تمكن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من منح بلاده النجمة الثالثة في بطولة كأس العالم، بعد ظفره باللقب على حساب المنتخب الفرنسي في نهائي كأس العالم 2022 الذي أقيم في قطر. كان ميسي اللاعب الأخير من المنتخب الأرجنتيني الذي يصعد إلى منصة التتويج باعتباره يحمل شارة القيادة وإلى جانب منحه ميدالية البطولة، سيكون أول من ينال شرف رفع كأس البطولة، وفي تلك اللحظات أهداه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني البشت القطري ليرتديه في لحظة التتويج بالمونديال. ما هو البشت؟
تمكن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من منح بلاده النجمة الثالثة في بطولة كأس العالم
البشت ويعرف بالمِشلح أو العباءة، وهو رداء يرتديه الرجال العرب في الخليج العربي منذ سنوات طويلة، بألوان الرمادي والأبيض والأسود والبني، بنوعيه الشتوي والصيفي، والشتوي يغزل من وبر الجمل والصوف أو القطن، أما الصيفي يغزل من الصوف الخفيف. ويكون في بعض الأنواع بدون أكمام وأخرى معها. ويتم ارتداء البشت فوق الثوب، وفي كل منطقة يحصل ذلك بطريقة مختلفة. وتتحدث مصادر تاريخية عن انتشاره في منطقة الشام أيضًا التي انحسر استخدامه فيها بشكلٍ كبير.
والبشت حاليًا يستخدم بشكلٍ كبير في منطقة الخليج العربي في المناسبات الرسمية أو الاجتماعية مثل الأعياد وحفلات الزفاف والتخرج من الجامعات وغيرها، ويمثل رمزًا تراثيًا. رغم أنه كان خلال السنوات الماضية جزءًا من اللباس اليومي في قطر والخليج العربي. وتحتاج عملية صنع البشت الواحد بما فيها عملية التطريز التي تظهر على الأطراف الذهبية (الزري) إلى 5-7 أيام في حال عمل عليه 6 أشخاص، وتصل إلى شهر في حال عمله عليه شخص واحد. وتتراوح أسعار البشت ما بين 150 - 3000 دولار، بحسب نوع الخامة المستخدمة فيه، وحجم العمل اليدوي.
وحول البشت نقلت صحيفة العربي الجديد في تقريرٍ سابقٍ لها عن مدير أحد مراكز صناعة البشوت في سوق واقف سامي عبد المحسن الحواج، قوله، إن البشت يعتبر رمزًا للشخصية، وقد ارتبط بالإنسان العربي وأصبح سمة من سماته، في القديم كان التصاق العربي بالبشت ليحميه الحر، واليوم مع تطور أنماط الحياة وتقدم المجتمع الخليجي وتأثره بالحضارات الأخرى، أصبح المواطن القطري يرتدي البشت في المناسبات الاجتماعية والدينية والرسمية، ورغم ذلك ما زال البشت محتفظًا بمكانته المرموقة.
وعن أنواع البشت، يقول الحواج، "يقسم البشت حسب القماش المستخدم، بين صيفي وشتوي، أو حسب "الزري" أي الخيوط الذهبية، إلى أنواع، أوروبية وآسيوية وغيرها، وكذلك نوعية التطريز في المنطقة الوسطى، وفي قطر يشتهر "الزري" الملكي أو المنديلي، وثمة أنواع أخرى مثل المتوسع والمروبع، وبشكل عام تصنف أنواع البشوت حسب نوع "الزري" والدقة والقماش، أما فيما يتعلق بالألوان فالبشت ذو اللون الفاتح كالأبيض يستخدم في النهار والأسود في الليل".
يقسم البشت حسب القماش المستخدم، بين صيفي وشتوي، أو حسب "الزري" أي الخيوط الذهبية
وتحدث الحواج في التقرير ذاته، حول طريق صنع البشت، قائلًا: "تصنيع البشت يبدأ بمرحلة الترسيم بعد تحديد مقاس اليد الذي يكون من فتحة الترقوة، ليتم ثني القماش وفقًا للطول المناسب لأن القماش وخاصة الصيفي لا يستحمل الزري فتوضع بطانة من قماش قاس، وننتقل إلى مراحل التطريز، وأولها الهيلة وهي التي تقع في المنتصف ويستغرق إنتاجها يومًا ونصف اليوم، ثم يطرز طوق التركيب أو الداير ويعرف بالمكسر الفوقي والتحتي، ويتطلب إنتاجه يومًا وربع اليوم، لننتقل إلى مرحلة البروج ثم يعمل الإطار أو المكسر وتوصيله إلى المتون، وفي المرحلة النهائية يتم طرق البشت بمطرقة حديدية على قاعدة خشبية بهدف مساواة عمليات التطريز بمستوى واحد، وإكسابها الشكل الجمالي وتسمى"برداخ"، وعادة يتكون من قطعتين فجة فوقية وفجة تحتية، وذلك بهدف تحديد الطول المطلوب، وبعد ذلك يتم تركيب إطار داخلي يسمى "قيطان".