بعد انقضاء ثلاثة أيام على الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، تكشفت الكارثة عن مصرع أكثر من 15،400 إنسان على الأقل في كل من تركيا وسوريا، وأسفرت عن دمار واسع في الجنوب التركي والشمال السوري، إذ حوّلت ضواحي بأكملها إلى ركام وسوّت أحياء بأسرها بالأرض. أمام ذلك، تشرّد عشرات الآلاف وباتت حياة الملايين تحت خطر الجوع والبرد والمرض.
في خضمّ ذلك، سادت حالة من اليأس المختلط بالغضب والإحباط من تأخر وصول المساعدات والآليات الثقيلة إلى العديد من الأماكن المنكوبة، ولاسيما في الشمال السوري، حيث لم يدخل إليها من معبر باب الهوى سوى جثث بعض الضحايا وقدر محدود من المساعدات بحسب ما نقل شهود عيان من الطرف التركي والسوري في شهاداتهم لموقع ألتراصوت.
وفي آخر تحديث لعدد ضحايا الزلزال وهزّاته الارتدادية العديدة اللاحقة، أعلنت السلطات التركية عن خسارة أكثر من 12391 شخص في أراضيها، مع توقعات باستمرار الرقم بالارتفاع. أما في سوريا، فبلغ عدد القتلى جراء الزلزال زهاء 3042 شخصًا، وهو ما يرفع عدد الضحايا في كلا البلدين إلى أكثر من 15400 شخص، ويقضي على ما تبقى من الآمال بالعثور على المزيد من الناجين أحياءً من بين الركام. رغم ذلك، تواصل فرق البحث التركية والدولية عمليات البحث لليوم الثالث، مواجهين تحديات جمّة بسبب الثلوج ودرجات الحرارة المتجمدة، وعدم توفر ما يكفي من الآليات الثقيلة.
وكانت تركيا قد نشرت ستين ألف فرد من قواتها، كما وفرت مئات الآلاف من الخيام والمراتب والبطانيات والوسائد، كما سيتم العمل إلى نقل 30 ألف مواطن تركي من مناطق الجنوب وتوزيعهم في مراكز إيواء مؤقتة في محافظات أخرى. أما في الشمال السوري، فما تزال المساعدات تنتظر الدخول إلى المتضررين هناك، مع تصاعد الدعوات من المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى تحرك سريع وعاجل لتدارك آثار الكارثة على المدنيين.