لا يزال وسم #عاقبوا_زكريا_بطرس يحوز على تفاعل ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر وعدة دول عربية، رغم مرور أيام على إعادة نشر مقطع فيديو للكاهن زكريا بطرس، والذي يوجّه من خلاله إهانات للديانة الإسلامية وللمسلمين، وخاصة إلى النبي محمد، وبشكل وصف بأنه "استفزازي".
من هو زكريا بطرس؟
زكريا بطرس قس قبطي أرثوذكسي ولد في العام 1934 في مدينة طنطا، وعمل كاهنًا في عدة كنائس مصرية، قبل أن يتم إرساله إلى أستراليا ثم المملكة المتحدة، بسبب تعاليمه التي تتنافى مع التعاليم الأرثوذكسية. اشتهر بدءًا من العام 2003، بعد ظهوره في أحد البرامج على قناة الحياة الأمريكية التي كان بطرس أحد أبرز وجوهها، واشتهرت بانتقادها للإسلام وللرسول محمد، بطريقة يراها المسلمون مسيئة إلى ديانتهم، وفيها احتقار لشخص النبي محمد.
زكريا بطرس قس قبطي أرثوذكسي عمل كاهنًا في عدة كنائس مصرية، قبل أن يتم إرساله إلى أستراليا ثم المملكة المتحدة، بسبب تعاليمه التي تتنافى مع التعاليم الأرثوذكسية
وقد قام عدة محامين مصريين على امتداد العقدين الأخيرين برفع دعاوى ضده لإسقاط الجنسية المصرية عنه، ومطالبة الإنتربول بملاحقته، فيما رصد تنظيم القاعدة جائزة كبيرة ثمنًا لرأس بطرس. فيما يرى آخرون أنّ السبيل الأفضل هو التوقّف عن الاهتمام بشأن الرجل ونشر مقاطع الفيديو التي يتحدث بها بحثًا عن الشهرة وإثارة الجدل كما يرى كثيرون.
في أول تعليق لها على العاصفة التي أثارها انتشار فيديو زكريا بطرس، والذي يقول فيه إن العلم الحديث كشف للمسلمين التناقضات الموجودة في دينهم، قالت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر في بيان صادر عنها، إن زكريا بطرس كان يقدّم تعليمًا لا يتوافق مع تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، لذلك تم توقيفه لمدة، ثم نقله إلى أستراليا بعد اعتذاره، واجتهدت الكنيسة طوال هذه المدّة لتقويم فكره.
وبالرغم من أن مقطع الفيديو المتداول اليوم يعود لفترة قديمة، ولا يعرف السبب الذي أدى إلى إعادة انتشاره الواسع، إلا أنه أشعل غضبًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل في مصر، فشنّوا حملة ضد بطرس، وطالبوا بوضع حدّ لتصرفاته. مع العلم أن بطرس كان قد غاب عن الجدل لفترة طويلة، حتى كاد المصريون أن ينسوا أمره، لكنّ الفيديو المنشور مؤخّرًا أعاد قضيته إلى الواجهة.
وقد أكّد معظم المغرّدين على كون كلام بطرس يمثّله هو فقط، والمسيحية براء منه، منبّهين بالتالي من استغلال القضية لإحداث شرخ بين المسيحيين والمسلمين في مصر، وزيادة الاحتقان في الشارع المصري وتحويله عن الاهتمام بالقضايا المعيشية الأساسية التي تؤثر عليه، اقتصاديًا واجتماعيًا.
المغرّد محمد الحوراني دعا إلى معاقبة زكريا بطرس، وقال: " نحن أمة الرسول الذي ذهب لتعزية طفل حزين على موت عصفوره ".
الناشطة فرح الرابي قالت إن زكريا بطرس هو قس متبرأ منه من الكنيسة، معتبرة أن سبّه للرسول يمثله هو نفسه ولا يمثل طائفته بحسب تعبيرها، ودعت إلى محاكمته بسرعة من أجل "دفن الفتنة" على حد تعبيرها.
من جهته اعتبر المغرّد مينا فؤاد أن الإساءات والبذاءات مرفوضة تمامًا، مشيرًا إلى أن زكريا بطرس ترك الكنيسة المصرية قبل عشرين سنة، وبالتالي فلا علاقة لها بما يقوله. وأضاف : "الراجل بقاله اكتر من ٢٠ سنة بيعمل اللي بيعمله ده على البالتوك وعلى الفضائيات. وأكيد مش موجود في مصر! فمشكلتك شخصية معاه مش مع كل المسيحيين
مقدم البرامج الرياضية محمد زيادة، دعا إلى التنبّه من محاولة إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، ووصف زكريا بطرس بالمختل، وقال إنه "عايش بره مصر ومنذ سنين بيعمل اللي بيعمله، حبنا لرسول الله لا مساومة فيه لكن ما يضحكش علينا ونقع في فتنة طائفية وراها ناس مش بتحب الخير لبلدنا، طبت حياً وميتا يا رسول الله".
وعلى وسم #إلا_رسول_الله، علق آلاف المغردين من عدة دول عربية. إحدى التغريدات في حساب يكتب باسم ليلى يقول: "يمكنك أن تؤمن بأي معتقد تريده، لكن لا يمكنك أن تؤذي معتقداتي، وتنعت معتقداتي بالباطل.
واتفق معظم المغردين من مختلف الانتماءات الدينية والتوجهات الفكرية في مصر على ضرورة وقف نشر تلك المقاطع الاستفزازية وإدانتها، وحذروا من نشرها والانجرار إلى التطرف من أية جهة كانت.
اقرأ/ي أيضًا:
لماذا يطالب المغاربة بإلغاء حفلات محمد رمضان في مراكش؟
السيسي يعلن إلغاء تمديد حالة الطوارئ لأول مرة منذ العام 2017