استُشهد أمس الثلاثاء، الثالث والعشرين من كانون الثاني/يناير الجاري، الأكاديمي وعالم النفس الفلسطيني فضل أبو هين، برصاص قناص إسرائيلي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وانتشر خبر استشهاد أبو هين في منصة "إكس"، حيث نعاه عدد من تلاميذه ومعارفه ممن كانوا مطّلعين على عمله ونشاطه في مجال علم النفس، إذ يُعتبر أبو هين من أبرز خبراء علاج الصدمات النفسية واضطرابات الصحة العقلية الناجمة عن الحرب.
كان أبو هين مهتمًا بما تخلّفه الحروب من صدمات وتشوّهات واضطرابات نفسية، سيما عند الأطفال
ويعمل أبو هين، منذ أكثر من 20 عامًا، أستاذًا للصحة النفسية في "جامعة الأقصى" بمدينة خانيونس المحاصرة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول، منذ عدة أيام، التقدّم إلى وسط المدينة، وكانت قد أمرت سكانها بإخلاء منازلهم إلى جانب إخلاء المستشفيات المتواجدة في هذه المنطقة.
وطوال هذه السنوات، نشر أبو هين العديد من المقالات البحثية في مجال تخصصه، كما كان مهتمًا بما تخلّفه الحروب من صدمات وتشوّهات واضطرابات نفسية، سيما عند الأطفال الذين قال في تصريح صحفي في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بعد عدة أيام على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إنه: "بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة من أعراض الصدمة، مثل التشنجات والتبوّل اللاإرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم".
Breaking: Israeli snipers killed the prominent academic and expert in Gaza, Psychologist Fadel Abu Hain, just moments ago. Condolences to his beloved family, and his mother. Israel had previously his brothers in 2003 and several family members in 2014. pic.twitter.com/w4TMw5oJc0
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) January 23, 2024
وقبل أكثر من 18 عامًا، قال أبو هين في تصريح لصحيفة "الغارديان" البريطانية إن إطفال غزة أصبحوا: "غير مبالين بالموت". لكنه أكد، مع ذلك، أنهم: "يتعرضون للصدمات بسبب إطلاق النار والغارات الليلة والهدم"، لافتًا إلى أنه: "على المدى الطويل، ستنمو الصدمة مع الطفل وتُصبح جزءًا من شخصيته. ينضج المرض معهم".
ومنذ بداية عدوانها على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، قتلت "إسرائيل" 94 من أساتذة الجامعات الفلسطينية إلى جانب مئات المعلمين وآلاف الطلبة بحسب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان".
وقال المرصد، في بيان، إن جيش الاحتلال نفّذ هجمات متعمدة ومحددة ضد شخصيات أكاديمية وعلمية وفكرية في قطاع غزة. كما أشار إلى أن: "الأكاديميين المستهدفين بالقتل الإسرائيلي موزعين على شتى علوم المعرفة، وغالبيتهم يمثلون مرتكزات العمل الأكاديمي في جامعات غزة".