31-أغسطس-2024
ارتفعت وتيرة الاعتداءات ضد السوريين في تركيا جراء الخطاب التحريضي (رويترز)

ارتفعت وتيرة الاعتداءات ضد السوريين في تركيا جراء الخطاب التحريضي (رويترز)

أثار مقطع مصور لرجل تركي يضرب طفلًا سوريًا داخل أحد قطارات "مترو" بمدينة إسطنبول، غضبًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، ما دفع بمسؤولين أتراك إلى التدخل.

وأظهر المقطع المصور، لحظة إقدام الرجل على صفع الطفل الذي كان يبيع دبابيس للشعر، بعد أن اكتشف أنه سوري، قبل أن يتدخل عدد من الركاب لإبعاده عن الطفل، الذي كان يبكي من الخوف. وقد استشاط المعتدي غضبًا وهو يسأل أحد الركاب الذي حاول التصدي له، قائلًا: "أنت سوري أيضًا، أظهر هويتك، أنت تركي أم لا؟".

أظهر المقطع المصور، لحظة إقدام الرجل على صفع الطفل الذي كان يبيع دبابيس للشعر، بعد أن اكتشف أنه سوري

وبعد انتشار الفيديو، تحركت السلطات التركية والقت القبض على المعتدي، وهو أكده وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في منشور على صفحته في منصة "أكس"، مشيرًا إلى وضعه تحت الحجز، بعدما قامت فرق مديرية أمن إسطنبول بفحص مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وشدد كايا على أن "الأطفال هم أبرأ الكائنات وأعظم ثرواتنا. ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول العنف ضد الأطفال".

من جهته، أعلن وزير العدل التركي، يلماز تونتش أن "المدعي العام في ولاية اسطنبول بدأ تحقيقًا فوريًا ضد المشتبه به بالاعتداء جسديًا على طفل أجنبي يبيع البضائع في مترو الأنفاق في مدينة اسطنبول". وأضاف في تدوينة على صفحته بمنصة "إكس"، أنه "من غير المقبول أبدا استخدام العنف الجسدي ضد الطفل الذي هو مثال البراءة، مهما كان السبب"، موضحًا أنه "بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو اللغة، فإن كراهية الأجانب والعنصرية تتعارض تمامًا مع قيمنا".

بدورها، قالت وزيرة العائلة والخدمات الاجتماعية، ماهي نور أوزديمير، في منشور على صفحتها بمنصة "إكس": إن "صور العنف ضد طفل في مترو أنفاق إسطنبول غير مقبولة"، وأضافت أن وزارتها "تشارك في العملية القانونية لضمان حصول الأشخاص الذين يرتكبون أعمال عنف ضد طفل أجنبي بدوافع عنصرية على أشد العقوبات"، موضحة أن الوزارة "ستكون في وجه أي عنف ضد الأطفال".

أما الناشط الحقوقي التركي، مصطفى دوغان، فتساءل : "هل أدعم مخلوقًا مشينًا وغير أخلاقي ضرب طفل سوري يبيع الأقراط في مترو الأنفاق. هل له مناصرون في هذا البلد؟ هل يجب أن أخجل من العيش في نفس البلد الذي تعيش فيه الجماهير التي جردتها الكمالية من إنسانيتها؟".

واعتبر دوغان أن "العنصرية هي رومانسية شريرة تدمر المجتمع الذي تنتمي إليه"، محذرًا من أنه إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، فإن العنصرية ستتحول إلى ممارسة عامة وعمل جماعي قد يؤدي إلى تدمير تركيا.

من جهتها، عبرت الناشطة التركية، بشرى ديدي، عن غضبها من مشهد الاعتداء، وكتبت في صفحتها على منصة "إكس": "بمترو الأنفاق في إسطنبول، يصفع وغد يعتقد أنه رجل، صبيًا سوريًا يبيع دبابيس الشعر لكسب لقمة عيشه"، وأضافت: "ألا تخجل إطلاقًا عندما تضرب طفلاً بحجم اليد أيها الوغد عديم الضمير!".

من جهته، علق رئيس الائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة، على مشاهد الاعتداء على الطفل السوري في مدينة إسطنبول.وقال في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس": "نتابع عن كثب قضية الطفل السوري الذي تعرض لاعتداء عنصري في مدينة إسطنبول، ونحن على تواصل مباشر مع السلطات التركية، التي قامت بدورها بالمتابعة القانونية اللازمة، من أجل إنفاذ القانون والعقوبات المناسبة لمرتكب الجناية الهمجية".

وأضاف: "نعبر عن كامل تضامننا مع الطفل وعائلته، ونقدر مواقف الإخوة الأتراك الذين تضامنوا بكل ود وأخوية مع الضحية، وما قامت وتقوم به السلطات التركية المعنية لإيقاف حملات التحريض والكراهية العنصرية، ومحاسبة من يرتكبون جرائم بحق الأبرياء عبر القضاء".

ويتعرض السوريون المقيمون في تركيا إلى هجمات عنيفة من قبل مواطنين أتراك، جراء حملات مناهضة لوجودهم، تشارك فيها أحزاب وشخصيات تنتمي للمعارضة، تتضمن ادعاءات عديدة حول أعدادهم والخدمات التي يتلقونها في المؤسسات الحكومية والجامعات.
وكانت وزارة الداخلية التركية، قد أكدت في وقت سابق من الشهر الجاري، وجود 3 ملايين و114 ألف سوري يعيشون في تركيا، تحت بند الحماية المؤقتة "الكيمليك"، في معرض ردها على ادعاءات سياسيين معارضين وشخصيات مناهضة لوجود اللاجئين، بوجود ما يزيد على ضعفي الرقم الذي أعلنت عنه السلطات التركية.