، دليل على أن لإسرائيل أسبابًا وجيهة في مهاجمة المستشفى.

تأتي هذه الواقعة مع اتهام المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، إيرين خان، دولًا غربية من بينها ألمانيا بـ"اتخاذ تدابير وإجراءات قمعية ضد أشكال التضامن مع فلسطين"، وبعد أيام قليلة على تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، خلال خطابها أمام البرلمان الألماني، حيثُ قالت إن: "الدفاع عن النفس لا يعني مهاجمة الإرهابيين فحسب، بل تدميرهم". مبررة بذلك استهداف إسرائيل للمدارس والمشافي ومراكز الإيواء، الأمر الذي سبب صدمة واستهجان في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي.